/العالم
 
1400 (GMT+04:00) - 15/07/08

حاكم قندهار يعلن طرد طالبان وتكبيدها 100 قتيل وجريح

صعدت طالبان هجماتها منذ العام الماضي

صعدت طالبان هجماتها منذ العام الماضي

قندهار، أفغانستان(CNN)-- أعلن أسد الله خالد، حاكم ولاية قندهار الأفغانية الخميس، أن الجيش الأفغاني وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" العاملة في البلاد، نجحت في طرد مقاتلي حركة طالبان خارج مجموعة من القرى كانوا قد سيطروا عليها قبل أيام.

وذكر خالد أن المواجهات التي دارت في المنطقة بعد تدخل القوات النظامية لطرد المسلحين الأربعاء، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 100 عنصر من طالبان، وفرار المئات جنوبي البلاد.

بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الأفغانية أن عدد قتلى طالبان بلغ 56 مسلحاً، دون أن تتوفر معلومات مؤكدة حول حصيلة الجرحى.

وكانت قوات من الجيش الأفغاني تدعمها وحدات عسكرية كندية قد بدأت الأربعاء عملية واسعة النطاق تهدف إلى طرد مئات من عناصر طالبان، سيطروا منذ أيام على عدة قرى جنوبي البلاد بمقاطعة "آرغندب" التابعة لولاية قندهار المضطربة.

وبالتزامن مع هذه الأنباء، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن أربعة من جنودها قتلوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية كانوا يستقلونها فجر الثلاثاء، وذلك في سياق تحركات عسكرية تنفذها الوحدات البريطانية في مدينة "لشكر غاه" الجنوبية.

وكشفت الوزارة أن أحد الجنود كان يخدم ضمن وحدة استخبارات، مضيفة أن جندياً خامساً أصيب نتيجة الانفجار، إلا أنه في "حالة مستقرة."

ونعى رئيس الوزارء البريطاني، غوردون براون، الجنود القتلى، مشيداً بشجاعتهم وبـ"نبل" المهمة التي يقومون بها،" علماً أن الهجوم يأتي بعد يوم واحد من موافقته على زيادة قوات بلاده في أفغانستان.

وبالعودة إلى العملية العسكرية، والتي من المتوقع أن تستمر لثلاثة أيام، فإنها تهدف إلى طرد عناصر طالبان الذين أحكموا سيطرتهم على المنطقة، خاصة بعد العملية الجريئة التي نفذوها باقتحام السجن المركزي بقندهار، وإطلاق سراح 400 من عناصر الحركة.

وقال الجنرال ظاهر عظيمي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية إن الوحدات التابعة لجيش بلاده تحركت باتجاه المنطقة فجراً، بينما قال مارك ليتي، الناطق باسم قوات حلف شمال الأطلسي، إن المواجهات التي جرت حتى الساعة مع المسلحين "محدودة."

ليتي قال إنه لم يلحظ وجوداً متزايداً لعناصر طالبان في المنطقة المستهدفة، مشيراً إلى أن قواته "لم تنجح في العثور على تجمعات كبيرة للمسلحين،" واصفاً التقارير التي جرى تناقلها حول مئات العناصر التي اجتاحت القرى بأنها "دعاية" أطلقتها طالبان لإخافة السكان.

وذكرت تقارير ميدانية أن الحصيلة الأولية للمواجهات أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر الجيش الأفغاني في مواجهة من المسلحين الذين سقط نحو 23 منهم، في حين نفّذت طائرات حلف شمال الأطلسي غارة على مواقع طالبان، تسببت بمقتل 20 مسلحاً.

وكانت طائرات تابعة للناتو قد ألقت منشورات تدعو السكان للحذر بسبب قرب تنفيذ القوات الدولية لعملية تهدف إلى ضرب المسلحين في المنطقة.

وتحدثت مصادر محلية مسؤولة عن تدفق ما بين 400 إلى 500 من مقاتلي طالبان، على متن شاحنات نقل صغيرة ودراجات نارية على مقاطعة "آرغانداب."

وصرح عبد الولي كرزاي، الشقيق الأصغر للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، ورئيس المجلس الإقليمي، إن أعداداً كبيرة من المليشيات دخلت المقاطعة، وأن القوات الأفغانية والناتو تستعد للتحرك صوب المنطقة.

قتيل و10 جرحى بهجوم انتحاري في "فرح"

من جانب آخر، شهدت مقاطعة "ديل آرام" بإقليم "فرح" جنوب غربي أفغانستان، هجوماً انتحارياً بعد ظهر الأربعاء، استهدف قافلة لقوات حلف الأطلسي، حسبما أكد قائد شرطة الإقليم، خليل الله رحماني.

وأشار المسؤول الأفغاني إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل المهاجم الانتحاري، وإصابة نحو عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة إصاباتهم خطيرة، فيما لم يسقط ضحايا بين الجنود الأجانب.

وقد أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وفقاً لما جاء في بيان نشرته الحركة الأفغانية "المتشددة" ضمن موقعها على شبكة الإنترنت.

وتتضارب التقارير بشأن عدد القرى التي بسطت الحركة المتشددة سيطرتها عليها، ويقول سكان محليون إنها تتراوح ما بين خمسة إلى 13 بلدة صغيرة، تقع شمالي قندهار، المعقل القوي السابق لطالبان، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001.

وشهد الإقليم في وقت متأخر الجمعة عملية فرار جريئة ومتقنة التنفيذ، تمكنت خلالها طالبان من تحرير السجناء، من بينهم نحو 400 من عناصر الحركة، وفق مصادر عسكرية.

وقال مارك لايلي، الناطق باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التابعة للناتو، إن القوة الأطلسية على علم بتقارير هجمات طالبان على قرى بقندهار.

وأوضح أن الجيش الأفغاني يستعد لإرسال تعزيزات عسكرية فيما سيعيد الناتو نشر قواته في المدينة لتقدير الأوضاع.

وقالت نورين ماكدونالد، من "سنليس كاونسيل" إن عملية الفرار وتوغل قوات طالبان دفعت بسكان القرى للفرار من المنطقة، ونوهت: "المئات فروا من المنطقة للابتعاد عن المواجهات.. الوضع يتردى كل يوم وكل دقيقة."

واستطردت قائلة بأن السكان المحليين يتحدثون عن استيلاء مقاتلي طالبان على القرى بنشر مقاتلين مدججين بالأسلحة في شوارع المنطقة وإعلام شيوخ القبائل بأنهم فرضوا سيطرتهم على المنطقة.

وحذرت من مغبة عدم دحر المقاتلين المسلحين قائلة بإن المليشيات سيعلنون تشكيل حكومة خاصة بهم في المنطقة.

ولفتت إلى صعوبة تحقيق ذلك: "من الصعوبة للغاية ملاحقة هؤلاء الأشخاص نظراً لأنهم لا يرتدون زياً محدداً، ففي مقدورهم وضع السلاح والاختلاط بالسكان، الناتو قد يقرر قصف المنطقة لكن ذلك سيسقط مدنيين."

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إن مناطق الحدود، تحديداً المتاخمة لباكستان، تظل "مشكلة حقيقية" لقوات التحالف التي تواجه طالبان والقاعدة وحلفاء التنظيم في أفغانستان.

وفي هذا السياق، تتواصل ردود الأفعال الباكستانية الناقدة لتصريحات الرئيس الأفغاني التي أشار فيها إلى حق بلاده ملاحقة المليشيات المسلحة إلى داخل الأراضي الباكستانية.(التفاصيل)

وبلغت الهجمات التي شهدتها أفغانستان ذروتها العام الماضي، وتتواصل بذات الوتيرة هذا العام، وفق إحصائية تحصلت عليها CNN من قوات التحالف الدولية.

advertisement

وسجل التحالف، وحتى السادس من يونيو/حزيران الجاري، 2999 عملية هجومية، مقارنة بـ7143 خلال عام 2007 في ارتفاع قياسي مقارنة بإحصائية عام 2006 الذي شهد 5174.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.