رئيس زيمبابوي روبرت موغابي
هراري، زيمبابوي(CNN)--قال زعيم المعارضة في زيمبابوي، مورغان تسفانجيراي، الذي كان مرشح "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي" للانتخابات الرئاسية بمواجهة الرئيس روبرت موغابي الجمعة أنه غادر السفارة الهولندية التي كان قد لجأ إليها الأحد لأسباب أمنية عائداً إلى منزله.
تسفانجيراي الذي كان يتحدث لشبكة CNN، أكد أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في وقت قريب، وذلك بالتزامن مع تزايد القلق في أوساط سكان البلاد، وخاصة المنتمين إلى أحزاب معارضة، من أعمال انتقامية قد يتعرضون لنا إذا امتنعوا عن التصويت لصالح موغابي في الانتخابات المقررة الجمعة.
وفي الوقت الذي قال فيه أوتلولي سيلغوانا، نائب رئيس اللجنة الانتخابية في زيمبابوي لشبكة CNN أن عمليات الاقتراع تسير بشكل هادئ في العاصمة والمناطق، أكد مراسلون متابعون لمجريات الأمور أن المراكز الانتخابية شهدت حضوراً متواضعاً للناخبين.
واتهمت المعارضة في زيمبابوي الحكومة بتزوير الانتخابات، وذلك بسبب السير بها دون مشاركة تسفانجيراي الذي انسحب مطلع الأسبوع، وردت الحكومة على لسان أحد الناطقين باسمها، والذي وصف زعيم المعارضة بأنه "جبان."
وقالت مصادر صحيفة لـCNN أن الحكومة أرغمت الناخبين في بعض دوائر العاصمة هيراري على الذهاب إلى مراكز الاقتراع والتصويت لموغابي، مهددين بطردهم من منازلهم ما لم يمتثلوا لهم.
وبالرغم من منع السلطات في زيمبابوي لشبكة CNN من تغطية الانتخابات، إلا أن أحد الناخبين، ويدعى لاميك كايسر، تحدث إلى مندوبيها قائلاً إنه يقترع "طلباً للحماية" مشيراً إلى أن مؤيدي موغابي سيستجوبونه إذا لم يقترع.
يذكر أن لوائح الانتخاب ما تزال تحمل اسم تسفانجيراي، وذلك بحجة أن انسحابه المتأخر حال دون تعديلها في الوقت المناسب.
وكانت السلطات في زيمبابوي قد أطلقت الخميس، سراح القيادي المعارض، تنداي بيتي، الأمين العام لـ"الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، كبرى حركات المعارضة في الدولة الأفريقية، والذي كان يواجه اتهامات بـ"الخيانة."
ويُعد بيتي، الرجل الثاني بالحركة المعارضة بعد زعيمها مورغان تسفانجيراي، الذي حقق فوزاً كبيراً على الرئيس روبرت موغابي، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت في مارس/ آذار الماضي، إلا أنه انسحب من جولة الإعادة المقررة الجمعة.
واعتقلت قوات الأمن الموالية لموغابي، الذي يحكم البلاد منذ 28 عاماً، تنداي بيتي في 12 يونيو/ حزيران الجاري، بعد قليل من عودته من جنوب أفريقيا، ووجهت إليه اتهاماً بـ"الخيانة"، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام في حال إدانته بها.
وقالت الشرطة إن القضية التي رفعت ضد بيتي، مرتبطة بوثيقة، نشرتها "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 مارس/آذار الماضي.
وكان بيتي أول من أعلن فوز تسفانجيراي بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قبل أن يتم إعلان نتائج الانتخابات رسمياً، بعد سلسلة من التأجيل، مما أثار انتقادات خارجية حادة ضد نظام موغابي.
وانتقل تسفانجيراي وبيتي إلى جنوب أفريقيا بعد تقارير تحدثت عن "مؤامرة" يدبرها نظام موغابي لاغتيال زعيم المعارضة، إلا أن حكومة هراري نفت أي دور لها بتلك المؤامرة المزعومة، لتفسح له المجال للعودة إلى البلاد، لخوض جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.
وأمرت المحكمة العليا الخميس بإطلاق سراح القيادي المعارض بكفالة مالية، مما يعني أن القضية لم يتم إغلاقها نهائياً، وهو ما يمكن تفسيره بأنها خطوة من جانب السلطات لتخفيف الضغط على موغابي، قبل يوم من الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية.
وأعلنت لجنة الانتخابات، في وقت سابق الأربعاء، أن الجولة الثانية من التصويت ستجري في موعدها الجمعة، رغم أن "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي" أعلنت رسمياً انسحاب مرشحها، تسفانجيراي، وهو المرشح الوحيد الذي كان ينافس موغابي.
وكان تسفانجيراي، قد غادر السفارة الهولندية في هراري الأربعاء، عائداً إلى منزله، بعد قليل من دعوته إلى إرسال قوات حفظ سلام دولية لتأمين "نزاهة" الانتخابات الرئاسية.
وقال تسفانجيراي: نحن لا نريد نزاعاً مسلحاً، لكن شعب زيمبابوي يريد أن تكون كلمات قادة العالم مدعومة بالتزام معنوي من قوة عسكرية."
وكانت "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي" قد تقدمت بطلب رسمي الثلاثاء، لسحب ترشيح تسفانجيراي من الانتخابات الرئاسية.