CNN CNN

دفتريوس: أحداث البحرين عززت الإنفاق الاجتماعي بالخليج

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:29 (GMT+0400)
مشاريع عملاقة في الصين وعدد من دول الشرق الأوسط
مشاريع عملاقة في الصين وعدد من دول الشرق الأوسط

برلين، ألمانيا (CNN) -- الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

في منطقة شلوس إلماو الألمانية، إحدى أجمل البقاع الأوروبية، التقت مجموعة من أكبر مدراء الشركات في العالم وأكثرهم حكمة للتعبير عن القلق حيال الأوضاع الاقتصادية في الغرب، ولكنهم عبروا عن حماستهم الواضحة للنمو القوي والمستمر في أسواق الشرق الأوسط وشرق آسيا.

ومنطقة شلوس إلماو هي عبارة عن قلعة في منطقة بافاريا القريبة من النمسا، وقد تحولت مع الوقت إلى منتجع فخم تجمع فيه 125 مديراً، معظمهم من أوروبا، وقد حضهم المستشار النمساوي السابق ولفغانغ شوسل على "عدم الفزع والنظر إلى الصورة الحقيقية،" مشدداً على وجوب التفكير "بعقلانية حول البيئة التي ستظهر بعد الأزمة الاقتصادية."

وقال شوسل إن الصناعة الألمانية مثلاً يمكن لها أن تستفيد من قدراتها المتطورة لزيادة حصتها في التكنولوجيا الصديقة للبيئة.

بالمقابل، تحدث المدراء، ولم يظهر عليهم أنهم قد وقعوا فريسة الرعب بشكل كامل، ولكنهم عبروا عن قلقهم على الأمد المتوسط، ففي استطلاع جرى مؤخراً توقع معهد شتيرن ستيورت ألا يتجاوز معدل النمو في أوروبا والولايات المتحدة نسبة 1.9 في المائة طوال الأعوام الخمسة المقبلة.

واتفق المدراء بالتالي على أن العالم في المستقبل سيكون مستنداً إلى دعامة واحدة، وهي الشرق، وخاصة الصين التي تتابع نموها القوي بنسبة تتجاوز 7.5 في المائة سنوياً.

ومن بين المشاركين كان هنز كوربر، المدير التنفيذي السابق لسلسلة "مترو" الألمانية العملاقة لمبيعات التجزئة، الذي قال: "علينا كلنا أن نقر بالتحول الحاصل على مستوى القوى السياسية والاقتصادية التي ترجح نحو الشرق."

وبالفعل، فإن الواقع الديمغرافي يدعم أراء كوربر الذي سبق له أن اتخذ قرار إدخال "مترو" إلى الصين قبل عقدين، كما يؤيدها ممتاز خان، وهو إداري في شركة استثمارية بسنغافورا، والذي تحدث عن "تبدلات جذرية" تقوي مركز الشرق الذي يزداد عدد سكانه بالتوازي مع ازدياد تصميمهم على تحقيق التنمية وتحسين مستويات دخلهم.

وعرض خان إحصائيات تدل على أن الصين والهند وإندونيسيا مثلاً تضم حالياً 2.6 مليار نسمة، وبحلول عام 2050، سيرتفع العدد إلى 3.3 مليارات نسمة.

أما الشرق الأوسط فهو عبارة عن منطقة فيها خليط من الدول ذات الكثافة السكانية العالية التي وضعت مجموعة من الخطط التنموية القائمة على التوسع في الإنفاق بهدف بناء بنية تحتية متطورة، السعودية وإمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مثلا خصصت 700 مليار دولار لهذا الهدف في الأعوام الخمسة المقبلة.

من جهته، قال ماريوس ماراثيفيتيس، المحلل الاقتصادي لدى مصرف ستاندرد تشارترد في دبي، للمجتمعين في المنتجع إن حكومات الخليج تقوم بتحويل سريع لأوجه الإنفاق التي كانت قد قررتها بحيث تبعدها عن المشاريع في القطاع العقاري بسبب أزمة العامين الماضيين.

وأضاف ماراثيفيتيس إن قادة المنطقة باتوا يدركون الحاجة إلى تسريع الإنفاق لخلق وظائف جديدة وتنمية الدخل الوطني، خاصة وأن الأحداث الأخيرة التي قام بها الشيعة في البحرين أكدت ضرورة إيلاء الجانب الاجتماعي الاهتمام الضروري.

وبعيداً عن قلقهم حول النمو المحلي الضعيف، أشار المجتمعون إلى مجموعة من التهديدات الأخرى للأوضاع الاقتصادية في المنطقة، ومنها الصراع مع إيران الذي قد يكون الخطر الأبرز للأمن والاقتصاد في العالم ككل، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط بسبب الطلب الزائد من الشرق.

وفي الواقع، فإن السفير الألماني السابق في الولايات المتحدة وبريطانيا، ولفغانغ إيزتشينغر، لم يبد الكثير من التفاؤل بمستقبل العملية السلمية في الشرق الأوسط، وقد دعا الجميع إلى النظر في مبادرات أبعد من الإطار الحالي للأمور والبحث عن ما يعزز الأمن الإقليمي بطرح تقدمه واشنطن وتدعمه أطراف أخرى.

ويعتبر إيزتشينغر أن طرحاً من هذا النوع سيبدد المخاطر الماثلة على الأمد الطويل، والتي تخيف المستثمرين، وسيمنح مجموعة المدراء الذين اجتمعوا في شلوس إلماو سبباً جديداً للشعور بالتفاؤل حول المستقبل الاقتصادي للشرق.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.