CNN CNN

الفلسطينيون يحشدون أوروبا لتأييد دولتهم المستقلة

الجمعة، 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 14:35 (GMT+0400)
استمرار الاستيطان الإسرائيلي دفع الفلسطينيين إلى الانسحاب من المفاوضات
استمرار الاستيطان الإسرائيلي دفع الفلسطينيين إلى الانسحاب من المفاوضات

القدس (CNN)-- بعدما تقلصت آمالهم في استئناف المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، بدأ الفلسطينيون في التوجه بمساعيهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، أملاً في حشد هذه الدول من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، في حالة إذا ما تم إعلانها من جانب واحد، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأكد القيادي بالسلطة الفلسطينية، نبيل شعث، في تصريحاته لـCNN الخميس، أنه تم تقديم طلب رسمي إلى حكومات كل من فرنسا وبريطانيا والسويد والدنمارك، للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، أي قبل يوم من الحرب التي شنتها إسرائيل على الدول العربية المجاورة.

وقال شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض العلاقات الدولية، إن هذه الطلبات تأتي كجزء ضمن إستراتيجية بديلة، تهدف إلى حشد التأييد الدولي لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، خارج الإطار التقليدي لمفاوضات السلام "المتعثرة" مع الجانب الإسرائيلي.

وتابع شعث، في تصريحاته لـCNN الخميس، في أعقاب لقائه مع مسؤولين ودبلوماسيين يمثلون الدول الأوروبية الأربعة، إضافة إلى مثل الاتحاد الأوروبي، في مدينة "رام الله" بالضفة الغربية: "كانت هذه آخر الطلبات، ولكنني مكلف بمطالبة جميع الدول الأوروبية بذلك."

تأتي هذه المساعي في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول الأفريقية والآسيوية اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، بينما تعارض ذلك دول أخرى، في مقدمتها الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأوروبية، ترى أن إعلان الدولة الفلسطينية يجب أن يكون ضمن تسوية نهائية مع إسرائيل.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة "حين يرى ذلك مناسباً"، إلا أنه عبر، في البيان الذي أصدره الاثنين، عن مخاوفه من أن القيام بهذه الخطوة قد يؤدي إلى إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى "نقطة الصفر."

وذكر البيان الذي صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية 27 دولة أوروبية، بالعاصمة البلجيكية بروكسل: "إن الاتحاد الأوروبي يرحب بجهود السلطة الفلسطينية من أجل بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويؤكد دعمه الكامل لهذه الجهود."

وكان مسؤول ملف المفاوضات بالسلطة الفلسطينية، صائب عريقات، قد بعث خطاب إلى مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، قبل يوم من انعقاد مجلس العلاقات الخارجية، دعا خلاله إلى الاعتراف بدولة "فلسطين" على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وخلال لقاء لاحق الخميس، مع وزير خارجية مالطا، قال شعث إنه "في ظل تعثر عملية التسوية، وفشل الجهود الأمريكية في الضغط على إسرائيل، فإنه لا فائدة من المفاوضات ما لم يتوقف الحصار على غزة، وتهويد القدس، ووقف الاستيطان"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وأضاف قائلاً: "بناءً على هذه الظروف، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، من دول العالم والاتحاد الأوروبي، أصبح ضرورياً، فنحن لم نفقد الرغبة بالسلام ونظرية الدولتين، لكن الأوضاع الأمريكية والمواقف الإسرائيلية، لم تترك مجالاً لتوقع  ما هو جديد."

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن الولايات المتحدة لن تدعم خطوة أحادية الجانب بإعلان دولة فلسطينية، وذلك رداً على دعوة وجهها عريقات لحشد تأييد المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

يُشار إلى أن مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت في سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أقل من شهر على انطلاقها، عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، وشدد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على موقفه بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات مجدداً، ما لم تتوقف إسرائيل عن أنشطتها الاستيطانية.