دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استحوذت الأحداث في سوريا في الـ24 ساعة الأخيرة على تغطيات الصحف العربية الصادرة يوم الجمعة، والتي أبلغت عن وقوع عدد من "المجازر،" أبرزها تلك التي وقعت قرب مخبز في حلب، إلى جانب تصريحات لمندوب سوريا في مجلس حقوق الانسان والذي انشق عن نظام الأسد.
وتحت عنوان "آخر الدبلوماسيين السوريين المنشقين: كثيرون داخل النظام يخدمون المعارضة،" حاورت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية داني البعاج مندوب سوريا السابق في مجلس حقوق الانسان، والذي قات إنه آخر المنشقين عن النظام السوري.
وأكد البعاج، أنه "ما زال مقتنعا تماما على الرغم من حجم الدم المراق والانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين السوريين بأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة،" مدللا على قوله بأن "كل الحروب التي شهدها التاريخ انتهت بمعاهدات سلام سياسية."
وأضافت الصحيفة: "أشار البعاج الذي يعد آخر المغادرين لقاطرة النظام في الفترة الماضية، في حواره مع الشرق الأوسط عبر الهاتف من جنيف حيث يقيم وأسرته حاليا، إلى أنه انشق الأسبوع الماضي بعد أن أيقن أنه لا يستطيع تقديم المزيد من الخدمات للمعارضة السورية، التي كان يتعاون معها منذ شهور طويلة من قلب النظام."
وأكد أن "هناك عددا كبيرا ممن يعملون داخل النظام حتى الآن لخدمة المعارضة في مختلف الجهات الحكومية والعسكرية،" مثمنا "ما يقدمه هؤلاء من خدمات لا تقل عن خدمات المنشقين ومعارضي النظام بشكل صريح،" وفق الصحيفة.
وكشف الدبلوماسي عن بعض ما يدور داخل أروقة دوائر المجالس الدولية، وطرق تعامل المجالس المختلفة مع الملفات دبلوماسيا، مشيرا "بواقعية شديدة إلى أن جميع الدبلوماسيين في العالم يقومون بتنفيذ تعليمات تأتيهم من وزارات الخارجية التابعين لها.. ولكنه تابع بمرارة "ولكن القضية تصبح حساسة عندما يصبح حجم الكذب كبيرا،" وفقا للصحيفة.
وأكد البعاج أن "النظام السوري أصبح يحتكر الدولة ويختطفها لصالحه، وأنه يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق شعبه،" مؤكدا أن "المشكلة السورية كانت داخلية بالأساس، لكن الأسد حولها إلى مشكلة إقليمية ودولية."
وتحت عنوان "سلسلة مجازر بغارات جوية وقصف مدفعي،" كتبت صحيفة "الحياة" تقول: "جدد النظام السوري امس استخدام طائراته الحربية على نطاق واسع في قصف عدد من المواقع التي تشهد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة وبشكل خاص في حلب وادلب وفي ريف دمشق. وادى ذلك الى ارتفاع ملحوظ في اعداد الضحايا وخصوصاً بين المدنيين، وتجاوز عدد القتلى حتى مساء امس 175 كما ذكرت مصادر المعارضة."
وأضافت "بعد يوم على قرار منظمة التعاون الاسلامي تعليق عضوية سورية، وجه الاعلام السوري انتقادات شديدة للمنظمة وقراراتها، واتهم وزير الخارجية وليد المعلم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بالتآمر على سورية، محملا اياهما مسؤولية سفك الدم السوري."
وتابعت تقول: "في هذا الوقت كان الطيران الحربي يرتكب مجزرة جديدة في معرة مصرين في محافطة ادلب. وقالت مصادر المعارضة ان الطائرات القت على البلدة قنابل تزن الواحدة منها 200 كلغ. واكدت ان مجزرة اخرى ارتكبت في قاضي عسكر في ريف حلب عندما اطلقت قذائف الهاون على صف من الاهالي كانوا يقفون صباحاً امام احد المخابز. وقتل بنتيجة هذا القصف 25 شخصاً على الاقل."
ومضت الصحيفة في تقريرها بالقول: "وفي بلدة قطنة بريف دمشق عثر على 60 جثة تم اعدام اصحابها، في وقت تواصل القصف المدفعي والحملة العسكرية على قطنة والضمير ودوما والتل التي اعتبرتها المعارضة منطقة منكوبة. كما وجه المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر نداء لإغاثة مدينة التل بعد سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في قصف ليلي."
وفي الشأن السوري أيضا، كتبت صحيفة "القدس العربي" تقريرا حول الأزمة من وجهة نظر مسؤولين في الأردن، الجارة الجنوبية لسوريا، وقالت إن رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة أبلغ نخبة من أركان السلطة التشريعية الخميس بأن وضع بلاده في منتهى الحساسية بخصوص الملف السوري مشيرا إلى السيناريوهات متعددة والوضع بالغ الحساسية والضغوط تتزايد في منطقة الحدود الشمالية.
وتابعت الصحيفة: "تحدث الطراونة في إطار جلسة مغلقة وتشاورية مع أعضاء مجلس الأعيان تحت عنوان الإطلاع على آخر المستجدات."
وأشار الطراونة، وفقا للصحيفة، إلى "الوضع الحساس والمعقد في العلاقة بين بلاده وسوريا ملمحا لإن حصول تطورات سيئة جداعلى حدود بلاده الشمالية مع سوريا قد يكون السبب الوحيد لتأجيل إنتخابات برلمانية محددة قبل نهاية العام الحالي في الأردن حيث قال: ماضون في الإنتخابات وستجري وثمة سببان فقط يمكن أن يؤديا لتأجيلها أحدهما حصول تطورات حرجة على الحدود الشمالية."
ولم يدلي الطراونة بتفسيرات أو شروحات لمقاصده حول هذه التطورات ولا تفاصيل عن طبيعة الوضع الحساس لبلاده لكنه قال إن "الأردن بدأ يعاني من مشكلة اللاجئين الذين يتزايد عددهم مع عدم وجود مخصصات مالية كافية لإغاثتهم كما يفلتون من تجمعات اللاجئين ويهربون منها بين الحين والأخر."