صنعاء، اليمن (CNN) -- تباينت التقارير حول هيثم حميد مفرح، منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت تدريبات عسكرية باحتفالات ذكرى الوحدة/ وكان ضحيتها نحو400 جندي بين قتيل وجريح، إذ أشار تنظيم القاعدة إلى أن المنفذ كان قد اخترق قوات الأمن، التي يقود معظمها مقربون من الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بينما أشارت مصادر إلى أنه ينتمي للفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر المنشق عن الجيش منذ مارس/آذار 2011.
وفي تصريح خاص لـCNN بالعربية، نفي مصدر مسؤول في الأمن المركزي اليمني أن يكون الانتحاري مفرح الذي يكنيه أعضاء تنظيم"أنصار الشريعة"، التابع للقاعدة بـ"أبو الجراح الصنعاني" قد التحق بوحدات الأمن المركزي قائلاً "الانتحاري لم ينتقل مطلقاً إلى وحداتنا ولا تزال التحقيقات جارية لكشف إلى أين ينتمي."
إلى ذلك رفضت مصادر في الفرقة الأولى مدرع الحديث حول الموضوع فيما قالت مصادر إعلامية تابعة لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) أن مفرح هو "جندي في الأمن المركزي."
ويأتي تباين المعلومات في الوقت الذي ينشر فيه أنصار الشريعة صورة لهيثم مفرح لأول مرة، مشيرة من خلال مصادرها إلى أنه كان جندياً في الجيش قبل التحاقه بقوات الأمن المركزي.
مصادر إعلامية تابعة لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ذكرت أن منفذ عملية السبعين التحق بالفرقة الأولى مدرع في مارس/آذار 2011، مشيرة إلى رقم عسكري قالت إنه كان يحمله.
وقال الموقع الرسمي لحزب المؤتمر إن مفرح انضم إلى الفرقة الأولى "في الشهر الذي أعلن فيه اللواء (المنشق) علي محسن الأحمر انضمامه إلى ساحة الاعتصام" التي كان المحتجون فيها يطالبون صالح بالاستقالة.
يشار إلى أن الخلاف حول هوية الجهاز العسكري الذي تمكن مفرح من اختراقه يرتبط بالاتهامات المتبادلة حول هوية الأطراف الداخلية التي تشجع التنظيمات المتشددة على شن هجمات، وذلك في وقت تدرس فيه القيادة اليمنية الجديدة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية برمتها.
وتعتبر قضية إعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن باليمن، واحدة من بين أعقد الملفات التي تواجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إذ سبق لعدد من كبار الضباط من أسرة صالح، أو من المقربين منه، رفض مراسيم تقضي بنقلهم إلى مناصب أخرى، وقد هددت واشنطن مؤخراً بفرض عقوبات على من يعرقل العملية السياسية باليمن.