"محجور أفندي".. فوازير من وحي حظر كورونا تحقق رواجا في الأردن
عمان، الأردن (CNN)-- باستخدام هاتفه النقال وبعض الاكسسوارات والأغراض المنزلية القديمة عدا عن موهبته الغنائية، استطاع فنان المحتوى البصري الأردني محمد القاق، أن ينتج فوازير رمضانية بقالب كوميدي مزج فيها بين إرث الماضي الفني والفنون البصرية الحديثة، ليدخل بيوت آلاف الأردنيين تاركا مساحة صغيرة يوميا من البهجة والتسلية والفائدة، عبر فوازير "محجور أفندي".
الفوازير التي دفعت ظروف "الحجر" بسبب فيروس كورونا إلى إنتاجها، شكّلت واحدة من محطات القاق في تحقيق حلمه الإبداعي، وهو الذي بدأ مشواره في 2005، مخرجا ومدربا في عالم التدوين المرئي للمرة الأولى في المنطقة العربية عبر منصة “خبّيزة“، ومن ثم تأسيس مجلة “حبر” ولاحقا ليصبح مدربا على السرد القصصي البصري.
يقول القاق الذي التقته CNN بالعربية في منزله الصغير، الذي ينتج فيه حلقات فوازير "محجور أفندي"، إن الفكرة راودته منذ نحو 4 سنوات سنين لإعادة إحياء فن الفوازير، التي ارتبطت بذاكرة الجمهور العربي مع فوازير سمير غانم ونيللي وشريهان والاستعراضات الغنائية، حتى تم فرض الحظر على الجميع، فكانت هي "لحظة الإحباط الشديد" التي تحوّلت إلى "فوازير محجور أفندي".
ويضيف القاق: "لأول مرة كنت أفكر بعد 4-5 أيام من عودتي من السفر، ماذا يمكن كفنان أن أعمل وكيف يمكن أن أستغل وقتي وأقدم ما يعبّر عن انعكاسي لذاتي.. صورت أعمالا غنائية وسكيتشات قبل رمضان بأيام لاقت رواجا كبيرا، ولما اقترب رمضان قلت فلتكن الفوازير".
وعلى مدار 26 يوما من بداية رمضان، وصل القاق الليل بالنهار لإنتاج حلقات الفوازير، التي اعتمدت على جهده الفردي، من أفكار حلقات الفوازير وتصوير المقاطع التمثيلية لها، وأداء المقاطع الغنائية بصوته، وإخراجها بصريا باستخدام برامج المونتاج، حيث سبق للقاق إنتاج 6 أغاني خاصة به وبعض الافلام القصيرة من بينها فيلم "كولاج".
الفوازير التي أطلقها القاق عبر منصته على انستغرام بشكل رئيسي، أحيت أيضا أعمالا فنية من الزمن الجميل كما يسميه، بالمزج بين "النوستالجيا" والحداثة، إذ تقمص العديد من الشخصيات الفنية من بينها فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وأم كثلوم وغناء أغانيهم، واستحضار بعض المسرحيات "كشاهد مشفش حاجة"، وبعض الأمثال الشعبية والأعمال الفنية الخالدة، كلوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي وبعض الكلاسيكيات الغربية كقصة سندريلا ومسلسل أبطال الملاعب الكرتوني ومسلسل “سالي“.
واستعان القاق ببعض الملابس القديمة من والدته في بعض الحلقات وكذلك بيجامة والده المتوفي والتي تعود لفترة الستينات في حلقة العندليب الأسمر وكوكب الشرق.
وشاركت شخصيات إعلامية وفنية أردنية القاق في بعض حلقاته، في التمثيل والغناء عن بعد، من بينهم الإعلامية غادة سابا في مقطع تمثيلي لمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" وعازفة البيانو غيا أرشيدات، في محاولة لكسر أي روتين مع بث الحلقات اليومية كما يقول، ما جعل الفوازير تلقى ترحيبا ومتابعة من شرائح واسعة من الأردنيين، عند الثامنة من مساء كل يوم بتوقيت العاصمة عمّان مع خلفية المقدمة لموسيقى سيارات بيع اسطوانات الغاز المعروفة في البلاد.
ولم يطمح القاق بحسب قوله، سوى برعاية عمله الفني ببعض الجوائز لحل الفوازير، حيث تقدمت 3 جهات لذلك، هي "فكر جديد وقهوة ديميترس واستكانة"، فيما دعا إلى ضرورة أن يبادر كل الفنانين إلى إثراء المحتوى العربي البصري عبر أفكار إبداعية بسيطة وتجمع بين المعلومة الثقافية والمتعة الفنية.
وتقدمت العديد من الجهات الانتاجية للقاق بعروض جديدة، من المتوقع تنفيذها بعد انتهاء شهر رمضان، فيما استخدم رعاة الفوازير تقنية القرعة الالكترونية لاختيار الفائزين بالفوازير.