من الإصلاح إلى الحرب.. كيف كانت رحلة بشار الأسد غير المتوقعة إلى السلطة؟

الشرق الأوسط
نشر

لم يكن من المفترض أبدًا أن يصبح بشار الأسد رئيسًا، فشقيقه الأكبر، باسل، كان يفترض أن يستلم السلطة بعد والدهما، حافظ الأسد، القائد ذو القبضة الحديدية الذي حكم البلاد لقرابة 3 عقود.

محتوى إعلاني

لكن مأساة عائلية أتت ببشار إلى السلطة، إذ لقي باسل حتفه في حادث مروري عام 1994، واُستدعي بشار، الذي كان طبيب عيون في لندن حينها، إلى البلاد.

محتوى إعلاني

في السنوات الـ6 اللاحقة، قام والده وحزب البعث الحاكم بتجهيز بشار لتولي السلطة في نهاية المطاف. فارق حافظ الأسد الحياة بعد نوبة قلبية في عام 2000، واستمرت سلالة الأسد الحاكمة، التي تنحدر من الأقليّة العلوية، في تمسكها بالسلطة بانتقال سلس إلى بشار. تم تعديل الدستور أيضاً للسماح بحكم رئيس يقل عمره عن 40 عاماً.

تحدث بلطافة وتلقى تعليمه في الغرب، وكان في الثلاثينيات من عمره. كانت هناك آمال بأنه قد يحدث تغييرًا. بدأ بشار الأسد ببعض الإصلاحات المعتدلة، بما في ذلك خطوات لتحديث الاقتصاد. تم إطلاق سراح بعض السجناء السياسيين، بينما سمح للصحف المستقلة بالنشر. لكن ربيع دمشق كما كان يسمى لم يدم طويلاً. فالدولة البوليسية التي لا تتسامح مع المعارضة استمرت بالازدهار تحت حكمه، إلى أن أتى الربيع العربي كما يسمى إلى سوريا عام 2011، والشرارة كانت من درعا في الجنوب، ومنها انتشرت المظاهرات عبر سوريا.

خرج السوريون إلى الشوارع مطالبين بالحرية والكرامة، وبالنسبة للأسد فإن هذه كانت خطة أجنبية، ومؤامرة.

القمع القاسي حوّل المظاهرات السلمية إلى حرب أهلية دموية، والعديد من قوى العالم أرادت خروج الأسد، لكن لم يرد أحد أن يتدخل بشكل كبير في الحرب، بشكل مباشر على الأقل، حتى مع اتهام نظامه باقتراف واحدة من أكثر الجرائم ترويعًا من تلك الموثّقة في عالمنا الحديث.

عندما رد الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، على الهجوم الكيماوي على خان شيخون في عام 2017 بغارات أمريكية محدودة على قاعدة جوية سورية، بقي الأسد متحديًا، قائلاً "لم يكن هناك أي أمر بالقيام بأي هجوم، لا نملك أي أسلحة كيماوية، سلمنا ترسانتا قبل 3 سنوات. هذه (أخبار) مفبركة 100٪".

أهوال الحرب السورية لا نهاية لها، فُقدت الآلاف من الأرواح، بينما شُرد أكثر من 12 مليون سوري. تأثير الحرب تعدى حدود سوريا.

مجموعات مثل داعش والقاعدة استغلت الفوضى، لتسيطر وتستحوذ على أجزاء كثيرة من البلاد. وخلال هذا الأمر كله، استمر الأسد بالتمسك بالسلطة. الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل فشلت مرارًا، مع كون مصيره نقطة الخلاف الرئيسية.

في أرض المعركة، ورغم دعم حلفائه إيران وحزب الله، كان هناك وقت عانت فيه قواته، والنظام فقد السيطرة على أكثر من نصف البلاد، إلى أن دخلت روسيا إلى الصراع في 2015، وحملتها الجوية القاسية قلبت الطاولة لصالح الأسد.

يبدو أن بشار الأسد قد تغلب على الاحتمالات، متجاوزًا الثورة وهو الآن على وشك الفوز بالحرب، لكن سوريا التي ورثها قبل 20 عاماً تقبع الآن في حطام. بلد مدمّر.