هل تلجأ للمشروبات الكحولية لمساعدتك على النوم بالطائرة؟ بحث جديد يحذر من سلبيات ذلك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- علامة "ربط حزام الأمان" اختفت، وبدأ وقت القيلولة على متن رحلتك. فتحصنت بوسادة رقبتك، وقناع العينين، وكأس نبيذ كي تضمن حصولك على راحة جيدة. ولكن هذه الاستراتيجية ليست بفكرةٍ جيدة، بحسب ما توصّل إليه بحث جديد.
في مقصورات الطائرات، يكون ضغط الهواء ومستويات الأكسجين أدنى من الظروف المعتادة على الأرض. وبدمج ذلك مع استهلاك الكحول والنوم، فيرجح أن يعاني الشخص من انخفاض حاد بتشبّع الأكسجين في الدم، بحسب دراسة نشرت في مجلة "Thorax"، الإثنين.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، نصحت مؤلفة الدراسة الرئيسية، ونائبة قسم النوم والعوامل البشرية، ورئيسة مجموعة العمل المعنية بالأداء والنوم في معهد طب الفضاء الجوي في كولونيا، ألمانيا، الدكتورة إيفا ماريا إلمنهورست: "من فضلكم، لا تشربوا الكحول على متن الطائرات".
وأفادت الدراسة أن الباحثين أنشأوا بيئة جوية تحاكي مقصورة الطائرة أثناء الطيران، بهدف اختبار ذلك.
على مدار ليلتين، نام 48 شخصًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة لمدة أربع ساعات في بيئتين مختلفتين، مرة من دون كحول ومرة بعد شرب ما يعادل كأسين من النبيذ، أو علبتين من البيرة.
وأظهرت الدراسة أنّه في الليلة التي شرب فيها المشاركون الكحول، لاحظ الباحثون انخفاضًا بكمية الأكسجين لديهم وزيادة بمعدل ضربات القلب.
وقال الباحثون: "إنّ الجمع بين استهلاك الكحول والنوم في ظل ظروف الضغط الزائد يشكل عبئًا كبيرًا على الجهاز القلبي، وقد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة".
وأوضح طبيب القلب، الدكتور أندرو فريمان، وهو مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مركز "National Jewish Health" في دنفر، غير المشارِك في الدراسة، أنّ الدراسة صغيرة، لكنها توفر نقطة انطلاق يجب على الباحثين من خلالها مواصلة التحقيق في العلاقة بين النوم، والطيران، والكحول.
قال الخبراء إنّ العديد من الأشخاص قد يشربون الكحول على متن الطائرة لمساعدتهم على النوم في مقصورة غير مريحة غالبًا، لكن القيام بذلك يؤثر سلبًا على الصحة على المدى الطويل، والهدف المباشر المتمثّل بالحصول على قسط من الراحة.
الكحول يساعدك في الحصول على نوم غير مريح
لم يجمع مؤلفو الدراسة البيانات حول إجهاد القلب فقط، بل فحصوا نوعية نوم المشاركين، وتبين أنّها لم تكن جيدة.
وأظهرت الدراسة أنّ مدة نوم حركة العين السريعة (مرحلة حركة العين السريعة التي قد تكون مهمة لتعزيز الذاكرة وتعافي الدماغ) كانت أقصر لدى الأشخاص الذين كانوا في الطائرة واستهلكوا الكحول.
وأشار فريمان إلى أنّ النتيجة ليست مفاجأة، مشيرًا إلى أنّ المشروبات الكحولية قد تساعدك على النوم، لكن لن تضاهي جودته النوم وأنت غير ثمل.
وأضاف فريمان: "عندما يشرب الناس بكثرة، فإن الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم يكون أكثر حدة بكثير".
وقالت المديرة المشاركة لمركز طب النوم والأبحاث بمستشفى سانت لوك في تشيسترفيلد بولاية ميسوري، الدكتورة شاليني باروثي، إنّ كمية النوم تحت التأثير الكحولي تميل أيضًا إلى الاختلاف.
وقالت باروثي، وهي متحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، ولم تشارك في الدراسة، إنّ الناس يميلون للحصول على نوم متقطع أكثر بعد شرب الكحول، ما يعني أنهم يستيقظون أكثر في الليل، ويميلون إلى عدم النوم لفترةٍ طويلة.
ونصح فريمان بعدم خلط مُساعِدات النوم مع الكحول، فهما يسببان الاكتئاب، كما تزداد آثارهما المهدئة عند تناولهما معًا.
كيف تستريح قبل رحلتك؟
نصح فريمان بالحفاظ على دورات جسمك الطبيعية أثناء رحلتك الجوية إذا كان الأمر ممكنًا.
ويمكنك القيام بذلك عبر اختيار رحلة تتوافق مع أنماط نومك.
كما نصح فريمان بالمحافظة على رطوبة جسمك، لأن الرحلات الجوية تعني التواجد في بيئة جافة عادةً، ولا يرطب الأشخاص أنفسهم بشكلٍ صحيح دائمًا، وأكّد أنّ الماء هو أفضل ما يمكن شربه.
يمكن أن تكون الأطعمة المقدمة في المطارات والطائرات مالحة ودهنية ومُعالجة بشكل كبير، لذا أوصى فريمان إما بجلب طعامك الخاص، أو البحث عن خيارات تكون دسمة بشكلٍ أقل، أو الأطعمة النباتية بشكلٍ أساسي.
يمكن أن تساعدك التمارين الرياضية أيضًا على النوم بشكلٍ أفضل، لذا يُنصح بتجنب المصاعد لزيادة الحركة. وإذا كنت على متن رحلة طويلة، حاول النهوض والحركة أيضًا.
وخلص إلى أن هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الأضواء الزرقاء المنبعثة من الشاشات تتداخل مع أنماط نومنا.
وتابع: "إذا كنت تحاول النوم على متن طائرة، ففكر بالحصول على سماعة رأس عازلة للضوضاء وربما لا تستخدم شاشاتك، خاصة أثناء الانتظار لإقلاع الرحلة".