رُغم بعض التحسن.. الصحة العقلية للمراهقين لا تزال في خطر منذ جائحة كورونا

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من المرجح أن يبلِّغ المراهقون، وخاصة الفتيات، أنهم يشعرون بالحزن واليأس بشكل مستمر، وأنهم يفكرون في الانتحار، أو يحاولون الانتحار بشكلٍ أكبر مقارنةً بالعقد الماضي، وفقًا لتقرير جديد.

ومع ذلك، تشير البيانات الأخيرة إلى احتمال تحسن الأمور قليلاً منذ انتشار جائحة كورونا.

محتوى إعلاني

ووجد تقرير "استطلاع السلوكيات الخطرة لدى الشباب" (Youth Risk Behavior Survey)، والذي قدمته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) لأكثر من ثلاثة عقود كوسيلة لقياس رفاهية طلبة المدارس الثانوية الأمريكية، تحسنًا بمقدار نقطتين في النسبة المئوية للطلبة الذين قالوا إنّهم عانوا من مشاعر الحزن أو اليأس المستمرة من عام 2021 إلى عام 2023، وهي السنوات الأخيرة التي تناولها الاستطلاع.

ولكن لا تزال التوقعات بالنسبة للمراهقين قاتمة جدًا بشكلٍ عام.

وفي عام 2023، أبلغ 40% من الذين أجابوا على الاستطلاع أنهم عانوا من مشاعر الحزن أو اليأس المستمرة.

وانخفض هذا المؤشر من نسبة 42% الذي سُجِّل في عام 2021، لكنه لا يزال أعلى بنحو 10 نقاط مئوية عما كان عليه قبل عقد من الزمن.

وإلى جانب ذلك، أبلغ 20% منهم أنهم يفكرون بجدية في الانتحار، مقارنةً بـ17% في عام 2013.

وأبلغ 9% منهم أنهم حاولوا الانتحار، وهذا أقل من نسبة 10% في عام 2021، ولكنها لا تزال أعلى من نسبة 8% المسجلة في عام 2013.

وشارك أكثر من 20 ألف طالب وطالبة من الصف التاسع إلى الثاني عشر في الجولة الأخيرة من الاستطلاع، وكان هؤلاء ضمن عينة تمثيلية على المستوى الوطني شملت 155 مدرسة.

وقالت نائب رئيس التدريب السريري في معهد "تشايلد مايند" في مدينة نيويورك الأمريكية، الدكتورة جيل إيمانويل: "تخبرنا الأرقام أن شبابنا يعانون، وأن لدينا أزمة صحة عقلية مستمرة".

ولم تشارك إيمانويل في الاستطلاع.

وعندما فصل الباحثون الأرقام بحسب الجنس، كانت الصورة مختلفة تمامًا. 

وأبلغت أكثر من نصف الفتيات (53%) أنهنّ يشعرن بالحزن أو اليأس بشكل مستمر مقارنة بـ28% من الفتيان.

وفي عام 2013، بلغت هذه الأرقام 39% للفتيات و21% للفتيان.

وذكرت إيمانويل: "من المؤكد أن الفتيات يعانين أكثر"، كما أنّها أشارت إلى أن الاختلافات بين الجنسين قد لا تكون في الواقع أوسع مما تبدو.

وشرحت: "الفتيات يعبرن بشكلٍ أكبر بشأن بعض التحديات التي يواجهنها. ومن الناحية التقليدية، الفتيان ليسوا كذلك بالقدر ذاته، ولكن أعتقد أن هذا يتغير".

وقال الباحثون في مراكز مكافحة الأمراض إنّه رُغم إدراكهم لخطورة المشاكل، إلا أنهم متفائلون بشأن التحسينات الأخيرة في بعض المؤشرات التي تم قياسها في الاستطلاع.

وقالت مديرة قسم صحة المراهقين والمدارس في مراكز مكافحة الأمراض، الدكتورة كاثلين إيثير: "لسنا خارج دائرة الخطر. أعتقد أننا مازلنا نواجه أزمة في الصحة العقلية بين الشباب".

وتابعت: "ولكن عندما ننظر إلى البيانات من عام 2021 إلى عام 2023، فقد بدأنا في رؤية بصيص الأمل هذا".

كانت بعض أكبر التحسينات في مشاعر اليأس المستمرة خلال العامين الماضيين بين الطلبة متعددي الأعراق، والآسيويين، وذوي الأصول الإسبانية.

وأفادت إيثير أنها سعيدة برؤية انخفاض عدد الطلبة السود الذين أبلغوا عن محاولتهم الانتحار في العامين الماضيين.

ورُغم حدوث تحسن طفيف، إلا أن الاستطلاع أظهر أن بعض المجموعات تعاني أكثر من غيرها. 

وأبلغ حوالي نصف الأطفال الذين يعتبرون مثليو الجنس، وثنائيو التوجه الجنسي، والمتحولون جنسيًا أنهم عانوا من سوء الصحة العقلية الشهر الماضي، وكانت هذه المجموعة أكثر عرضة للإبلاغ عن محاولات الانتحار والتعرض للعنف.

ووفقًا لإيمانويل، لا تزال الأزمة تتفاقم بسبب نقص موارد خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين ومقدميها ، ولكن يمكن للآباء المساعدة.

ويجب على الآباء البدء بتثقيف أنفسهم باستخدام مصادر موثوقة عبر الإنترنت، كما أشارت إلى أن التحدث مع أبنائهم المراهقين لفتح قناة اتصال هو خطوة أولى يجدر الاهتمام بها.

نشر
محتوى إعلاني