في أمريكا.. معدّل إصابة النساء بسرطان الرئة أعلى من الرجال

نشر
8 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك اتجاه في الولايات المتحدة يتمثّل بمعدّل تشخيص النساء الشابات وفي متوسط العمر بسرطان الرئة أعلى من الرجال.

ورغم أنّ تدخين السجائر يُعتبر عامل الخطر الأوّل للإصابة بسرطان الرئة، إلا أنّ العديد من الشابات اللواتي شُخّصن بالمرض من غير المدخنين.  

وتشير التقديرات إلى أنّ حوالي ثلثي حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين تصيب النساء.

محتوى إعلاني

"لقد كان الأمر صادمًا للغاية.. غير متوقع تمامًا"

لم يسبق أن دخّنت جالين موندين، الممرضة البالغة من العمر 36 عامًا والعاملة في  ولاية نيوجيرسي، ووصفها طبيبها بأنّها تتمتع بصحة جيدة، ولا وجود لعوامل خطر لديها. ومع ذلك، في العام الماضي، تلقت الأم لطفلين صدمة حياتها حين شُخّصت إصابتها بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة، وهي مرحلة متقدمة من المرض انتشر فيها خارج رئتيها.

ما برحت عيناها تمتلئان بالدموع عندما تفكر بذلك اليوم.

وقالت موندين عن تشخيص حالتها: "أتذكر أنني كنت أبكي. اعتقدت أنه ربما كنت في المرحلة الثانية أو الثالثة. لكن عندما قيل لي إنني في المرحلة الرابعة، شعرت كأنّ الغرفة تضيق بي. وأتذكر أنني قلت لا، لا، لأنني كنت أفكر بأطفالي". 

وقبل تشخيص موندين، كانت تعاني من سعال مستمر يزداد سوءًا، لكنها اعتقدت أنه ربما كان من الأعراض المستمرة لحالة "كوفيد-19".

ومع ذلك، كان لديها موعد لإجراء أشعة سينية على وركها بسبب آلام الورك.

وأشارت موندين أن زميلتها نصحتها بإجراء أشعة سينية للصدر بما أنها ستجري أشعة سينية للورك.

وقالت: "أظهرت أشعة الصدر وجود كتلة كبيرة. كان السعال المستمر سببه سرطان الرئة".

ولا يعاني معظم الأشخاص المصابين بسرطان الرئة من أعراض إلى أن يتطوّر المرض، لكن بعض الأعراض الشائعة لسرطان الرئة قد تشمل:

  •  السعال المستمر الذي يزداد سوءًا أو لا يختفي، 
  • وألم في الصدر، 
  • وضيق في التنفس، 
  • والصفير، 
  • والسعال الدموي، 
  • والتعب أو فقدان الوزن.

سرطان الرئة يرتفع بشكل واضح بين غير المدخنين

تشير الأبحاث إلى أن تشخيص سرطان الرئة ارتفع بنسبة 84% بين النساء في الولايات المتحدة خلال السنوات الـ42 الماضية فيما انخفض بنسبة 36% بين الرجال. والنساء اللواتي لم يدخّنَّ قط يُعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بمقدار الضعف بالمقارنة مع الرجال الذين لم يسبق لهم التدخين.

وقالت الدكتورة هيلينا يو، اختصاصية الأورام الطبية الصدرية، واختصاصية تطوير الأدوية المبكرة لدى مركز "ميموريال سلون كيترينغ" للسرطان: "من الواضح أن سرطان الرئة يتزايد بين غير المدخّنين".

ولفتت إلى أنّ 20% من سرطانات الرئة التي شخّصت هذا العام وفي الآونة الأخيرة هي بين غير المدخنين، أي ما يعادل نحو 40 ألف حالة سنويًا. 

وتابعت، أنه في الوقت الراهن، واحدًا من كل 5 أشخاص يموتون بسبب سرطان الرئة، هم أيضًا من غير المدخنين. 

وأضافت: "لذلك نحن نشهد زيادة في التشخيص لكن معدل الوفيات يواكب ذلك أيضًا".

وأشارت إلى أن أصغر مريض بسرطان الرئة عالجته شُخّصت إصابته وهو في السادسة والعشرين من عمره، ولم يكن لديه تاريخ في التدخين.

ورغم أن السبب الذي يدفع إلى هذا الارتفاع في سرطان الرئة بين الشابات، فإن يو لديها بعض الأفكار.

وقالت: "أعتقد أن هناك طريقتين أو سببين لإصابة غير المدخنين بسرطان الرئة. أعتقد أن هناك: 

  • مسألة التعرض لتلوّث الهواء، ومواد الأسبست، والتدخين السلبي، وغاز الرادون - وهي نادرة نوعًا ما وربما تشكل جزءًا صغيرًا. 
  • ثم هناك طفرات تسبب سرطان الرئة، ونحن نشهد أيضًا ارتفاعًا كبيرًا بهذه الطفرات التي تسبّب سرطان الرئة، وهي أكثر انتشارا بين النساء".

وذكرت موندين أنّ طبيبها كان "متأكدًا بنسبة 95%" من أن طفرة جينية كانت وراء تشخيص سرطان الرئة لديها. وقد شعرت بالغضب لأنه لم يخبرها أحد بهذه الطفرة، رغم كونها ممرضة.

وقالت: "لو كنت أعرف، لكنت على دراية بها. لقد كنت غاضبة لأن لا أحد يتحدث عنها. لماذا لم يكن هناك فحص مماثل لسرطان القولون أو سرطان الثدي"؟. 

وقد ارتبطت طفرة في الجين الذي يشفّر مستقبلات عامل نمو البشرة، بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. وهي واحدة فقط من  طفرات جينية عدة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالمرض.

ويمكن لبروتين مستقبل عامل نمو البشرة أن يساعد الخلايا على النمو كثيرًا، ما قد يسبب السرطان.

وتشير الأبحاث إلى أنّ طفرات مستقبل عامل نمو البشرة تعد أكثر انتشارًا بين الأورام التي تصيب النساء بالمقارنة مع الرجال، حيث تظهر في حوالي 59% من الأورام لدى النساء مقابل 26% من الأورام لدى الرجال.

وتشير بعض الدراسات أيضًا إلى أنّ طفرات مستقبل عامل نمو البشرة تحدث بتردد أعلى بشكل ملحوظ في الأورام بين سكان شرق آسيا مقارنة بالأشخاص غير الآسيويين، حيث تُظهر إحدى الدراسات في حوالي 30% من الأورام لدى سكان شرق آسيا مقابل 8% من الأورام لدى غير الآسيويين.

وأوضحت يو أنّ "هناك طفرات معينة مثل مستقبل عامل نمو البشرة أكثر شيوعًا لدى النساء الآسيويات".

وترى موندين أنها "تناسب الوصف بشكل أساسي"، لأنها شابة وآسيوية ولم تدخّن أبدًا. وقد تواصلت لاحقًا مع صديقتين في دائرتها الاجتماعية شخّصت إصابتهما أيضًا بسرطان الرئة المرتبط بطفرة جينية. وقالت إنهما آسيويتان أيضًا.

نداء عاجل لإجراء مزيد من البحث

وقال الدكتور ألكسندر دريلون، الذي كان يعالج موندين من سرطان الرئة، إنه يعالج العديد من الأشخاص الذين تحتوي سرطاناتهم على أهداف محددة، مثل طفرات مستقبل عامل نمو البشرة.

وكتب دريلون، الاختصاصي بأورام الصدر، والمتخصّص بتطوير الأدوية المبكرة لدى مركز "ميموريال سلون كيترينغ" للسرطان، لـCNN: "يميل هؤلاء المرضى كي يكونوا أصغر سنًا عند التشخيص مقارنة بالمرضى الذين يصابون بسرطان الرئة المرتبط بالتدخين، وكثير منهم من النساء".

وأفاد دريلون أنه "في المراحل الأولى من تعلّمنا عن مستقبل عامل نمو البشرة كهدف سرطاني، كانت الشابات اللواتي لم يدخنّ أبدًا، فئة ديموغرافية لديها ارتباط وثيق بسرطان الرئة الناجم عن طفرة مستقبل عامل نمو البشرة"، مضيفًا أن هناك أيضًا العديد من سرطانات الرئة التي لها أهداف أخرى تشخّص لدى الشابات اللواتي لم يدخنّ أبدًا.

وأشار إلى أنه "ليس مندهشًا من ملاحظة هذا الاتجاه في سرطانات الرئة ذات الأهداف، إلا أن الأمر يشكّل لغزًا بالنسبة إليه لجهة أنه لماذا تتطور هذه السرطانات لدى الشابات. وقد افترض العلماء في هذا المجال المساهمة المحتملة للعوامل البيئية أو العوامل الوراثية، لكن حتى الآن، لم يقم أحد بربط قوي للغاية بعامل معين".

ويمكن علاج سرطان الرئة بالجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، لكن دريلون قال إن العديد من أنواع السرطان المرتبطة بالطفرات الجينية يمكن علاجها أيضًا بالعلاجات المستهدفة، والأدوية التي تستهدف الطفرات الجينية الموجودة في الورم، لمنع نمو وانتشار الخلايا السرطانية.

وقالت موندين إنها تأمل في رفع مستوى الوعي حول هذه الزيادة بسرطان الرئة بين الشابات وأن يؤدي ذلك إلى تطوير الفحص المستهدف، مثل الأشخاص الذين لديهم طفرة جينية.

نشر
محتوى إعلاني