"يوم الانتخابات الحقيقية".. المجمع الانتخابي يحسم الليلة الفائز بالرئاسة الأمريكية
من المحتمل أنكم اعتقدتم أن يوم الانتخابات كان قبل 6 أسابيع، عندما فاز جو بايدن بـ81 مليون صوت غير مسبوق، ما منحه فوزًا بالمجمع الانتخابي بـ306 صوتاً مقابل 232. ولكن اتضح أن اليوم هو يوم الانتخابات الحقيقية، استناداً إلى ما ينص عليه الدستور، مع اجتماع 538 فرداً من المجمع الانتخابي، كل في ولايته، للمصادقة على أصواتهم.
لفهم القضية، يجب علينا العودة إلى عام 787 عندما كان المؤسسون يهدفون أن يكون أفراد المجمع الانتخابي مواطنين مستقلين، والذين يمكنهم إيقاف شخص غير مؤهل من أي يصبح رئيساً. لم يعمل الأمر بهذه الطريقة تماماً، وذلك لأن الدستور لا يشير إلى الأحزاب السياسية. ولكن مع ظهورها، فإن جيمس ماديسون، الذي يعتبر مؤسس الدستور، دعا إلى تعديل لإنهاء المجمع الانتخابي.
وفي الواقع، تم استهداف المجمع الانتخابي بالإصلاحات أو الإلغاء قرابة 700 مرة، وفقًا لجيسي فيجنر، مؤلف كتاب "دعوا الناس يختارون الرئيس". وفي عام 1969، تم تمرير مشروع قرار لإنهاء المجمع الانتخابي بشكل كبير في مجلس النواب، قبل أن يتم تعطيل المشروع من قبل الانفصاليين في مجلس الشيوخ. كما أن ترامب نفسه هاجم في مرة ما المجمّع الانتخابي، معتبراً إيّاهه كارثة للديمقراطية.
لكن محاولات ترامب الحالية لقلب إرادة الناس تمثل شيئًا أكثر شراً من الأخلاقيات الموضعية. فبعد رفض المحكمة العليا بشكل جماعي اثنتين من حججه الواهية، قال الجمهوريون الذين قاوموا الاعتراف ببايدن رئيساً منتخباً إن تصويت المجمع الانتخابي سيكون حاسمًا.
ولكن بعض المحافظين الدستوريين يخططون لأخذ الأمر إلى أبعد من ذلك، ويخططون لمنع تأكيد تصويت المجمع الانتخابي أمام الكونغرس في 6 يناير/ كانون الثاني. لكن كيف سيكون رد فعلهم إذا حاول الديمقراطيون هذه الحيلة؟ لقد قاموا بذلك فعلاً، فبعدد كبير من الأصوات الاحتجاجية من بعد جورج دبليو بوش، خسر ترامب التصويت الشعبي غير أنه فاز بالرئاسة. لكن إليكم الأمر، لم يوافق أي نائب ذيمقراطي على الأمر.
بعد ذلك، سعى نواب الرؤساء الديمقراطيين، بمن فيهم آل غور، الذي ترأّس جلسة هزيمته الخاصة، وجو بايدن، انتقالاً سلميًا للسلطة. لكن يبدو أنه لا يمكن أخذ الشعور بالمسؤولية بأنه من المسلّمات.
رغم ذلك، هناك شعبية متزايدة لإحدى المبادرات المعروفة باسم الميثاق الوطني المشترك بين الولايات للتصويت الشعبي، إذ تدعم 15 ولاية، بجانب مقاطعة كولومبيا، خطة لمنح أصوات المجمع الانتخابي للفائز في التصويت الشعبي.
وتعكس حرب ترامب على الديمقراطية، وعلى الامجمع الانتخابي الآن، استياء الكثير من الجمهوريين من حكم الأغلبية، ما يعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة تأكيد هذا المبدأ الديمقراطي بالقوانين، وليس فقط بالأعراف التي تعكس حسن نوايا المؤسسين، لأن أليكساندر هاملتون كتب مرة: تتطلب المقولة الأساسية للحكومة الجمهورية أن يسود شعور الأغلبية.