أوجه تشابه صارخة بين غزو أوكرانيا وحرب السوفييت بأفغانستان.. هل تنهار سلطة بوتين؟
قبل 43 عامًا تقريبًا، أمرت موسكو بدخول قواتها إلى أفغانستان. على مدار العقد التالي، مات هناك 15 ألف جندي من الجيش السوفيتي. أدت حربهم، التي انتهت بتراجعهم في نهاية المطاف، إلى انهيار الاتحاد السوفيتي.
اليوم، من الممكن أن تتطابق حصيلة وفيات القوات الروسية في أوكرانيا مع حصيلة الذين قتلوا على مدار 10 سنوات في أفغانستان. 498 جنديًا مات في الأسبوع الأول من الحرب وفقًا لوزارة الدفاع الروسية، ورغم عدم وجود تحديث منذ ذلك الحين، قال مسؤولو الناتو إنه بعد شهر من القتال فإن عدد القتلى الروس بلغ الآن 15 ألف جندي.
تم اعتقال أكثر من 50 ألف شخص في العديد من المدن الروسية لاحتجاجهم على الحرب. وظهر آباء الجنود القلقين مؤخرًا.
نقطة الضعف بالنسبة لبوتين هو تصور موت الجنود دون ضرورة. وهذا السبب في أن قوانين الإبلاغ الخاصة به تسببت في إغراق روسيا مع بالبروباغاندا من الكرملين، وهذا سبب إظهار الجيش الأوكراني مكاسب ساحات المعارك، مثل تدمير الدبابات الروسية واعتقال الجنود الروس، لأنهم يعرفون أن التغطية الإعلامية السيئة في الاتحاد السوفييتي هي ما أدت إلى خروج الجيش الأحمر من أفغانستان.
ما عانى منه السوفييت في الثمانينيات هو عزم الأفغان على القتال من أجل وطنهم، وأن الولايات المتحدة زودتهم بصواريخ الأرض - جو، ستينغر. قلبت هذه الأسلحة مجرى الحرب. كانت طائرات الهليكوبتر الروسية فريسة سهلة، وفقدوا تفوقهم الجوي، ومعها القدرة على تحمل الخسائر المرتفعة، بجانب الغضب المتزايد في الوطن.
بعد عامين من الانسحاب المشين في 1989، غلبت تكلفة الحرب الاقتصادية على اقتصاد الاتحاد السوفيتي المتداعي، وانهارت 7 عقود من الحكم الشيوعي.
أوجه التشابه الأفغانية مع الحرب في أوكرانيا اليوم واضحة. فمثل الأفغان، يقاتل الأوكرانيون بشدة لإنقاذ وطنهم ضد جيش موسكو. وكما فعلت مع المقاتلين الأفغان، تزود الولايات المتحدة الجيش الأوكراني بصواريخ ستينغر أمريكية الصنع لإسقاط المروحيات والمقاتلات الروسية بنجاح.
صواريخ جافلين المضادة للدبابات تساعد أيضًا في إبقاء جيش بوتين بعيدًا. أعداء روسيا، إن لم يكن روسيا نفسها، قد تعلموا دروس الحرب الأفغانية، لكن لا يتنبأ أحد بعد بانهيار قوة بوتين.