كيف أصبحت روسيا أكثر اعتمادًا على الصين منذ بداية حربها في أوكرانيا؟
فرش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السجادة الحمراء لـ"الصديق العزيز"، الزعيم الصيني شي جين بينغ، وحيا بعضهما في اليوم الثاني من اجتماعاتهما في موسكو.
ورغم شكوك الغرب في أن الزيارة تهدف أكثر إلى دعم روسيا وإلى تعزيز المصالح الذاتية لبكين، وقع بوتين وشي على صفقة اقتصادية تعمق شراكتهما - وطالبا بإنهاء الإجراءات التي تزيد من التوترات في الحرب الممتدة في أوكرانيا.
وفي كلمة له، قال الرئيس الروسي: "بالطبع، لم نتجاهل الوضع بشأن أوكرانيا. نعتقد أن العديد من النقاط في خطة السلام التي طرحتها الصين تتماشى مع النهج الروسي ويمكن اعتبارها أساسًا لتسوية سلمية عندما يكون الغرب وكييف مستعدين لذلك. لكن هذا الاستعداد لم يلاحظ من جانبهم".
منذ بدء الحرب، أصبحت روسيا أكثر اعتمادًا على الصين.
تدعم الصين الاقتصاد الروسي وسط العقوبات الغربية بشراء طاقتها واستبدال الموردين الغربيين في مجال الإلكترونيات والسيارات والطائرات وتوفير بديل للدولار الامريكي.
شي دعا بوتين لزيارة الصين هذا العام وأخبر الرئيس الروسي بأنهما "يشتركان في أهداف مماثلة". من جانبه، قال بوتين إن روسيا درست عن كثب اقتراح بكين للسلام بشأن أوكرانيا، وهي خطة تقول واشنطن إنها ستقوي قبضة روسيا على الأراضي المحتلة.
لدى الصين وروسيا تاريخ معقد، لكن علاقتهما المشتركة والعدائية مع واشنطن تقربهما من بعضهما. وبحسب جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، فإن "هذا زواج مصلحة وليس زواج مودة".
أما في روسيا، فهناك بعض السخرية من دوافع بكين. ففي برنامج حواري على التلفزيون الروسي الحكومي، قال محلل عسكري: "يمكن للصين أن يكون لها حليف واحد فقط: الصين نفسها. يمكن للصين أن يكون لها مجموعة واحدة فقط من المصالح: مصالح موالية للصين. السياسة الخارجية الصينية خالية تمامًا من الإيثار".
لكن وسائل الإعلام الحكومية الصينية تعمل بشكل مفرط وتروج لفوائد العلاقة بين روسيا والصين. وكلها تعليقات إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي الخاضعة لرقابة شديدة في الصين.
ومن خلال لقاء بوتين، يريد شي إبراز دوره كرجل دولة عالمي يمكنه تقديم بديل للنظام العالمي الحالي.