أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تمتد "منارة السعديات"، التي تقف شامخة في قلب مجمع الفنون والثقافة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، على مساحة تزيد على 15 الف متر مربع، حيث تُعد مركزاً لاستضافة العديد من الفعاليات والمعارض المتعاقبة على مدار العام.
وفي الوقت الراهن، تستضيف معرض "نشأة متحف"، الذي يتم تنظيمه لأول مرة، ويضم مجموعة من أهم المقتنيات التي سوف يتم عرضها بصورة دائمة في متحف "اللوفر أبوظبي".. والذي يشتق اسمه من المتحف الباريسي الشهير، ومن المقرر افتتاحه رسمياً في غضون عامين.
وبعد عامين من موعد الافتتاح، أي في العام 2017، سوف يتم افتتاح متحف آخر هو متحف "غوغنهايم أبوظبي"، الرابع من نوعه في العالم، بعد كل من نيويورك، وفينيسيا، وبيلباو.
ويقول تيرون باستين، من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "تتطلع إمارة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن تصبح مركزاً للثقافة، وتشكل المتاحف في جزيرة السعديات ركيزة أساسية في تحقيق تلك المبادرة.. بالطبع هناك عدد من المتاحف العاملة حالياً داخل أبوظبي ولكن هذه المتاحف الجديدة سوف تساعد في الوصول إلى قطاع أكبر من الجماهير وعرض نوع جديد من الثقافة، وبناء مجتمع ثقافي."
وتخطط أبوظبي لاستثمار ما يقرب من 27 مليار دولار، ضمن خطة استراتيجية، تهدف إلى تغيير الصورة التقليدية للإمارة الغنية بالنفط، إلا أنها تواجه عدداً من التحديات.
هذه الرؤية لتحويل السعديات مركزاً للثقافة ترجع إلى العام 2006، ولكن كبقية أنحاء العالم، دفعت الأزمة المالية إلى إعادة التفكير، وبدلاً من أن يتم افتتاح المتاحف واحداً تلو الآخر، تم اتخاذ قرار بأن يتم ذلك على مراحل، على أن يتم افتتاح اللوفر أولاً، ثم غوغنهايم، وبعد ذلك متحف الشيخ زايد.
وبحسب هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فإن هذا التأجيل المرحلي قد حقق عدداً من الفوائد الإضافية، حيث يقول باستين: "البرنامج الثقافي، يتضمن رؤية ومجموعة من الأعمال التي يتطلب إنجازها الكثير من الوقت، وأعتقد أن زيادة المدى الزمني قد سمح لنا بتطويرها بشكل أفضل -- تيرون باستين ، ولذلك، عندما يتم افتتاح هذه المتاحف، فإننا سوف يكون لدينا الكثير من المنتجات التي يمكننا أن نقدمها.. حيث أن التركيز يكون الآن على المقتنيات التي سيتم عرضها على الجمهور، وليس فقط مجرد بناء هذه المتاحف."
ولكن السعديات ليست فقط مركزاً للفنون، حيث تضم الجزيرة عدداً من
المنتجعات السياحية الفاخرة، بالإضافة إلى ملعب ساحر للغولف على شاطئ
البحر مباشرة.
وتأمل الحكومة في أن يحقق المزج بين كل هذه المقومات في جذب
ما يصل إلى ثمانية ملايين زائر بحلول عام 2030.