عُمانيتان تنافسان ملوك الشوكولاتة العالمية

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
عُمانيتان تنافسان ملوك الشوكولاتة العالمية
Credit: FRANCOIS GUILLOT/AFP/Getty Images

مسقط، عُمان (CNN)-- قبل ثلاث سنوات، بدأت سلمي الحجري وعمتها عائشة في تحقيق حلمهما، الذي أصبح فيما بعد واحداً من أبرز قصص النجاح التي فرضت نفسها على الشارع العُماني، بل والظهور بقوة في الكثير من المنتديات العالمية.

وتقول سلمي عن تلك البداية: "لقد كنت أبحث عن فكرة لمشروع ما.. عادةً ما ترغب في أن تعمل فيما تحبه، وأنا أحب الشكولاتة كثيراً."

ومن هنا، وبخمسة ريالات عُمانية فقط، أي ما يعادل حوالي 13 دولاراً أمريكياً، بدأت رحلتهما في إنشاء أول مصنع للشكولاتة في سلطنة عُمان، والذي بدأ في العام عام 2009.

وتضيف عائشة: "لم يكن لدينا رأسمال، ولم نكن نمتلك كثيراً من المال.. وبمجرد أن ننتهي من بيع ما نقوم بإنتاجه نعود للعمل مرة أخرى."

ورغم أن سلمي لم تكن جيدة في فنون الطهي، إلا أنها استطاعت أن تضيف إلى الشوكولاتة مذاقاً خاصاً، ولذلك لجأت هي وعائشة إلى أن تعلما نفسيهما الابتكار في صناعتها.

وعن ذلك تقول عائشة: "لقد قمنا بشراء بعض الكتب، وقمنا بقراءتها وحاولنا تطبيق ما فيها، بالإضافة إلى ما تعلمناه عبر صفحات الإنترنت.

وبعد قليل، سمحت لهما الفرصة بالحصول على دورة تدريبية متخصصة في صنع الشوكولاتة في إيطاليا.. ومنذ ذلك الحين، أصبحتا بالفعل خبيرتان متمكنتان في صناعة الشكولاتة.

وباستخدام مكونات محلية، مثل العسل العُماني، والزعتر، والزنجبيل، والليمون، بدأتا في إنتاج شوكولاتة ذات مذاق خاص.

وتقول سلمى: "لقد تخصصنا في هذا النوع العُماني.. نقوم بشراء المكونات العُمانية من بائعين محليين، يمكننا أن حصل عليها من المزارعين العُمانيين."

ونظراً لأن تحقيق هذا الحلم لم يكن أبداً سهلاً، كانت السيدتان، في البداية، تقومان بصنع خمسة كيلوغرامات فقط من الشكولاتة شهرياً.. أما اليوم، فأصبح لديهما مصنعهما الخاص في مسقط، يمكنه إنتاج نحو 400 كيلو من الشكولاتة كل شهر.

وتقول سلمى: "لقد أمضينا نحو 200 ساعة مع معلمنا، وقد قام بتعليمنا كل شيء، حتى كيف يمكننا أن نقوم بتسويق منتجاتنا.. وكيف يمكن أن تكون لشركتنا ومنتجنا هويته الخاصة.."

ويولي السلطان قابوس بن سعيد اهتماماً خاصاً بالمشروعات الصغيرة، مثل مشروع سلمي وعائشة، حيث أعلن في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن دعم عدد من هذه المشروعات، إما بتقديم الأموال لها، أو بتوفير مساحة من الأرض لإقامتها.

ومع تزايد عدد سكان السلطنة، فإن الحصول على وظيفة يصبح أمراً أكثر إلحاحاً، وتأمل الحكومة في خلق المزيد من فرص العمل من خلال تشجيع القطاع الخاص.

وتقول شريفة البرعمي، من شبكة رواد الأعمال: "في عُمان، 64 في المائة من السكان تحت سن الـ30، وهذا ما يعني من وجهة نظر تسويقية أن الغالبية من المستهلكين تحت هذا السن، وهذا يتطلب منك النظر بعين الاعتبار إلى احتياجاتهم وكيف يمكنك تلبيتها."

وتضيف: "ما نتطلع إليه الآن، أن يكون هناك تطبيق حقيقي لهذه القرارات.. الأموال متاحة.. ربما تكون هناك بعض العقبات في كيفية الحصول عليها -- شريفة البرعمي ، وهذا ما تنظر الحكومة في كيفية توزيعها."

ومازال البرنامج في مرحلته الأولى، وتعتقد كل من سلمى وعائشة أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنهما تريان أن الشباب العُمانيين يحتاجون لما هو أكثر من المال، إنهم بحاجة إلى مزيد من المساعدة وتعلم كيفية ممارسة الأعمال.

وتقول عائشة: "لن يكون هناك شيء سهلاً.. سوف تواجه العديد والعديد من الصعوبات، والتحديات، والأمر يرجع إليك في كيف يمكنك مواجهتها."

والآن.. تتطلع سلمى وعائشة إلى التحدي المقبل أمامهما، وهو الخروج بمنتجاتهما إلى العالمية.. حيث تقول عائشة: "أحلم بأن تصل الشوكولاتة الخاصة بنا إلى مطار مسقط الدولي."

وربما تصل بالفعل إلى المطار.. وإلى ما وراء المطار..