بعد الجدال مع الوليد بن طلال والتفاعل العالمي.. هل يمكن منع إيلون موسك من الاستيلاء على تويتر؟

اقتصاد
نشر
6 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعد عشرة أيام من الكشف عن أنه سيصبح أكبر مساهم في تويتر، قدّم إيلون موسك أغنى رجل في العالم عرضًا لشراء الشركة بشكل كامل.

فقد عرض ماسك يوم الخميس الاستحواذ على جميع الأسهم التي لا يملكها في تويتر بقيمة 41.4 مليار دولار، وفقًا لإيداع لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات.

الكرة الآن في ملعب تويتر، سيتعين على مجلس الإدارة، الذي رفض موسك الحصول على مقعد فيه نهاية الأسبوع الماضي، التفكير فيما إذا كان سيجلس إلى الطاولة لمناقشة الصفقة معه أو السعي وراء طرق أخرى، بما في ذلك احتمال البحث عن مشترين بديلين.

قالت دونا هيتسشيريتش، كبيرة المحاضرين في كلية كولومبيا للأعمال: "لدى مجلس الإدارة ثلاثة خيارات: الأول: رفض العرض، الثاني: يمكنهم التعامل مع موسك، إما بهذا السعر أو بسعر آخر. والثالث: يمكنهم العثور على شخص يحبونه أكثر."

مع كل تلك الخيارات يبدو أن تويتر وموظفيه سيواجهون بعض الاضطراب في الأيام والأسابيع المقبلة.

قال موسك في رسالة الإعلان عن عرضه التي أرسلها للشركة بأنه يعتقد أن "تويتر يحتاج للتحول إلى شركة خاصة". وأضاف: "لدى تويتر إمكانات غير عادية. سأطلق العنان لها."

اعترف موسك بعدم وضوح الطريق أمامه، فقد قال في مقابلة مع TED بعد ظهر الخميس: "لست متأكدًا من أنني سأكون قادرًا بالفعل على الحصول عليها."

من المحتمل أن يقرر مجلس الإدارة الأفضل لمساهميه، فعرض موسك جيد يستحق القبول، بحيث بلغت قيمة السهم الواحد 54.20 دولارًا بنسبة زيادة 18٪ عن سعر الإغلاق يوم الأربعاء، وأعلى بنسبة 38٪ من سعر الإغلاق في الأول من أبريل، آخر يوم تداول قبل أن يكشف موسك عن حصته التي تزيد عن 9٪ في تويتر.

قال مايك يوسيم، أستاذ الإدارة في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا: "يبدو العرض جذابًا للغاية والسعر جيد، سيتعين على مجلس الإدارة النظر فيه بعناية لمعرفة ما إذا كان مناسبًا، وبالطبع ما إذا كان الاستحواذ منطقيًا للجميع على المدى الطويل."

وأضاف أن مجلس الإدارة قد يفكر أيضًا فيما يمكن أن يعنيه الاستحواذ من قبل الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبايس إكس للموظفين والمستخدمين، الذين أعرب بعضهم عن مخاوفهم بشأن تأثير ماسك. لكن من المرجح أن يكون التأثير على المساهمين هو الأولوية القصوى لمجلس الإدارة.

قال كينيث هندرسون، شريك في "برايان كيف لايتون بايسنر" للمحاماة، إنه من غير المرجح أن يقول مجلس الإدارة ببساطة، "نعم، شكرًا جزيلاً لك، واقبل العرض". من المرجح أن يقوم مجلس الإدارة بتحليل ومناقشة مع المحامين والمصرفيين حول كيفية مقارنة عرض موسك بالقيمة المحتملة طويلة الأجل للشركة إذا استمرت في مسارها الحالي كشركة عامة مع استراتيجيتها الحالية.

وقال إيغال أرونيان محلل في Wedbush في مذكرة يوم الخميس: "من وجهة نظرنا، لا تتم الصفقة على هذا المستوى.. فرغم ارتفاعه عن أسعار التداول الأخيرة، إلا أن عرض ماسك أقل بكثير من 72 دولارًا الذي تم تداول سهم تويتر به في يوليو الماضي بعد تقرير أرباح قوي".

يبدو أن جميع مساهمي تويتر ليسوا متحمسين لفكرة استحواذ موسك. فقد غرد الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال، الذي يدير شركة المملكة القابضة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، وهو مساهم كبير في تويتر، يوم الخميس بأن العرض "لا يقترب من القيمة الجوهرية لتويتر بالنظر إلى آفاق النمو" ورفض العرض وسط تفاعل واسع بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

تذبذب سهم تويتر قليلاً يوم الخميس لكنه ظل ثابتًا، عند حوالي 46 دولارًا، أقل بكثير من سعر عرض موسك، مما يشير إلى بعض التردد المحتمل بشأن الصفقة أو شكوك المستثمرين بشأن إتمامها.

في حال لم يرغب مجلس الإدارة بلعب الكرة مع موسك، فقد يكون لديه بعض الخيارات الأخرى. قد يفتح عرض موسك الباب أمام مالكين محتملين آخرين لتويتر لتقديم عروضهم الخاصة، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسعر أعلى. كان موقع تويتر هدفًا للاستحواذ في الماضي، لكن بعض المشترين المحتملين -منافسيه الأكبر- قد يكونون مقيدين في تقديم العطاءات بسبب التدقيق الأخير لمكافحة الاحتكار.

يمكن لمجلس الإدارة أيضًا أن يضع بسرعة ما يسمى "الحبة السامة"، وهو تكتيك ضد الاستيلاء على الشركات يحافظ على حق المساهمين بمنع الطرف المنافس من شراء المزيد من الأسهم بخصم كبير، مما يؤدي بشكل فعال إلى إضعاف حصته في الشركة. من المحتمل أن تبدأ مثل هذه المناورة إذا قرر موسك -ربما البحث عن طرق أخرى لتعزيز سيطرته على الشركة أو لتفادي مجلس الإدارة- تقديم عرض لشراء الأسهم بشكل جماعي من المساهمين مباشرة. وقال هندرسون إنه ورغم أن ذلك لن يوقف موسك بالضرورة عن مساره، إلا أنه قد يساعد في إحضاره إلى طاولة المفاوضات لمناقشة سعر أعلى.

ومع ذلك، قد يكون من مصلحة مجلس الإدارة اللعب بلطف مع موسك قدر الإمكان، فقد أشار عند تقديمه للعرض يوم الخميس بأنه "الأفضل والأخير"، وإذا لم يقبله مجلس الإدارة، فسوف "أحتاج لإعادة النظر في موقفي كمساهم". إذا تخلى ماسك عن أسهمه، فقد تكون هذه أخبارًا سيئة لسعر سهم تويتر وفريق قيادة الشركة.