دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تباينت ردود الفعل الرسمية العربية على الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة الماضية، تجاه إيران والاتفاق النووي والحرس الثوري، بين إعلان الدعم والترحيب للاستراتيجية أو معارضتها أو "المتابعة باهتمام".
ترحيب ودعم من السعودية والإمارات والبحرين
سارعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين عقب خطاب ترامب بإعلان دعمها لاستراتيجيته الجديدة تجاه إيران. وأكدت السعودية "تأييـدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمـة الـتي أعلنها ترامب"، مشيدة بـ"التزامه بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لمواجهـة التحديات المشتركة وعلى رأسها سياسات وتحركات إيران العدوانية"، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وذكر البيان السعودي أن "إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للإرهاب في المنطقة بما في ذلـك حزب الله والميليشيات الحوثية، ولم تكتف إيران بذلك بل قامت في انتهاك صارخ وفاضح للقرارات الدولية بنقل تلك القدرات والخبرات للميليشيات التابعة لهـا بما في ذلك ميليشيا الحوثي التي استخدمت تلك الصواريخ لاستهداف المملكة".
كما أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أن "النظام الايراني يسعى من خلال سياساته إلى بث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة"، وأعربت الخارجية عن "ترحيب الإمارات ودعمها للاستراتيجية الأمريكية الجديدة"، مشددة على "التزام الإمارات بالعمل مع الولايات المتحدة وكافة الحلفاء للتصدي للسياسات والنشاطات الإيرانية التي تقوض الاستقرار وتدعم التطرف في المنطقة والعالم".
واعتبرت البحرين أن "الموقف الامريكي يعد تأكيدا للجميع بأهمية مكافحة الإرهاب وكل من يدعمه لنجعل منطقتنا والعالم أجمع أكثر أمانا واستقرارا". وأشادت بـ"السياسة الصائبة لترامب وحرصه الشديد على منع نشر الفوضى والتصدي لمحاولات تصدير الإرهاب التي تقوم بها إيران"، مؤكدة أنها "من أكثر الدول تضررا من السياسة التوسعية للحرس الثوري الإيراني"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
قد يهمك.. جواد ظريف: لا نستغرب دعم السعودية والإمارات والبحرين لخطاب ترامب
مصر والكويت تتابعان بـ"اهتمام"
لم تقدم مصر والكويت دعما صريحا بنفس درجة الدول الثلاث السابقة لاستراتيجية ترامب تجاه إيران، إذا أكدت الدولتان أنهما تابعتا بـ"اهتمام" تفاصيل الاستراتيجية الجديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، في بيان، إن "مصر تابعت باهتمام تفاصي استراتيجية ترامب وما تضمنته عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج الذي يُعد امتدادا للأمن القومي المصري". وأضاف أن "موقف مصر الثابت يدعو إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل، واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بما يعزز من استقرار منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تمر بها المنطقة".
وبصيغة مشابهة، نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن "الكويت تابعت باهتمام بالغ ما تضمنه الخطاب الأخير لرئيس الولايات المتحدة من استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران". وأشار المصدر إلى أن الكويت سبق وأن رحبت بالاتفاق النووي الإيراني بسبب "الحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة وأهمية تحقيق الالتزام للوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".
ودعا المصدر المسؤول بالخارجية الكويتية إيران للعمل على "بناء الثقة في المنطقة من خلال تبني سياسات قائمة على مبادئ وميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحسن الجوار".
النظام السوري يدين سياسة ترامب "العدوانية"
دافعت وزارة الخارجية السورية عن الحليف الإيراني، وأدانت ما وصفته بـ" السياسات العدوانية للإدارة الأمريكية الموجهة ضد مصالح الشعوب، والتي من شأنها زيادة أجواء التوتر في المنطقة والعالم"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وقال مصدر مسؤول بالخارجية السورية إن "انقلاب الإدارة الأمريكية على الاتفاق النووي واستخدامها لغة التهديد أمر مرفوض ويتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية وخصوصا أن إيران التزمت بالاتفاق بشكل صارم". وأضاف أن "تهديد الإدارة الأمريكية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وفرضها عقوبات قسرية جديدة عليها يظهر بشكل جلي عدم احترام هذه الإدارة للمواثيق ولالتزاماتها بموجب المعاهدات والاتفاقيات الدولية ويظهر عدم إمكانية الوثوق بالمواقف التي تتخذها هذه الإدارة تجاه الأمن والاستقرار الدولي".
قطر.. لا تعليق بعد
لم يصدر تعليق رسمي من قطر، حتى مساء الأحد، على استراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران التي تحسنت العلاقات بينهما بعد أزمة الدوحة الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وفي الوقت نفسه تمتلك قطر علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقطع العلاقات مع إيران، هو أحد المطالب البارزة التي وضعتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في "قائمة المطالب" التي طرحتها على قطر من أجل حل الأزمة معها. ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، السبت، إلى إعلان "مواقف واضحة" تجاه إيران.
وقال قرقاش إن "البيانات السعودية والإماراتية والبحرينية المؤيدة لاستراتيجية الرئيس ترامب تجاه التحدي الإيراني معبرة عن الدعم الإقليمي لاحتواء نفوذ طهران". وأضاف أن "خطر التوجهات الإيرانية النووية والصاروخية والتدخل في الشأن العربي يطالنا مجتمعين، وبانتظار المواقف الواضحة اسوة بالرياض وأبوظبي والمنامة".