دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأحد، أن نقل فرنسا أو أي دولة أخرى العملية التي يشنها الجيش التركي في مدينة عفرين السورية، إلى الأمم المتحدة، يعد بمثابة "اصطفاف إلى جانب الإرهابيين وليس إلى جانب دولة حليفة".
وقال جاويش أوغلو، في تصريحات صحفية خلال زيارته للعراق، إنه "في حال ذهاب فرنسا أو أي دولة أخرى إلى الأمم المتحدة، ستتعامل معها تركيا باعتبارها دولة وقفت مع تنظيم إرهابي ضدها"، وأضاف: "في مثل هذه الأوضاع لا ننتظر من فرنسا إلا الدعم، لا نريد لها أن تكون في صف تنظيم إرهابي".
ووجه جاويش أوغلو حديثه إلى الدول التي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قائلا: "ليروا الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي. لا يحق لمن دعم هذا التنظيم بالسلاح التكلم. عملية غصن الزيتون ستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي في المنطقة".
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو عقب إعلان نظيره الفرنسي جان إيف لودريان عن أن فرنسا طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة. ودعا لودريان، عبر حسابه على تويتر، إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وفيما يلي رصد لأبرز المواقف التي صدرت تجاه العملية العسكرية في عفرين التي أطلقت عليها تركيا اسم "غصن الزيتون":
- النظام السوري
قال الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، والتي بنيت أساسا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها".
تصريحات الأسد جاءت غداة إدانة وزارة الخارجية السورية للعملية العسكرية التركية. واعتبرت الخارجية السورية أن "هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث في الاعتداءات التركية على السيادة السورية"، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فورا.
الإدانة السورية الرسمية للعملية التركية جاءت أقل قوة من التهديد الذي وجهه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لتركيا، الخميس الماضي، قبل بدء العملية، إذ قال إنه "في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في عفرين، فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي على سيادة الأراضي السورية".
وأضاف المقداد أن "قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء سوريا". وتابع بالقول: "ستدافع القوات المسلحة عن الأراضي السورية بكل ما يتطلبه ذلك من شجاعة وإقدام معروفين عن الجيش السوري وعن القوات الحليفة له".
- إيران
دعت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن "استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددا في المناطق الشمالية في سوريا وإشعال نيران الحرب والدمار مجددا في هذا البلد".
وأكدت الخارجية الإيرانية على "ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام السيادة الوطنية لهذا البلد والامتناع عن تصعيد الأزمة الإنسانية والحفاظ على أرواح السوريين الأبرياء". وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي إن إيران "تتوقع من جميع الدول لا سيما الحكومة التركية بوصفها أحد الأطراف الضامنة للالتزام بوتيرة التسوية السياسية للأزمة السورية، وخاصة محادثات أستانة، الاستمرار بدورها البناء ومهمتها الخطيرة للتسوية السياسية".
- مصر
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، عن رفض مصر للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين. معتبرة أنها "تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، على "موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق". ودعت إلى "انخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
- الولايات المتحدة الأمريكية
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الأحد، أن الولايات المتحدة "قلقة جدا بشأن الوضع شمال غرب سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، في بيان: "نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو وشريك هام في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية".
وكانت الولايات المتحدة دعت تركيا إلى عدم شن العملية العسكرية في عفرين والتركيز على قتال تنظيم "داعش"، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تسعى إلى تشكيل "جيش من الإرهابيين" على الحدود السورية التركية، وذلك إثر إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، أغلبهم من مقاتلين أكراد تصنفهم تركيا كـ"إرهابيين" بينما دعمتهم أمريكا في مواجهة "داعش".
كما تخشى الولايات المتحدة على سلامة قواتها المتواجدة في مدينة منبج السورية، التي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية الجارية "ستشملها أيضا في وقت لاحق". وكان مصدران بالجيش الأمريكي قالا، في تصريحات لـCNN، إن القوات الأمريكية التي تقوم بدوريات مراقبة في منبج قد تكون معرضة للخطر إذ دخلت تركيا. وأضاف المسؤولان أن مهمة هذه القوات الأمريكية هي منع الاشتباكات ولكنها رغم ذلك تتعرض بشكل متكرر لإطلاق نار من مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا.
- روسيا
قال فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، وذلك على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة. وأضاف: "في الأمم المتحدة، لن تطالب سوريا فقط بإنهاء هذه العملية، بل ستدعم روسيا هذه المطالب وتقدم المساعدة الدبلوماسية لسوريا"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، أن الأعمال الأحادية الجانب للولايات المتحدة في سوريا "قادت تركيا إلى الغضب الشديد"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية الرسمية. وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت، في بيان، أن "موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع"، مطالبة "الأطراف المتحاربة بضبط النفس". فيما سحبت وزارة الدفاع الروسية قواتها من عفرين قبيل بدء العملية العسكرية التركية.
- فرنسا
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة. ودعا لودريان، عبر حسابه على تويتر، إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
- ألمانيا
حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل من المواجهة العسكرية بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في عفرين "سيتبعها مخاطر لا يمكن توقعها". وقال، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "جهود الجميع يجب أن تستهدف تحقيق تقدم في العملية السياسية" لحل الأزمة السورية.