تحليل: لماذا لن يخوض "حزب الله" حربا ضد إسرائيل في الوقت الحالي؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

(CNN) --  لعدة أسابيع، كان لبنان يستعد للحرب، وتحدث الناس عن خططهم الاحتياطية بنبرة خافتة، وقالت الحكومة إنها تعمل على جمع الضروريات الأساسية للشعب.

كان الأمر برمته يتوقف على تفكير الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بشأن الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل، قبل أن يكسر، الجمعة، صمته الذي دام شهرا تقريبا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي خطاب ناري من مكان لم يكشف عنه، أثنى زعيم الجماعة المسلحة اللبنانية المدعومة من إيران على "حماس"، وأشاد بالحرب باعتبارها "نقطة تحول" في الصراع العربي الإسرائيلي.

وأشاد بتبادل إطلاق النار مع إسرائيل الذي دام أسابيع على الحدود الجنوبية للبنان، والذي وصفه بأنه "معركة غير مسبوقة".

وقال أيضا إن "حزب الله سيكون مستعدا لجميع السيناريوهات"، وأن أي تصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي على الحدود سيكون"حماقة تاريخية" من شأنها أن تؤدي إلى رد فعل كبير.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل التصريحات القاسية، لم يكن نصرالله يقرع طبول الحرب، وقال إن "الهدف الأساسي لحزب الله هو تحقيق وقف إطلاق النار في غزة"، وإنه يتعين على الولايات المتحدة، التي حملها المسؤولية المباشرة عن إراقة الدماء في القطاع الفلسطيني، تنفيذ وقف الأعمال العدائية.

ما يخبرنا به هذا هو أن خطط نصرالله الحالية لا تتضمن صراعا أوسع، وقد يكون ذلك بمثابة خيبة أمل للكثيرين في الشارع العربي، فعندما اجتاحت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين معظم أنحاء المنطقة في الأسابيع الأخيرة، دعت العديد من الهتافات نصرالله إلى الذهاب إلى الحرب.

لكنه سيكون مصدر ارتياح لحلفاء إسرائيل الغربيين، الذين يخشون صراعا إقليميا أوسع نطاقا، وحذروا نصرالله مرارا وتكرارا من الدخول في المعركة، وتم إرسال حاملتي طائرات أمريكيتين، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد التي تعمل بالطاقة النووية، إلى البحر الأبيض المتوسط في محاولة واضحة لردع "حزب الله".

ولبنان الدولة الصغيرة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط بالكاد تعافت من الأزمة الاقتصادية المدمرة في عام 2019، كما أن الكثير من السكان، الذين يشعرون بالرعب من ارتفاع عدد القتلى والدمار واسع النطاق الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن عقود من الحروب والأزمات قد أنهكتهم.

وربما كان نصرالله مقيدا بهذه المشاعر الشعبية، أو ربما استنتج، بعد أسابيع من المداولات، أن قواته شبه العسكرية القوية سوف تخسر الكثير في حرب مع إسرائيل.