طرد طالب أمريكي من أصول فلسطينية من مدرسة بسبب منشورات والدته عن غزة.. و"كير" يطالب بالتحقيق

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

(CNN)-- طلب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) من وزارة التعليم الأمريكية، التحقيق في طرد طالب أمريكي من أصول فلسطينية من مدرسة ثانوية، بسبب محتوى مؤيد للفلسطينيين، نشرته والدته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في بيان صحفي، الأربعاء، إنه تم طرد جاد أبو حمدة، 15 عامًا، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من مدرسة باين كريست في فورت لودرديل الخاصة بولاية فلوريدا، كما أُقيلت والدته الدكتورة مها المصري من منصبها كمدرسة رياضيات في المدرسة، بعد أن نشرت منشورات تنتقد "الوحشية الجماعية" الإسرائيلية ضد المدنيين والأطفال الفلسطينيين في غزة خلال الحرب المستمرة.

وأصدرت المدرسة الخاصة بيانا قالت فيه إنها تعتبر منشورات المصري على وسائل التواصل الاجتماعي "باعثة على الكراهية وتحريضية"، وهو ما نفته مها المصري.

وقالت مدرسة باين كريست في بيانها: "لقد اعتبرنا أن بعض منشورات هذا الشخص - بما في ذلك، على سبيل المثال، صورة لجندي يصوب مدفعًا رشاشًا نحو طفل رضيع داخل الحاضنة، وصورة مع تعليق تشير إلى أن البعض أراد حرق أطفال في فرن، أنها تتضمن إمكانية التحريض على الكراهية وخلق مناخ من الخوف".

وأضافت المدرسة: "كان سلوكها أيضًا من النوع الذي اعتقدت المدرسة أنه يمكن أن يزيد من خطر العنف في مجتمعنا، ويهدد سلامة طلابنا وموظفينا وعائلاتنا".

وقالت المصري لشبكة CNN إن منشوراتها أُخرجت من سياقها، وتعرض ابنها لسوء معاملة.

وقال عمر صالح، مدير مكتب "كير" في فلوريدا، خلال مؤتمر صحفي، الخميس، إنهم لم يتلقوا ردًا من المدرسة على رسائلهم التي تطلب المزيد من المعلومات حول سبب طرد جاد. واستجابت المدرسة لطلب CNN للتعليق من خلال رابط لبيانها الصحفي.

وأوضح بيان المدرسة: "لهذه الأسباب، يوضح دليل الطالب واتفاقية التسجيل، أنه إذا انخرط أحد الوالدين في سلوك (تخريبي أو تخويفي أو عدواني مفرط) أو (تعارض مع إجراءات السلامة بالمدرسة، أو مسؤولياتها، أو إنجاز برنامجها وأهدافها التعليمية، يجوز للمدرسة اتخاذ الإجراء الذي تراه ضروريا لمعالجة الموقف".

واطلعت CNN بشكل مستقل على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ناقشت تزايد عدد القتلى من الأطفال في غزة، وعدد القنابل التي أُلقيت على غزة، وتاريخ الفلسطينيين الذين طُردوا بطرق عنيفة من فلسطين في عام 1948 لإقامة دولة إسرائيل.

وتقول المصري إن منشوراتها كانت تشير إلى الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.

وردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، شنت إسرائيل حصارًا وحربًا أسفرت عن مقتل أكثر من 18700 فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في قطاع غزة.

وأضافت مها المصري خلال مؤتمر صحفي عقده "كير"، الخميس: "لم تكن أي من منشوراتي تحرض على العنف، بل كانت لتسليط الضوء على ما يحدث، والأزمة الإنسانية في غزة، وأن المنشورات لم تدع إلى الكراهية أو العنف أو أي من ذلك. أشعر، مرة أخرى، أن انتقاد حكومة أو مجموعة من الأشخاص لا ينبغي أن يؤدي إلى أي انتقام من تلك الشخصية التي تحاول التعبير عن ذلك، كما لا يجب أن يؤدي أيضًا إلى معاقبة طفلها".

وقال صالح إن دعوة "كير" لإجراء تحقيق تتعلق بطرد جاد، موضحًا أنه لم يقل أو يفعل أي شيء يبرر طرده، وكذلك ما وصفه مجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية بالاتهامات غير الدقيقة فيما يتعلق بمنشورات المصري على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت والدة جاد لـCNN: "إن ابنها في الصف العاشر، ولم يتمكن من حضور الفصول الدراسية منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأن الطرد أوقف دراسته وإعداده للكلية، وإنه يتعين عليهم الآن العثور على مدرسة جديدة".

وأضافت المصري أن ابنها "يشعر بالاكتئاب الشديد، ولا يعرف ماذا يفعل بكل هذا الوقت، وأنه يفتقد أصدقاءه كثيرًا، ويفتقد المدرسة، ويفتقد كل شيء، ويحاول أن يكون قويًا، لكنه يشعر بالخيانة. في نهاية المطاف، الأمر يتعلق بطرد جاد دون أن يفعل شيئا".

ومن جانبه، قال جاد، الذي وُلد ونشأ في فلوريدا وتعلم في المدرسة، إنه كان يخفي هويته الفلسطينية دائمًا، حتى تم طرده نتيجة منشورات والدته على وسائل التواصل الاجتماعي.