القاهرة، مصر (CNN)-- طالت أزمة نقص النقد الأجنبي في مصر رحلات العمرة إذ أحجمت شركات سياحة عن استقبال حجوزات جديدة خلال فبراير/ شباط المقبل بسبب عدم قدرتها على تسعير البرامج السياحية في ظل نقص العملات الأجنبية، وتذبذب سعر الريال السعودي أمام الجنيه في السوق الموازية، وفقا لما أكده أعضاء بغرفة شركات السياحة المصرية.
وتواجه مصر منذ مارس/ آذار 2022 أزمة نقص حاد في النقد الأجنبي نتيجة خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بأكثر من 20 مليار دولار، وارتفاع فاتورة الواردات بسبب التضخم والتوترات السياسية العالمية، مما تسبب في ظهور سوق موازية للدولار يباع فيها بضعف السعر الرسمي، وتراكم البضائع ومستلزمات الإنتاج في الموانئ.
وقال عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، علاء الغمري، إن شركات سياحة أوقفت استقبال حجوزات جديدة لأداء العمرة خلال فبراير، بسبب "صعوبة تسعير البرامج السياحية في ظل تذبذب أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه في السوق الموازية، مما يسبب خسائر فادحة للشركات حال تحرك سعر الدولار أو الريال لمستويات أعلى من المقررة في برامج رحلات العمرة".
ووفقا لتطبيقات ووسائل إعلام محلية، ارتفع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في السوق الموازية لأكثر من 60 جنيها، في أعقاب انخفاض أعداد السفن المارة عبر قناة السويس بنسبة 40% بسبب التوترات في البحر الأحمر.
ولفت الغمري، في تصريحات لـCNNبالعربية، إلى "تباين تعامل شركات السياحة مع أزمة تذبذب أسعار العملات الأجنبية في السوق الموازية، إذ اتجهت شركات إلى وقف استقبال حجوزات جديدة في ظل عدم قدرتها على تسعير البرامج السياحي، في حين وضعت شركات أسعار استرشادية للبرامج، وربطت زيادتها حال تحرك العملات الأجنبية في السوق".
ومن جانبها، أصدرت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بيانا نفت فيه وقف رحلات العمرة خلال فبراير، وأكدت أن العمل "يسير بشكل طبيعي" بشأن تعاملات المعتمرين من خلال البوابة المصرية للعمرة ومتابعة حجوزاتهم للفترة المقبلة.
وذكر علاء الغمري أن الحالة الاقتصادية للبلاد "أثرت على انخفاض حجم حجوزات رحلات العمرة خلال العام الجاري"، دون أن يحدد نسب لهذا الانخفاض، وتوقع أن أزمة النقد الأجنبي ستؤثر على رحلات الحج هذا العام حيث "سترتفع أسعارها إلى مستويات قياسية"، مضيفا أن شركات السياحة تتفهم الوضع الصعب لأزمة النقد الأجنبي وتساند الدولة للعمل على حلها، والتي تضع أولوية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
ونقلت وسائل إعلام محلية، أن مصر حلت في المركز الخامس من حيث أعداد الحاصلين على تأشيرات العمرة خلال عام 2022 بإجمالي تجاوز أكثر من 34 ألف معتمر.
وقال الخبير السياحي وعضو غرفة شركات السياحة، مجدي صادق، إن الزيادة المضطردة في سعر الريال أمام الجنيه في السوق الموازية تؤدي إلى صعوبة تسعير برامج رحلات العمرة، كما أن صعوبة تدبير العملات الأجنبية يؤثر على قدرة شركات السياحة على تحديد أسعار البرامج للعملاء، مطالبا بضرورة تدخل الحكومة والبنك المركزي لتوفير النقد الأجنبي اللازم لانتظام البرامج السياحية، خاصة وأن شركات السياحة تساهم في تحقيق عوائد دولارية للبلاد تصل إلى 13 مليار دولار خلال عام 2023، وفقا لتصريحات وزير السياحة.
وأضاف صادق، في تصريحات لـCNNبالعربية، أن "استمرار تحرك أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري في السوق الموازية، يسبب خسائر لشركات السياحة التي تحدد أسعار برامج رحلات العمرة لفترة مستقبلية، ومع التحركات المستمرة للريال يكلف الشركات أعباء إضافية".
وذكر أن وزارة السياحة والآثار في سبيلها إلى إصدار قرار بمنح حصص محددة لشركات السياحة من المعتمرين خلال شهري شعبان ورمضان، واضاف أن ذلك القرار سيكون "إيجابيا لتخفيف الضغط على الريال والعملات الأجنبية والقضاء على السوق الموازية".