(CNN)-- كانت إسرائيل و"حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران في صراع لعقود من الزمان، لكن الطرفين كثفا الهجمات عبر الحدود على بعضهما البعض منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما بدأت الحرب في غزة.
وسلطت أحداث هذا الأسبوع في لبنان، والتي شهدت هجومين داميين باستخدام متفجرات مزروعة في أجهزة لاسلكية (البيجر واووكي توكي) يحملها عناصر "حزب الله"، الضوء بشكل أكثر حدة على الصراع الذي طال أمده.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "عصرا جديدا من الحرب بدأ وأن مركز الثقل يتحرك شمالاً"، في إشارة إلى حدود البلاد مع لبنان.
ومن جانبه، ذكر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله إن الهجمات التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية "تجاوزت كل الخطوط الحمراء" وألمح إلى "الانتقام".
إليكم كيف وصلنا إلى هذه النقطة:
"جبهة داعمة" لغزة
"حزب الله" هو جزء من محور أكبر تقوده إيران عبر الشرق الأوسط ويمتد إلى اليمن وسوريا وغزة والعراق، وانخرط هذا المحور في اشتباكات متزايدة مع إسرائيل وحلفائها على مدى الأشهر العشرة الماضية.
وقال المحور إنه سيستمر في ضرب الأهداف الإسرائيلية طالما استمرت الحرب في غزة، وأطلق على نفسه اسم "جبهة داعمة" للفلسطينيين في القطاع، كما وصفه أحد كبار قيادات "حزب الله".
مقتل القيادي فؤاد شكر
بعد أشهر من تبادل الضربات المتبادلة، ارتفعت التوترات عندما قالت إسرائيل إنها قتلت القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر في ضربة على بيروت، لبنان، في أواخر يوليو/ تموز.
وحملت إسرائيل القائد فؤاد شكر المسؤولية عن هجوم دامي على بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان، والذي نفى "حزب الله" مسؤوليته عنه.
وردا على ذلك، أطلق "حزب الله" أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ على أهداف في إسرائيل في 25 أغسطس/آب.
ونفت إسرائيل قصف أي أهداف مهمة، ولم يتم نشر أي دليل يتناقض مع هذا النفي.
النازحون
أجبرت الزيادة في القتال عبر الحدود الناس على ترك منازلهم في كل من شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
والثلاثاء، جعلت إسرائيل من إعادة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بالقرب من الحدود هدفا جديدا للحرب.
ومارس المسؤولون والمقيمون من المنطقة الشمالية ضغوطا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية بشأن الحاجة إلى العودة.
وفي الوقت نفسه، نزح أكثر من 100 ألف شخص من جنوب لبنان، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
ترسانة "حزب الله"
يُعتقد أن "حزب الله" اللبناني هو الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحًا في العالم، ورغم أنها لا تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية، فإن ترسانة المجموعة المتزايدة التطور لديها القدرة على إلحاق أضرار جسيمة.
ومع ذلك، فقد حاصرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة "حزب الله" في الزاوية، وأصبحت مصداقيته باعتباره الوكيل الأكثر تجهيزا وتدريبا وانضباطًا بين وكلاء إيران الآن معرضة للخطر، وفقا لبن ويدمان من شبكة CNN.