دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— شهدت دول المشرق العربية، سوريا والعراق والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية العديد من الأحداث خلال العام 2015، وبين الآملين بعام مقبل أفضل وبين المشككين بأن ما تشهده المنطقة سيستمر لسنوات نقدم لكم أبرز الأحداث التي مرت على دول الشام والعراق.
العراق:
.خاض العراق خلال العام 2015 حملة أمنية مكثفة بمساندة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" الأمر الذي دفع بالتنظيم للانسحاب وفقدان سيطرته على نحو 40 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها بحسب محللين ولعل من أبرزها تحرير الرمادي وتكريت وجبل سنجار شمالا.
.على الصعيد الاقتصادي لا يزال العراق يمر بمرحلة صعبة زادها تراجع أسعار النفط بمعدلات قياسية وصلت في بعد الأوقات إلى أدنى مستوى لها منذ سبعة أعوام، وباعتبار أن واردات الاقتصاد العراقي ترتكز بشكل كبير على بيع أسعار النفط فاقم هذا من الأزمة التي تشهدها البلاد التي تحاول جاهدة لإعادة إعمار المناطق التي طُرد منها داعش وغيرها من النفقات التي يتصدر القطاع العسكري أولوية فيها.
.على الصعيد السياسي والإصلاحات، أثار رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ضجة كبيرة بعد اقترح العبادي لعدد من الإجراءات من ضمنها إلغاء مناصب 3 نواب للرئيس، و3 نواب لرئيس الوزراء، وهي مناصب يشغلها سياسيون بارزون مثل نوري المالكي وإياد علاوي، حيث تعد المناصب موزعة حسب نظام المحاصصة الطائفي والعرقي الذي وضعته الولايات المتحدة عام 2003. لكن العديد من العراقيين يشعرون أن هذا النظام غير مُجد وهو جزء من المشكلة.
سوريا.
.لا تزال الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا مستمرة في العام 2015 بين كل من قوات نظام الرئيس السوري، بشار الأسد والمعارضة السورية بمختلف فصائلها والقوات الكردية شمالا إلى جانب تنظيم داعش وجبهة النصرة، إلا أن دخول روسيا في الحرب السورية عبر تواجد عسكري على الأرض في قاعدة بمدينة اللاذقية كان بالنسبة للكثيرين نقطة تحول إيجابية بالنسبة للنظام فيما قال البعض الآخر إنه سيزيد الأمور تعقيدا.
.على الصعيد الاقتصادي أثارت أنباء قيام داعش ببيع المشتقات النفطية جدلا واسعا بين من يتهم النظام السوري ويؤكد وجود اتفاقيات بين النظام لشراء النفط بأسعار مناسبة، وقد فرضت واشنطن عقوبات على بعض تلك الشخصيات، وبين جهات روسية أو مقربة من موسكو ذهبت إلى اتهام تركيا وبالتحديد نجل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بشراء هذه المنتجات.
. برزت زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، وأثارت مفاجأة كبيرة وشكوكا عن الدور الذي تلعبه روسيا التي تصر على أنه لا يوجد بديل عن بشار الأسد في المرحلة الحالية في موقف تتفق عليه إيران وتعارضه الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وغيرهما.
الأردن.
.من بين عدد من الأحداث الأمنية التي شهدتها البلاد برز قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" بقتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة الذي كان يحلق فوق سوريا ضمن جهود التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا، إلى جانب إثارة قضية قيام شخص بإطلاق نار داخل أحد مراكز التدريب الأمنية بالعاصمة الأردنية وقتل ثلاثة مدربين أجانب ضجة كبيرة داخل البلاد.
.على الصعيد الاقتصادي استمرت قضية اللاجئين السوريين داخل البلاد وخصوصا في مخيم الزعتري شمالا بإلقاء ظلالها على الاقتصاد الأردني، إلى جانب بروز مشروع قناة البحرين التي من شأنها ربط البحر الأحمر والبحر الميت معا.
.سياسيا برزت عدد من القضايا مثل الانقسام داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ورئاسة ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لجلسة مجلس الأمن الدولي ليكون بذلك أصغر شخصية تؤدي هذا الدور بتاريخ المملكة.
لبنان.
.شهدت العاصمة اللبنانية بيروت هجوما تبناه تنظيم داعش في منطقة برج البراجنة الأمر الذي أودى بحياة 37 قتيلا وعشرات الجرحى، في الوقت الذي تستمر في الاشتباكات مع مسلحين منهم جبهة النصرة في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا. كما جرى اتمام عملية تبادل أسرى مع الجبهة مثيرة جدلا بعد الكشف عن وجود طليقة البغدادي، سجى الدليمي بين المفرج عنهم، وبروز اعتقال الشرطة اللبنانية لرجل الدين السني، أحمد الأسير في مطار بيروت محاولا مغادرة البلاد متخفيا.
.الاقتصاد اللبناني كحال الدول التي تستقبل اللاجئين السوريين وما لذلك من ضغوط على الاقتصاد، في حين برزت مواضيع أخرى كالعادة في لبنان لتخفف حدة وطأة الأحداث التي تشهدها البلاد، مثل انتشار موضة "فساتين من الشوكولاته تغزو بيروت."
.سياسيا لا يزال الانقسام والاختلاف على انتخاب رئيس جديد للبلاد، على خلفية الانقسامات الداخلية المتزايدة بين حزب الله اللبناني وتيار المستقبل، وما أدى ذلك لتعطيل مرافق الدولة لتظهر ما عُرف بـ"أزمة النفايات"، ولم يقتصر التأثير على الداخل اللبناني فقط بل وصلت لانقسام المواقف الرسمية حول قضايا خارجية كان من بينها الانقسام حول مشاركة البلاد في التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية بهدف محاربة الإرهاب والتطرف.
الأراضي الفلسطينية.
.شهدت باحات المسجد الأقصى اشتباكات على امتداد أيام بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، إلى جانب لفت قضية مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة بعد إقدام إسرائيليين متشددين على حرق منزله وتعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بضرب الإرهاب بيد من حديد مهما كان مصدره.
.على الصعيد السياسي برز قيام السلطة الوطنية الفلسطينية برفع العالم الفلسطيني مدخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بعد موافقة الجمعية العامة بالإجماع على هذه الخطوة وهو ما انتقدته إسرائيل، بالإضافة إلى بروز سلسلة من عمليات الطعن التي نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين.
.أما على الصعيد الاقتصاد فلا تزال الانتقادات مستمرة حول حجم التبادل التجاري بين الضفة الغربية والدول العربية مقارنة بتلك مع إسرائيل وأوروبا.