خروج الرجل الثاني في "إخوان الأردن" من السجن وسط تطلعات لاحتواء عاصفة "الاستقالات"

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
 خروج الرجل الثاني في "إخوان الأردن" من السجن وسط تطلعات لاحتواء عاصفة "الاستقالات"
Credit: CNN

عمان، الأردن (CNN)-- أفرجت السلطات الأردنية ليل الأحد عن الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين في البلاد زكي بني ارشيد، بعد قضاء محكوميته بالسجن لعام ونصف، على خلفية اتهامه بتعكير صفو العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

واحتفت جماعة الإخوان المسلمين التي تواجه نزاعا قانونيا مع جمعية أخرى تحمل الاسم ذاته، بخروج بني ارشيد في حفل استقبال خاص الاثنين، وسط حضور قيادات ما عرف "بمبادرة الشراكة والإنقاذ" التي أعلنت 300 عضو فيها عن استقالاتهم من الذراع السياسية للإخوان، حزب جبهة العمل الإسلامي.

ولم يتردد بني ارشيد الذي يشغل موقع نائب المراقب العام لإخوان الأردن، في إطلاق تصريحات سياسية مثيرة على الفور في كلمة أدلى بها امام وسائل الإعلام، حول ضرورة مواصلة الدعوة إلى الاصلاح السياسي في البلاد وصولا إلى معركة التحرير التي لم يحدد طبيعتها، قائلا إن المشهد الأردني لم يعد يحتمل إهدار الوقت وبعد ان أصبح "مشبعا بسوء الإدارة والتدبير،" بحسب تعبيره.

وقال بني ارشيد معتليا منصة حملت لافتة نحن احرار بتمسكنا بمبادئنا: "الأردن بحاجة اليوم إلى الأحرار لا من يخافون الأسوار.. الأردن له قدر مع معركة التحرير القادمة نأمل ان يشارك أحرار الأردن بمبادرة جديدة لعمل كل ما هو جديد."

ورحب بني ارشيد المحسوب على تيار الصقور المسيطر على قيادة الإخوان، بعقد مصالحة مع الجميع، في إشارة إلى الخلافات الداخلية التي تعصف بالحركة الاسلامية في البلاد، قائلا: "نحن نعشق الحرية ونحب الابداع ونسعى للمصالحة مع الجميع دون وإقصاء لأحد".

وتبادل بني ارشيد أطراف الحديث مع القيادي البارز في الحركة الاسلامية حمزة منصور وأبرز المستقيلين من حزب جبهة العمل الاسلامي رغم الخلاف، قائلا له "مثلك يؤتى إليه أباعاصم."

وعبّرت قيادات خلال الاحتفاء عن تفاؤلها بإطلاق حوار داخلي لاحتواء عاصفة الاستقالات التي تعصف بذراع الجماعة السياسية، وسط تأكيد المراقب العام للإخوان همام سعيد رفض الجماعة ولادة أي إطار سياسي جديد تحت مظلة الإخوان.

وقال سعيد في تصريحات لموقع CNN بالعربية إن ما يجري داخل البيت الإخواني هو "خلاف ليس على فكر الإخوان،" وأضاف: "هي أزمة في موضوع القيادة ليس في موضوع الفكرة الحركة الإسلامية آمنة وسليمة.. الخلاف سيحسمه الحوار والقوانين السياسية الداخلية."

وأشار سعيد إلى أن المبادرة التي دعا إليها بني ارشيد هي دعوة للإصلاح السياسي تحاكي مبادرة سابقة كانت الإخوان قد أطلقتها مع بداية الربيع العربي في المنطقة، دون الخوض في تفصيلات المبادرة.

وفي كلمته أمام وسائل الإعلام رحب سعيد بخروج بني ارشيد، قائلا إن الحركة الإٍسلامية ستبقى متمسكة بالدعوة إلى الاصلاح، وقال: "لا تخشى ظلم ظالم ولا سجن طاغية ".

وعلق سعيد في بداية الاحتفال على خروج بني ارشيد، إن السجانين يظنون أن السجن يسكت الاصوات ويغير القناعات.. بل هو جاء درجة جديدة من درجات التكريم والرفعة".

ورهن سعيد قرار حبس بني ارشيد بتأسيس جمعية جماعة الاخوان المسلمين التي أسستها مجموعة من قيادات الإخوان التي انشقت عن الجماعة الأم، مطلع عام 2015.

وقضت محكمة أمن الدولة الأردنية بحبس بني ارشيد في فبراير/ شباط 2015 لمدة ثلاث سنوات وتخفيضها الى سنة ونصف بموجب قانون منع الإرهاب، فيما قد اعتقلته في نوفمبر/ تشرين ثاني 2014 وباشرت بمحاكمته.