(CNN) -- حكايتها نبعت من احتياج حقيقي دفعها لتبدأ بخطوات تساعد بها نفسها وغيرها، بدأت حكاية رئيسة جمعية "بيرث كويت" هبة محمد العالي، المهندسة المعمارية والأم لثلاثة أطفال، بولادة ابنها الأول فهد، الذي حرّك بداخلها تساؤلات كثيرة لم تجد لها إجابات تروي عطشها للمعرفة خلال فترة الحمل، فكان طريقها نحو تأسيس "بيرث كويت".
وقالت هبة العالي، لموقع CNN بالعربية: "لم أجد مراجع في اللغة العربية عن كل ما يخص مواضيع الحمل والولادة والرضاعة للمرأة، لذا أسسنا في البداية عام 2009 فريقا تطوعيا (نادي تشجيع الرضاعة الطبيعية)، لكي نستطيع الحصول على المعلومات وترجمتها للغة العربية، وتقديمها بطريقة تتناسب مع المجتمع العربي ككل والخليجي بشكل خاص".
وأضافت: "هذا ما يسمونه خبرة من أم إلى أم، وهي طريقة معتمدة في معظم المنظمات العالمية، حيث كنا نتواجد مع الأمهات الجدد ونسمع تجاربهن ونشجعهن على الرضاعة الطبيعية، وهذا كان هدفنا الأول".
وكأي مشروع يهدف للنجاح، كان على هبة إيجاد شريكات في الشغف والاهتمام والطموح، فوجدت: زوزانا نادوفا، وسارة باكسيما، وأروى أبو الحسن، ودينا الغربلي، ليؤسسن مشروعا يجمع اختصاصاتهن المختلفة ويقدمها للمجتمع، فأطلقن "بيرث كويت" عام 2011، وهو مشروع يسعى للارتقاء بخدمات الرعاية للأمومة والطفولة والأسرة.
وقالت هبة العالي إنه "في عالمنا العربي تكون للأم أولويات ومسؤوليات كثيرة، لذا دائمًا ما يكون تثقيف نفسها هو آخر ما تفكر به، وهنا يأتي دورنا في زيادة وعيها من خلال 4 برامج مستقلة: تثقيف حول الحمل والولادة، ودعم الرضاعة الطبيعية، والعناية بالمولود الجديد، ودعم السوبر مامز"، على حد تعبيرها، مضيفة: "نسعى دائمًا لإشراك الزوج بهذه المراحل والمعارف لكي يكون سندا وشريكا حقيقيا في بناء هذه الأسرة".
وفي عام 2017، حصلت "بيرث كويت" على اعتماد رسمي من "البورد الدولي لاستشاري الرضاعة" IBCLE، كأول منظمة معتمدة في الشرق الأوسط داعمة للأمهات المرضعات، ما يعني أنه بإمكان أيّ مرشدة رضاعة طبيعية التواصل معهنّ للحصول على ساعات تدريب ونيل شهادة.
وقالت هبة العالي إن "التحدي الأكبر كان في تقبّل المجتمع الطبي لمهنتنا كأخصائيات اجتماعيات وشريكات في تقديم هذه الخدمات للنساء، فلم نكن نريد منافسة الطبيبات والأطباء لكننا فقط نتكامل معهـم، فهـم يهتمون بالحفاظ على الصحة الجيدة للأم والجنين، ونحن نهتم بالإضافة لذلك بمشاعر الأم واستفساراتها وتساؤلاتها الكثيرة ونسمع ما تريده. كذلك واجهنا صعوبات في إيجاد جهات داعمة لمشروعنا لأنهم لم يتمكنوا من فهم أهمية دعم هكذا مشاريع".
وعن مشروعها التالي الذي تتطلع له، قالت: "حلمي أن أؤسس مركزًا للولادة الطبيعية مريحًا خاليًا من القلق والتوتر اللذين يرافقان الأم منذ اللحظات الأولى لحملها، فنقدم لها الدعم اللازم والمعرفة الصحيحة، وأن يكون لكل عائلة كويتية مرشدة رضاعة طبيعية خاصة بها، وأن نستمر بنشر التجارب الناجحة والملهمة".
وذكرت هبة العالي أن "بيرث كويت" استطاعت أن تساعد أكثر من 7500 أم داخل وخارج الكويت عن طريق الخط الساخن عبر "واتساب"، كما دربت الجمعية 320 مرشدة رضاعة طبيعية من داخل وخارج الكويت منذ 2014.
ومن بين المتدربات، نجلاء سعيد الكواري التي انتقلت من كونها متلقية للمعرفة تتابع حسابات "بيرث كويت" على وسائل التواصل الاجتماعي وتستفيد من معلوماتها بما يخص الرضاعة الطبيعية مع أطفالها، إلى مرشدة ومُثقِفة رضاعة طبيعية وولادة بفضل دورة تدريبية نظمتها "بيرث كويت" في عام 2014 خاصة بتأهيل مرشدات رضاعة، ثم تمكنت من البدء بمشروعها الخاص.
وقالت نجلاء الكواري لـموقع CNN بالعربية، إن "مشروع (أمهات شابّات) كان قبل شهادة الاستشارة من (بيرث كويت) عبارة عن مجموعة صغيرة على واتساب تضم صديقاتي وأخواتي والمقربات، نتبادل فيها الخبرات والنصائح والمعلومات حول الحمل والولادة والرضاعة، لكن هذه الشهادة ساعدتني على تأسيس نفسي بمعلومات صحيحة مبنية على البراهين والأدلة وليست فقط على الخبرة والتجربة"، وأضافت: "حينها حوّلت صفحة (أمهات شابّات) على انستغرام إلى صفحة تثقيفية أنشر فيها معلومات عن الرضاعة الطبيعية وأهميتها".
