رغم خطورتها.. النساء وكبار السن وذوو الدخل المنخفض أكثر من يستهلكون أدوية النوم

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يلجأ ملايين الأمريكيين إلى الأدوية بانتظام لمساعدتهم على النّوم، أو الاستمرار في النوم، وهي ممارسة قال الخبراء إنّها قد تشكّل خطرًا على صحّتهم.

ووجدت دراسة جديدة أن نحو 8% تقريبًا من البالغين في الولايات المتحدة أبلغوا عن تناولهم أدوية النّوم يوميًا، أو معظم الأيّام، مع انتشار استخدامها بشكلٍ أكبر بين النّساء، أو الأشخاص الأكبر سنًا، أو من ذوي الدّخل المنخفض.

وحلّل موجز البيانات الصّادر عن المركز الوطني لإحصاءات الصّحة التّابع للمراكز الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والسّيطرة عليها (CDC) الأربعاء، بيانات استخدام أدوية النّوم بين أكثر من 30،549 من البالغين الأمريكيين.

وجُمعت البيانات عبر استطلاع مقابلة الصّحة الوطنيّة (National Health Interview Survey)، عام 2020.

وعرّف الباحثون استخدام أدوية النّوم على أنّه تناول أي دواء، سواءً بوصفة طبيّة، أو من دون وصفة طبيّة، للمساعدة على النّوم، أو البقاء نائمًا معظم ساعات النهار، أو كل يوم من الأيّام الثّلاثين الماضية.

ووجدوا أن النّساء كنّ أكثر عرضة لتناول أدوية النّوم مقارنة مع الرّجال في مختلف الفئات العمريّة، والأعراق، ومستويات الدّخل.

وكان استخدام أدوية النّوم أيضًا أعلى بين كبار السّن، إذ قال 11.9% من أولئك الذين يبلغون 65 عامًا وما فوق إنّهم يستخدمون مُساعِدات النّوم كل ليلة، أو معظم الليالي.

وانخفض استخدام أدوية النّوم مع ارتفاع دخل الأسرة.

ولاحظت المؤلّفة المشاركة، والباحثة في المركز الوطني للإحصاءات الصحيّة، ليندسي بلاك، أنّ "الأبحاث السّابقة وجدت روابط مماثلة".

وأفادت بلاك أنّ "هذا التّقرير مفيد لتوثيق أحدث تقديرات انتشار استخدام البالغين لأدوية النّوم، والتّأكيد على أنّ هذه الاختلافات لا تزال قائمة".

وقالت الدكتورة نيشي بوبال، الطّبيبة النّفسيّة، واختصاصية النّوم، إن هذه النّتائج مثيرة للقلق لأسباب عدّة.

وأوضحت بوبال غير المشاركة في الدّراسة الجديدة أن "غالبًا ما تُشخّص مشاكل النّوم على نحو خاطئ عند النّساء. وأرى هذا في ممارستي السّريريّة، فقد تُشخّص النّساء بإصابتهنّ بالأرق في حين أنهنّ يعانين بالفعل من انقطاع التّنفس أثناء النّوم، وذلك أنّ ظهور انقطاع التّنفس أثناء النّوم يختلف لدى النساء مقارنةً مع الرّجال".

ووجدت بوبال أيضًا أنّه من المُقلق كون أعلى نسبة لاستخدام أدوية النّوم بين كبار السن رُغم عدم التوصية بها لهم لاستخدامها بشكلٍ عام.

وشرحت بوبال: "لدى الحبوب المنوّمة الكثير من الآثار الجانبيّة، وكبار السّن هم أكثر عرضة لتّأثيرات هذه الأدوية السلبيّة. وهي تشمل الارتباك، وخطر السّقوط، وكسر العظام، وسيكونون أكثر عرضة حتّى للإصابة بالمشاكل الإدراكيّة مثل الخرف".

الآثار الصحيّة لاستخدام حبوب النّوم على المدى الطّويل

وقال الخبراء إنّه يمكن للأدوية المنوّمة أن تكون مفيدة عند استخدامها للغرض المرجو منها.

ويمكنها أن تُفيد الأشخاص الذين يمرّون بضغوط حادة تجعل النّوم صعبًا عليهم، مثل اختبار الطلاق، أو فقدان المرء لوظيفته، أو الشّعور بالحزن الشديد على فقدان عزيز.

وقالت بوبال: "يمكن أن تكون الحبوب المنوّمة مفيدة حقًا في هذا السّياق، لكن لا يوصى باستخدامها لأكثر من أسبوعين".

وقد يؤدّي استخدام دواء منوّم يوميًا إلى مشاكل مثل القدرة على تحمّله، وفي تلك الحال يحتاج الجسم إلى جرعة أعلى من الدّواء ليكون ذات تأثير.

ويمكنه أن يؤدّي أيضًا إلى الإدمان، بحيث يتسبب إيقاف الدّواء إلى ظهور أعراض الإقلاع عنه، مثل النّوبات.

وقد يعاني الأشخاص أيضًا من الأرق الارتدادي، ويعني ذلك عدم قدرتهم على النّوم من دون الدّواء.

وتمامًا مثل قلّة النوم، يمكن أن يؤدّي الاستخدام المستمر للأدوية المنوّمة إلى عواقب صحيّة خطيرة.

وتوصّلت الأبحاث إلى أن الأشخاص الأكبر سنًا الذين يتناولون الأدوية المهدّئة والمنوّمة بانتظام أكثر عرضة بمعدل 5 مرّات لخطر لإصابة بمشاكل في الذّاكرة، والتّركيز، وخطر أكبر بـ4 مرّات للمعاناة من الإرهاق أثناء النهار، والنّعاس بشكلٍ يؤثّر على أداء العمل، أو يزيد من مخاطر حوادث السيارات.

التمتّع بنومٍ جيّد

وتوصي بوبال باستخدام الأدوية المنوّمة "لأقصر فترة زمنيّة، وبالحد الأدنى تناول الجرعات المطلوبة. ونحن نحاول استخدامها بشكلٍ متقطع لتلقّي الدّعم أثناء عملنا على استراتيجيات سلوكيّة جيّدة، ومعالجة المشاكل الأخرى المُساهمة في مشاكل نومهم".

وتتضمّن تلك الاستراتيجيّات الحفاظ على جدول نومٍ ثابت، وممارسة التّمارين الرّياضيّة بانتظام، وإدارة مستوى الضّغط أثناء النّهار، والحد من استهلاك الكافيين والمشروبات الكحوليّة مساءً.

وبالنّسبة لأولئك الذين لا يزالون يعانون من صعوبة في النّوم، توصي بوبال بالخضوع للعلاج السّلوكي المعرفي لعلاج الأرق.