على الأطفال اكتساب الوزن خلال المراهقة للأسباب التالية.. ما هي؟

علوم وصحة
نشر
9 دقائق قراءة
gettyimages-1241770388.jpg
Credit: STEPHANE DE SAKUTIN/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كاتبة هذا المقال ميشال إيكار، هي مؤلفة للعديد من الكتب التي تناولت نمو المراهقين، مع طلاب المرحلة المتوسطة، وأولياء أمورهم، ومدارسهم لمدة 20 عامًا، بغية مساعدة الأطفال على تجاوز سنوات المراهقة المبكرة، المربكة دومًا، لكن غالبًا ما تكون مؤلمة، وأحيانًا مرحة، لكن إدراك ذلك يأتي متأخرًا.

معظم علامات توسع النطاق الاجتماعي والتنموي التي نكتسبها خلال فترة المراهقة تتلاشى بمرور الوقت. نتوقف عن حمل ضغينة تجاه الطفل الذي كان يزعجنا في الفصل، أو نسامح أنفسنا عن قصّات الشعر السيئة، والصداقات الفاشلة، ومحاولات الشهرة الصعبة.

لكن قد يكون من الصعب جدًا التعافي من أحد المشاكل المتّصلة أكثر بنمونا الجسدي.

يفترض أن يستمر الأطفال بالنمو في مرحلة المراهقة، وبالتالي لا ينبغي أن يشكّل تغيير جسم الطفل خلال تلك الفترة مدعاة للقلق. رغم ذلك فإنه يتسبّب بحالة من الخوف الشديد لدى البالغين بشأن الوزن، والصحة، واحترام الذات.

لطالما تغيُّر جسم الأطفال أثار قلقهم. ومع اختبار العديد من التغييرات في فترة قصيرة من البلوغ المبكر، فإنهم يُخضعون أنفسهم للتقييم المستمر والمقارنة مع أقرانهم لمعرفة إذا كان نمو أجسامهم طبيعيًا.

وتشير إيكار إلى أن "القلق تفاقم خلال العقدين الماضيين. لقد رأيت أن الأهل باتوا أكثر قلقًا بشأن كيفية تغيّر أجساد أطفالهم خلال فترة البلوغ المبكر. عندما أُلقي محاضرات عن الأبوة والأمومة، كثيرًا ما أسمع الكبار يعبرون عن قلقهم وخوفهم من أنّ أطفالهم بدأوا يكتسبون الكثير من الوزن خلال فترة المراهقة المبكرة".

وأضافت أن "الأهل الذين أعمل معهم، ويتمتّع أطفالهم بالنشاط البدني، وحس المشاركة، والذكاء، وسعداء، يشعرون بالقلق حيال وزنهم لأنهم أكثر امتلاءً من أقرانهم".

لماذا يركز الأهل على الوزن؟ أعتقد أنّ السبب في جزء منه يعود إلى التعاطي العام مع صورة الجسم على مستوى الوطن وصل إلى حد الجنون. وخلال العام الماضي، زادت مقاربتان جديدتان من تعقيد هذه المسألة بالنسبة للأطفال.

هل تتذكرون مونولوغ جيمي كامل الافتتاحي خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي جعل من عقار أوزيمبيك (Ozempic) وخصائصه لفقدان الوزن اسمًا مألوفًا؟ أكانت وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحافة السائدة، فإن الأجساد النحيفة وفقدان الوزن يخضعان للتقييم. من الواضح للمراهقين الصغار الذين أعرفهم أن المشاهير قد تبنوا طريقة جديدة لتنحيف أجسادهم.

إمرار الرسائل المستمرة حول النحافة واللياقة بدأت تشكل خطرًا من خلال تعريض الأطفال المفرط لنماذج من الصحة والعافية التي يصعب تحقيقها فعليًا.

يضاف إلى ذلك، التغيير الذي أحدثته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أخيرًا، في إرشاداتها بشأن علاج الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، ذلك أن أكثر ما يثير قلق العديد من الأهل اعتقادهم بأن وزن أطفالهم ضار بصحتهم.

في حين أنّ العكس هو الصحيح. فالأهل يحافظون على صحة أطفالهم عندما لا يعلّقون على تغيير شكلهم.. إليكم السبب لماذا.  

على أطفالنا اكتساب الوزن

بالإضافة إلى السنة الأولى من عمر الإنسان، نشهد أكبر قدر من النمو خلال فترة المراهقة. بين سن 13 و18 عامًا، يتضاعف وزن معظم المراهقين. ومع ذلك، تظل زيادة الوزن موضوعًا حساسًا ومخيفًا في بعض الأحيان للأهل الذين يخشون من الزيادة الكبيرة جدًا.

كمعدل وسطي، يتم نمو الشبان في المجمل، بين عامي 12 و16 سنة. وقد ينمون مقدار قدم كاملة بالطول ويكسبون بين 50 و60 رطلاً. أما الفتيات فيتم نموّهم بين 10 و14 سنة​، وقد يزيد وزنهنّ 10 بوصات في الطول ووزنهنّ بين 40 و50 رطلاً في هذه المرحلة، وفقًا لمخططات النمو من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وقالت الدكتورة تريش هاتشيسون، طبيبة الأطفال المعتمدة من قبل مجلس الإدارة، التي تستند إلى 30 عامًا من الخبرة السريرية، والمتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، لـCNN: "من الطبيعي تمامًا أن يكتسب الأطفال وزنًا خلال فترة البلوغ". وتابعت: "حوالي 25% من النمو في الطول يحدث خلال هذا المرحلة، لذلك كلما زاد طول الشباب، سيزداد وزنهم أيضًا. منذ سن الثانية أو الثالثة، ينمو الأطفال بمعدل بوصتين تقريبًا ويكسبون حوالي خمسة أرطال سنويًا. لكن عندما يصلون إلى سن البلوغ، يتضاعف هذا الرقم عادة".

المبادئ التوجيهية الجديدة حول الأطفال والوزن

وأصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مجموعة منقحة من المبادئ التوجيهية لأطباء الأطفال في يناير/ كانون الثاني، تضمنت توصيات بشأن الأدوية والجراحة لبعض الأطفال الذين يصنفون ضمن نطاق السمنة.

في هذا الصدد أشارت إليزابيث دافنبورت، اختصاصية تغذية مسجلة في واشنطن العاصمة، إلى أنّ إرشاداتها لعام 2016، تناولت الوقاية من اضطرابات الأكل و"شجعت أطباء الأطفال وأولياء الأمور على عدم التركيز على اتباع نظام غذائي، ولا الوزن، لكن التركيز على السلوكيات المعززة للصحة".

ولفتت إلى أنّ "المبادئ التوجيهية الجديدة تجعل الوزن محور تركيز الصحة. وكما نعلم، هناك العديد من معايير الصحة الأخرى".

هل الرسائل التي يمرّرها الطبيب بشأن فقدان الوزن تضرّ بالمراهقين؟

قالت دافنبورت إن ما يثير قلقها أنّ الأطفال قد يسيئون فهم نصائح أطباء الأطفال حول الوزن، واستيعاب المعلومات غير الصحيحة، والتحوّل إلى الأكل المضطرب.

وقالت: "يمكن للطفل بالتأكيد أن يفسر هذه الرسالة على أنه لا يحتاج إلى تناول الكثير من الطعام، أو أن هناك خطبًا ما في جسده وهذا يؤدي إلى مسار خطير للغاية".

الوزن قد يكون عددًا مهمًا

ليس الأمر أنّ الوزن ليس مهمًا. أوضحت دافنبورت إنه "نحتاج إلى معرفة وزن الأطفال والمراهقين". وتابعت: "نحن، كإختصاصيي تغذية، لا نعارض وزن الأطفال لأنه مقياس لمعرفة كيفية نموّهم. إذا كان هناك أي أمر متصل بمنحنى نمو المراهق، فهذا يعني أننا نريد إلقاء نظرة على ما يحدث. لكننا لسنا بحاجة لمناقشة الوزن أمامهم".

بمعنى آخر، الوزن هو بيانات. قد تشير أو لا إلى أمر يحتاج إلى معالجة. القلق الأكبر، وفقًا لدافنبورت، عندما لا يكتسب الطفل وزنًا. هذه علامة حمراء تشي بأن ثمة خطب ما.

 وأشارت هاتشيسون إلى أنّ "السمنة لم تعد مرضًا ناجمًا عن الطاقة الداخلة/ الطاقة الخارجة". وأكّدت "أن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير، وتلعب عوامل أخرى، وراثية، وفسيولوجية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية، دورًا في ذلك".

وقالت إنه من المهم للوالدين ومقدمي الرعاية معرفة أن "وجود السمنة أو زيادة الوزن ليس مؤشرًا على سوء الأبوة والأمومة. وهذا ليس خطأ الطفل أو المراهق".

كيف يحمي الأهل أطفالهم؟

يحتاج الأهل للعمل على زيادة وزن أطفالهم، لكنهم بحاجة أيضًا إلى حماية أطفالهم من مقدمي الرعاية الذين لا يعرفون كيفية التواصل مع مرضاهم بشأن الوزن.

وتابعت دافنبورت أنه بحسب خبرتها "جزء من محفز اضطراب الأكل لدى مرضاها كان قول طبيب لهم إنّ ثمة مشكلة أو قلق متأتي من وزنهم".

وقالت هاتشيسون إنّ الأطباء ومقدمي الخدمات الصحية الآخرين بحاجة إلى القيام بأداء أفضل.

وأضافت: "لدينا جميعًا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به عندما يتعلق الأمر بالحديث حول الوزن". وتابعت "نحتاج إلى التعامل مع كل طفل باحترام ومن دون (حكم عليه) لأننا لا نريد أن يعتقد الأطفال أن هناك خطبًا بأجسادهم".