أستراليا تصبح أول دولة بالعالم تشرّع عقاقير الهلوسة

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تشرّع وصف كل من عقار الميثيلين دايوكسي ميثامفيتامين (MDMA)، المعروف باسم إكستاسي، والسيلوسيبين - المكون الرئيسي الذي يتمتع بالتأثير النفساني في الفطر السحري - لعلاج بعض اضطرابات الصحة النفسية.

واعتبارًا من الأول من يوليو/ تموز الجاري، سيتمكن الأطباء النفسيون المعتمدون من وصف عقار MDMA لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، والسيلوسيبين لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، وفقًا لما ذكره بيان صحفي صدر في فبراير/ شباط الماضي.

وبخلاف ذلك، يُعد استخدام العقارين غير قانوني في أستراليا.

وبحسب ما ذكرته إدارة السلع العلاجية في أستراليا عند الإعلان عن هذه الخطوة، فإن كل من السيلوسيبين والـMDMA آمنين نسبيًا عند استخدامهما في بيئة خاضعة للرقابة الطبية تحت إشراف متخصصي الرعاية الصحية واعتمادًا على الجرعات التي تمت دراستها في التجارب السريرية.

ومع ذلك، يشعر بعض الأطباء النفسيين والباحثين بالقلق من أن هذه الخطوة قد تكون سابقة لأوانها، نظرًا لأن العقارين المعنيين لا يزالان قيد الاختبار في التجارب السريرية، ولم تتم الموافقة عليهما رسميًا لعلاج أي اضطرابات نفسية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام السريري.

وقد تكون أستراليا الدولة الأولى التي تنظم الاستخدام العلاجي لعقار MDMA والسيلوسيبين، لكنّها ليست وحدها التي دخلت حقبة جديدة فيا يخص الطب المخدر.

وأعلنت هيئة الصحة بولاية أوريغون الأمريكية في مايو/ أيار الماضي أنّها قد منحت ترخيصًا لمقدم خدمة السيلوسيبين الأول في الولاية بعد أن أصبحت في عام 2020 أول ولاية أمريكية تقنن استخدام السيلوسيبين للاستخدام الشخصي لأولئك الذين تتجاوز أعمارهم الـ21 عامًا.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أصبحت ألبرتا أول ولاية قضائية في كندا تنظم استخدام العقاقير المخدرة.

ويأمل المدافعون أن تكون عقاقير الهلوسة مثل MDMA والسيلوسيبين والكيتامين قادرة على علاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية النفسية بما في ذلك الإدمان والقلق المرتبط بالسرطان وفرط الشهية، بالإضافة إلى اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب المقاوم للعلاج.

وأوضحت سيليا مورغان، وهي أستاذة علم الأدوية النفسية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، أن الآلية العصبية الحيوية الدقيقة التي تعمل بها عقاقير الهلوسة على تحسين بعض حالات الصحة النفسية ليست مفهومة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها تؤثر على مرونة الدماغ وتهيئته للتعلم الجديد.

وتقدّم البحث أكثر من خلال الاختبار السريري لفعالية عقار MDMA كدواء علاجي في دراسة لمشاركين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة شديد.

وأظهرت نتائج التجربة للمرحلة الثالثة في عام 2021 أن عقار MDMA قد يكون علاجًا "محتملاً مبتكرًا" لحالة الاضطراب.

أما بالنسبة للسيلوسيبين وأشكال الاكتئاب المقاومة للعلاج، فقد توصلت دراسة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" للطب في عام 2022، وشملت 233 مشاركًا، إلى أن جرعة 25 مليغرامًا من نسخة اصطناعية من السيلوسيبين قد خفّضت مؤشرات الاكتئاب على مدى ثلاثة أسابيع.

ومع ذلك، وجد الباحثون أن التأثيرات تلاشت بعد حوالي ثلاثة أشهر.

وبحسب التشريعات الحكومية الجديدة في أستراليا، ستظل عقاقير الهلوسة مقيدة بالشروط، إذ يجب أن يتم وصف العقاقير من قبل طبيب نفسي قد حصل أولاً على موافقة من لجنة أخلاقيات البحث، ومن ثم الحصول على موافقة رسمية كـ "مُصرّح بتوصيل الوصفات" من إدارة السلع العلاجية، حسبما ذكرته الطبيبة النفسية السريرية كولين لو، أستاذة الطب النفسي في جامعة نيو ساوث ويلز.

ومع ذلك، قالت لو إن اللوائح الجديدة تركت "الكثير ليتم تحديده بشأن كيفية تقييم الأشخاص أو فحصهم للعلاج، وكيفية تقديم العلاج ورصده".