دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجدت دراسة جديدة أن استهلاك مشروب كحولي واحد في اليوم يزيد من ضغط الدم الانقباضي، حتى لدى الرجال والنساء الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور ماركو فينسيتي، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة "مودينا وريجيو إميليا" بإيطاليا، في بيان: "لم نجد أي آثار مفيدة لدى البالغين الذين شربوا كميات قليلة من الكحول مقارنة مع من لم يشربوا الكحول".
ووجدت الدراسة أن التأثير السلبي للكحول على ضغط الدم الانقباضي استمر بالارتفاع على مر السنين، حتى لدى الرجال والنساء الذين يشربون كميات قليلة من الكحول يوميًا.
وأدت الكميات القليلة من الكحول إلى ارتفاع ضغط الدم الانبساطي، لكن لدى الرجال فقط، بحسب دراسة نُشرت في مجلة Hypertension الاثنين.
ويُقاس ضغط الدم بوحدة mmHg، ويتألف من قيمتين، أحدهما أعلى من الأخرى.
وتعتبر القراءة العلوية أو الانقباضية، التي تُمثّل قوة الدم ضد جدران الشرايين عندما ينقبض القلب، "عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا"، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية.
وتقيس القراءة السفلية، أي الانبساطية، الضغط في الشرايين عند استرخاء عضلة القلب بين كل نبضة.
وقالت جمعية القلب الأمريكية إن القراءة الطبيعية للضغط الانقباضي عادة ما تكون 120 ميليمتر زئبقي أو أقل، ولكنها تميل إلى الارتفاع مع ضعف الأوعية الدموية وضيقها مع تقدم العمر.
وتكون القراءة الانبساطية الطبيعية أقل من 80 ميليمتر زئبقي، ولكنها تبدأ في الانخفاض مع تقدم العمر، حيث تفقد الشرايين مرونتها وتتصلب، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة معدل النبض.
ومن المؤكد أن الكحول ليس المحرك الوحيد لارتفاع ضغط الدم، بحسب قول فينسيتي، وهو أيضًا أستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن.
وتابع: "ومع ذلك، يُنصح بالحد من استهلاك الكحول، ومن المُفضّل تجنبه".
وقال الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مستشفى National Jewish Health في دنفر، إن مفهوم الإفراط في استهلاك الكحول وارتفاع ضغط الدم كان موجودًا منذ فترة طويلة.
وأضاف فريمان، غير المشارك في البحث: "مع ذلك، وجدت هذه المراجعة أن المستويات المنخفضة نسبيًا من الكحول تؤثر على ضغط الدم".
وأوضح: "بالنسبة لي، هذه دراسة أخرى تظهر أنه قد لا توجد كمية آمنة من استهلاك الكحول".
تزداد المخاطر مع زيادة مستويات الكحول
حلّلت المراجعة بيانات مستقاة من سبع دراسات أُجريت في اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة بين عامي 1997 و2021.
وتتبعت أكثر من 19 ألف بالغ، حيث تتراوح أعمارهم بين 20 70 عامًا.
ولم يعانِ هؤلاء الأشخاص من إدمان الكحول أو أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكبد على مدى 5 سنوات في المتوسط.
واستخدم الباحثون الإحصائيات لرسم كيفية تأثير كميات مختلفة من الكحول على ضغط الدم بمرور الوقت.
وأدى شرب حوالي 12 غرامًا من الكحول يوميًا أو أدنى من مشروب واحد قياسي في الولايات المتحدة، إلى ارتفاع طفيف في الضغط الانقباضي بمقدار 1.25 ميليمتر زئبقي على مدى خمس سنوات كمعدل وسطي.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يستهلكون حوالي 48 غرامًا من الكحول يوميًا، ارتفع ضغط الدم الانقباضي بنحو 5 ميليمترات زئبقي خلال الإطار الزمني نفسه.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور بول ويلتون، رئيس قسم الصحة العامة العالمية في كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة بجامعة "تولين" في نيو أورلينز، ورئيس الرابطة العالمية لارتفاع ضغط الدم: "من المؤكد أن هذا سينقلك من مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم إلى ارتفاع ضغط الدم".
وتابع: "استهلاك كمية زائدة من الصوديوم، وقلة تناول الفاكهة والخضار، وعدم ممارسة النشاط البدني الكافي، سوف يدفعك بالاتجاه الخاطئ".
رسائل مُحيّرة عن الكحول
كيف تتناسب نتائج الدراسة مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن الكحول قد يكون مفيدًا للقلب؟
قال ويلتون إن العديد من التجارب الإكلينيكية العشوائية الأقدم قارنت مدمني الكحول مع الأشخاص الذين لا يشربون بكثرة، وليس مع من يتجنبونه تمامًا.
وأوضح: "أعتقد أن معظم الأشخاص يتفقون على أنه لا يوجد مستوى آمنًا للكحول".
وقال فريمان إن دراسة تعاطي الكحول أمر صعب لأنه يرتبط بسلوكيات يمكن أن تكون مفيدة وغير مفيدة.
وإذا كنت تشرب الكحول في حانة مليئة بالدخان ليلًا مع الأصدقاء، فإن (تعرضك) للتدخين السلبي والكحول سيُعطّل نومك حتمًا، وكلاهما ضار بالصحة.
وبدوره، لا ينصح فريمان بشرب الكحوليات.
وينصح الناس ببذل قصارى جهدهم للحفاظ على السلوكيات الصحية التي تساعد القلب، مثل ممارسة الرياضة والحدّ من التوتر.