علامات استفهام حول الملابس الرياضية.. ما مدى الضرر الذي تسببه؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
gettyimages-1212553554.jpg
Credit: Lars Baron/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عام 2022، قام مركز الصحة البيئية (CEH)، باختبار حمالات الصدر الرياضية، والسراويل الضيقة، والقمصان الرياضية، وغيرها من الملابس الرياضية، ووجد مستويات عالية من مادة ثنائي الفينول الكيميائي (BPA) في تلك التي تبيعها العلامات التجارية Athleta وPINK وThe North Face، وNIKE، وPatagonia، إلى علامات تجارية أخرى.

تواصلت CNN مع الشركات للتعليق على هذه النتائج. وأوضح متحدث باسم Athleta إن الشركة ملتزمة بمعايير السلامة، مضيفًا: "نعتقد أنّ ادعاءات مركز الصحة البيئية (وهو مجموعة غير ربحية للدفاع عن المستهلك تأخذ من كاليفورنيا مقرًّا لها)، لا أساس لها وتدعم منتجاتنا وممارساتنا". وجاء ذلك بعد عام واحد فقط على عثور المركز على مستويات عالية من مادة BPA في الجوارب لأكثر من 100 علامة تجارية.

BPA يحدث اضطرابًا في الغدد الصماء، ما يعني أنه يحاكي أو يتداخل مع هرمونات الجسم. ويمكن لأي شخص مصاب بمرض الغدة الدرقية أن يخبرك إنّ نظام الغدد الصماء لا ينظّم جهازك التناسلي فحسب، بل جميع الأجهزة المهمة في جسمك، ضمنًا جهاز المناعة، والدماغ، والتمثيل الغذائي، ونظام القلب والأوعية الدموية.

كما يتحكّم بإدارة الوزن ومستويات الطاقة لديك، ناهيك عن مظهر بشرتك، وقدرتك على مقاومة الأمراض. لا سيّما أنّ الأبحاث وجدت ارتباطات بين التعرّض لـBPA والعقم، واضطرابات الدماغ والسلوك لدى الرضع والأطفال، والآثار الصحية مدى الحياة على الأطفال الذين يتعرضون لها في الرحم، وسرطان الثدي، وبطانة الرحم ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، وحتى حب الشباب.

وبحسب Oeko-Tex، شهادة كيمياء النسيج الآمنة، يمكن أن تستخدم مادة BPA لإنتاج قماش مطاطي والبوليستر في الجوارب والأدوات الرياضية لأسباب عدة: خصائص مقاومة للكهرباء الساكنة وثبات الألوان، كعوامل تثبيت صبغية للبوليستر، أو لإنتاج مبيدات الفطريات، البلاستيك أو القماش المطاطي.

لكن مادة BPA ليست المادة الكيميائية الوحيدة الموجودة في الموضة والمسبّبة لاختلال الغدد الصمّاء. هناك أيضًا الفصيلة القريبة منه، وهما: ثنائي الفينول S وF اللذان يستخدمان بشكل متزايد بدل BPA، بالإضافة إلى الرصاص والزئبق والزرنيخ التي يمكن استخدامها في عملية الصباغة، وإيثوكسيلات ألكيلفينول (APEOs)، المواد الخافضة للتوتر السطحي التي تُستخدم غالبًا في جلي الأقمشة وصباغتها وطباعتها؛ مواد البيرفلوروألكيل والبولي فلورو ألكيل (PFAS)، وهي فئة من المواد الكيميائية شديدة الثبات تُعرف باسم "المواد الكيميائية الأبدية" وغالبًا ما تستخدم في الملابس المقاومة للماء والبقع، والفثالات، التي تُستخدم في صناعة الفينيل المرن لقطع مثل التنانير المطوية وأشرطة الأحذية الشفافة.

وعليه الملابس التي تم العثور عليها تحتوي على مستويات غير صحية من المواد الكيميائية تخص علامات تجارية للأزياء السريعة مثل: Zaful، AliExpress وShein، وتجاوزت سترة طفل صغير ومحفظة حمراء من شركة Shein الحدود الكندية لكمية الرصاص المسموح بها للأطفال بنحو 20 مرة، أكثر من خمس مرات على التوالي.

وأشارت آشلي إسكيو، طبيبة الخصوبة المقيمة في ولاية كارولينا الشمالية: "إنه أمر مثير للقلق.. ملابس الأطفال هي ما أصابني بالذعر. فهذه مجموعة سكانية معرضة للخطر بشكل خاص". 

وفي الوقت عينه، فإنّ التعرّض لـPFAS، وهي فئة من المواد الكيميائية التي تشمل ما يقدر بنحو 12 ألف نوع، منها شرب المياه الملوثة، والعمل في بعض المهن مثل تصنيع المواد الكيميائية، كما تمّ ربطها بالسمنة، وقضايا النمو، وتلف الكبد وأنواع عديدة من السرطان، وفق وكالة حماية البيئة الأمريكية.

كما تم العثور على كميات كبيرة من PFAS في سراويل داخلية من قبل شركة Thinx التي أنهت أيضًا تسوية بقيمة 5 ملايين دولار في دعوى قضائية جماعية في يونيو/ حزيران، اتهمت الشركة باستخدام وعدم إخبار العملاء عن استخدام PFAS. ونفت الشركة جميع الاتهامات كجزء من التسوية، قائلة إنها لا تمثل اعترافًا بالذنب.

لقد افترض علم السموم التقليدي دوما أنه كلما كانت الجرعة أصغر، قل الضرر. ويترتب عن ذلك أن العلماء يمكنهم العثور على كمية لا يوجد ضرر أقل منها على الإطلاق، ما يعني أن التعرض للموضة ليس بأمر يدعو للقلق، حتى لو كان عرقك يسحب موادًا من القماش إلى جلدك.

لكن المزيد من الباحثين يتفقون على أنه لا توجد جرعة "آمنة" من اختلالات الغدد الصماء. وقالت الدكتورة لورا فاندنبرغ، الأستاذة المساعدة في علوم الصحة البيئية بجامعة ماساتشوستس أمهرست، في يوليو/ تموز 2022، بتمويل من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية: "حتى التغييرات الصغيرة في مستوى الهرمون يمكن أن يكون لها تغييرات جذرية في الأثر البيولوجي".

فقط ضع باعتبارك حقيقة أن كمية صغيرة جدا من المادة الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء تعادل قطرة في حمام سباحة أولمبي يمكن أن تعبر المشيمة وتؤثر بشكل ملموس على الجنين، ويمكن أن تكون هذه التغييرات دائمة، وفقًا للتقرير. 

إذن ما الذي يمكنك فعله لحماية نفسك من اختلالات الغدد الصماء في ملابسك؟ هناك بعض الاستراتيجيات التي من شأنها تقليل تعرضك لها، إن لم تكن تقضي عليه تمامًا. تجنب المنتج النهائي للأداء لا سيما المقاوم للبقع والماء، التي عادة ما يتم توفيرها بواسطة PFAS، ما لم ينص على خلاف ذلك.

تجنب المواد الاصطناعية قد الإمكان. على سبيل المثال، وجدت مجموعة المناصرة CEH مادة BPA فقط في خلائط البوليستر والأنسجة المطاطية، وليس في المنتجات القطنية. (لا تخف أبدًا: هناك ما لا يقل عن اثنتي عشرة علامة تجارية للأزياء تنتج معظمها ملابس رياضية قطنية وحمالات صدر رياضية.) تجنب أيضًا منتجات PVC مثل الأحذية الجلدية النباتية الرخيصة والأزياء التي تحتوي على الفثالات.

تجنب علامات الأزياء المقلدة والرخيصة للغاية، ذلك النوع الذي يحمل أسماء مبهمة تصادفها على وسائل التواصل الاجتماعي والأسواق مثل أمازون التي تشحن إليك مباشرة من المصنع. ابحث عن علامات مثل bluesign وOeko-Tex وGOTS.

اغسل جميع الملابس الجديدة قبل ارتدائها بمنظف خالٍ من العطور وتجنب استخدام أوراق التجفيف المعطرة ومنعمات الأقمشة.

أخيرًا، إذا كانت رائحته كريهة، قم بتغليفه مرة أخرى وأعده مجددًا.