دراسة: زيادة الوزن لدى الأطفال والبالغين مرتبطة بكمية عصير الفاكهة المستهلكة

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
gettyimages-1032844654.jpg
Credit: Westend61/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرتبط شرب كوب أو أكثر من عصير الفاكهة الطبيعي يوميًا، بزيادة طفيفة في الوزن لدى الأطفال والبالغين، وفق ما توصّل إليه تحليل جديد لدراسات سابقة.

وأوضح الدكتور والتر ويليت، المؤلف المشارك وباحث التغذية الرائد، وأستاذ علم الأوبئة بكلية تي. أتش. تشان للصحة العامة في جامعة هارفرد،وأستاذ الطب بكلية الطب في جامعة هارفرد ببوسطن الأمريكية، أنّ "إحدى المشاكل الأساسية المتّصلة بالعصير تتمثّل بالكمية المستهلكة". وشرح أنّ "استهلاك الفاكهة بهذه الطريقة يجعل من السهل جدًا تناول جرعة زائدة". 

وبرأي الخبراء، قد يؤدي وجود الكثير من السكر في الدم مع الوقت إلى مقاومة الأنسولين، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري، وأمراض القلب، والسمنة، وغيرها من الحالات المزمنة.

وقالت الدكتورة تمارا هانون، طبيبة الغدد الصماء لدى الأطفال، وعضو لجنة التغذية لدى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، غير المشاركة في البحث، إنه في حين لم تُظهر استنتاجات الدراسة علاقة سببية مباشرة، بل مجرد ارتباط، إلا أنّ النتائج كانت "صحيحة تمامًا وتتوافق مع ما نعاينه سريريًا".

تناول العصير
Credit: Yulia Naumenko/Moment RF/Getty Images

ونتيجة المخاوف من ارتفاع معدل السمنة لدى الأطفال وتسوس الأسنان، تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء وأوصياء الأمور بتجنّب إعطاء العصير للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، والحد من تناول العصير إلى 4 أونصات يوميًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و3 سنوات و6 أونصات يوميًا كحد أقصى للأطفال بين 4 و6 سنوات.

وقالت هانون، مديرة برنامج مرض السكري لدى الأطفال في مستشفى رايلي للأطفال، وأستاذة علم الوراثة الطبية والجزيئية بكلية الطب التابعة لجامعة إنديانا في إنديانابوليس: "لا يوجد أي سبب صحي لشرب العصير عوض تناول الفاكهة والخضار الكاملة، إلا إذا كان طفلك لا يستطيع تحمل تناول الفاكهة العادية".

أما المراهقون والبالغون فيجب ألا يشربوا أكثر من 8 أونصات يوميًا من العصير الطبيعي، بحسب الإرشادات الغذائية الوطنية، ويجب ألا يُنظر إلى العصير على أنه وسيلة صحية لإرواء العطش.

وقال الدكتور ديفيد كاتز، المتخصّص بالطب الوقائي وطب نمط الحياة، ومؤسس منظمة مبادرة الصحة الحقيقية غير الربحية التي تضم تحالفًا عالميًا من الخبراء المتخصصين بطب نمط الحياة القائم على الأدلة، وغير المشارك في الدراسة، إنّ "التوجيهات العامة تعارض تناول العصير ’الروتيني‘، أي الاعتماد على العصير كبديل للماء لروي العطش، أو استهلاك العصير خصيصًا لتحقيق فوائد صحية". 

وأوضح كاتز لـCNN: "إن (العصير) ليس للاستهلاك اليومي، بل يمكن تناوله في بعض الأحيان. وفي هذا السياق، يعد عصير الفاكهة خيارًا أفضل بكثير من الصودا، لأسباب عديدة".

كيف يؤثر العصير على الجسم؟

بالنسبة للبعض، قد يكون القلق بشأن عصير الفاكهة الطبيعي 100% أمرًا محيرًا، فالفاكهة صحية، أليس كذلك؟ إذن ما الفرق بين الفاكهة وعصيرها؟

أشارت هانون إلى أنّ "الفاكهة والخضار الكاملة تحتوي على العناصر الغذائية التالية: الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، وتحتوي جميعها على الألياف. وتابعت هانون: "هذه هي الطريقة التي يفترض أن تحصل بها أجسامنا على التغذية". ولفتت إلى أنه عندما نزيل هذه العناصر عند العصر نزيل معها الألياف والأجزاء الهيكلية من الطعام، ويقوم جسمنا بهضمها واستقلابها بشكل مختلف عما كان يفترض القيام به".

عصير طبيعي
الحساء الساخن قد يفي أكثر بالغرض.

فتناول تفاحة كاملة، على سبيل المثال، لا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لأن الفركتوز، أي السكر الموجود بشكل طبيعي في الفاكهة وبعض الخضار، يتم إطلاقه ببطء في الدم. لكن شرب عصير التفاح يغمر الدم بالفركتوز.

وأوضحت هانون أنّ "الدم لا يمكن أن يكون سكريا. فهذا أمر خطير على الأعضاء، لذا فإن الجسم لديه الكثير من الآليات للتخلص من السكر بسرعة والحفاظ على نسبة السكر في الدم طبيعية". وتابعت أنه بهذه الطريقة "يستقلب الكبد السكريات، ويحوّل جزءًا كبيرًا من تلك السعرات الحرارية إلى دهون يمكن تخزينها بسهولة وإبعادها عن الدم".

غير أن فاسانتي مالك، مؤلف الدراسة المناظرة، وعالم أبحاث بقسم التغذية بكلية تي. إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، إن هذا ليس الأثر الوحيد.

وشرح مالك: "عندما تستهلك السعرات الحرارية في شكل صلب، يبلي دماغك أفضل في عملية تسجيل تلك السعرات الحرارية وتعديل كمية الطعام التي تتناولها وفقًا لذلك. لكن إذا شربت تلك السعرات الحرارية، فقد لا تشعر بالشبع وتبدأ بتناول الطعام مجددًا". 

أحجام الحصص مهمة

التحليل التلوي، الذي نشر في مجلة JAMA Pediatrics الثلاثاء،  حلّل 42 دراسة: 17 تناولت الأطفال و 25 للبالغين.

وقالت هانون: "الأمر الجيد في التحليل التلوي أنه يأخذ دراسات صغيرة ويجمع كل البيانات معًا بحيث يمكن تحليلها كما لو كانت دراسة واحدة كبيرة".

بالنسبة للأطفال، ارتبطت كل حصة إضافية يوميًا من عصير الفاكهة الطبيعية بنسبة 100٪ بتغيّر مؤشر كتلة الجسم بنسبة 0.03، وفق الدراسة.

وقال مالك إن الدراسة لم تجد بداية أثرا على البالغين بسبب الاختلافات في كيفية قياس السعرات الحرارية. لكن عندما تمت مراجعة مجموعة فرعية فقط من 25 دراسة قامت بضبط السعرات الحرارية، أظهرت النتائج تغيرًا طفيفًا قدره 0.02 في مؤشر كتلة الجسم لدى البالغين.

وفي حين أن التغييرات في مؤشر كتلة الجسم التي وجدتها الدراسة قد تكون ضئيلة بالنسبة لكل شخص، "فعندما تنظر إلى كمية صغيرة على مجمل سكان العالم، فإن ذلك يكون له أثر كبير، لا سيّما أنّ معظم الناس لا يشربون 4 أونصات من العصير يوميًا، وهو ما يعد بحسب هانون: "خدمة قياسية".