دراسة: جرعة واحدة من عقار هلوسة توفر راحة فورية ومستمرة من القلق

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حازت النتائج المُشجِّعة لتجربة سريرية  لعلاج اضطراب القلق العام على صفة علاج اختراقي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بفضل تركيبة لمخدّر الهلوسة المعروف باسم LSD، وفقًا لما أعلنته شركة "Mind Medicine Inc" المطورة للدواء، الخميس.

وقال الأستاذ المساعد للطب النفسي في كلية الطب بجامعة "تافتس" في بوسطن، والمدير الطبي لشركة "MindMed"، الدكتور دانيال كارلين: "التصنيف الخارق هو اعتراف بأنّ الدواء قد أثبت دليلاً على الفعالية السريرية في تلبية الاحتياجات الطبية غير الملباة ومعدلات الإصابة بالمرض والوفيات المرتبطة به".

وسيخضع عقار "MM120" من "MindMed" لعملية موافقة معيارية من إدارة الغذاء والدواء، بما في ذلك تجارب المرحلة الثالثة.

وأكّد كارلين أنّ التصنيف عبارة عن "عرض من الوكالة للمشاركة بصورة أوثق في تطوير الأدوية".

نتائج جديدة على الفعالية خلال 12 أسبوعًا

أدت جرعة واحدة من "MM120" إلى معدل شفاء بنسبة 48% من اضطراب القلق العام خلال 12 أسبوعًا بعد استخدام العقار، بحسب ما ذكرته "MindMed".

وأفادت الشركة أنّ عقار "MM120" أدى أيضًا إلى تحسين العلامات السريرية لاضطراب القلق العام بشكلٍ ملحوظ لدى 65% من المرضى في غضون 3 أشهر، بحسب نتائج تجربة المرحلة 2B المصممة لاختبار مستويات الجرعة.

والقلق هو الاضطراب العقلي الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، مع تأثيره على أكثر من 40 مليون شخص تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق كل عام، وفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية.

وأكد كارلين: "بلغ التحسن السريري للعديد من المرضى أكثر من ضعف ما نراه بمعايير الرعاية الحالية"، مضيفًا: "تَجسَّد هذا على جميع مستويات القلق، من المتوسط ​​إلى الشديد".

وتمزج الرعاية المعيارية لاضطراب القلق العام بين العلاج السلوكي المعرفي، وأدوية مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والبوسبيرون، وكلاهما يتعامل مع مستويات السيروتونين في الدماغ، بالإضافة إلى مهدئات تُدعى البنزوديازيبينات.

وتحتاج جميع هذه الأدوية إلى الوقت لتعمل، على حد قول كارلين، وقد تتطلب تجربة جرعات مختلفة، ما يزيد وقت وكلفة علاج المريض.

تحديد الجرعة المناسبة

اختبرت التجربة متعددة المراكز، والعشوائية، ومزدوجة التعمية جرعات بلغت 25، و50، و100، و200 ميكروجرام، قورِنت بدواء وهمي.

وقال كارلين: "بناءً على النتائج، نحن واثقون جدًا بأنّ 100 ميكروجرام هي الجرعة المناسبة التي يجب إدخالها في دراساتنا بالمرحلة الثالثة، حيث لم نشهد أي تحسن إضافي مع استخدام 200 ميكروجرام، ولكننا شهدنا آثارًا ضارة إضافية".

وقال مدير وِحدة علم الأدوية العصبية والنفسية في قسم علوم الدماغ في "إمبريال كوليدج لندن"، البروفيسور ديفيد نوت، والذي يدرس المنشطات، في رسالة بالبريد الإلكتروني إنّ نتائج الدراسة عبارة عن "بيانات مثيرة للغاية فيما يتعلق بالسكان الذين يصعب علاجهم".

ولم يشارك نوت في البحث.

ورغم أنّ هذا لم يكن الغرض الأساسي للدراسة، إلا أن النتائج أظهرت أنّ عقار "MM120" أدّى أيضًا إلى تحسين علامات الاكتئاب.

عدم استخدام العلاج النفسي

اعتمدت غالبية الأبحاث التي أُجريت على عقار "MDMA" والسيلوسيبين على اعتماد المعالجين المدربين لبناء علاقة ثقة مع المرضى قبل إعطاء الدواء. 

ويتواجد المعالجون أثناء استخدام العقار لمساعدة كل شخص على التأقلم مع التجربة.

ومع ذلك، تم إنجاز الدراسة على عقار "MM120" من دون استخدام العلاج النفسي أثناء الجلسة. وبدلاً من ذلك، جلس المراقبون في الغرفة لضمان سلامة المشاركين، لكنهم أمضوا وقتهم "في قراءة الكتب غالبًا"، على حد قول كارلين.

وقالت الطبيبة النفسية، والأستاذة والعالمة في المركز الصحي بجامعة "ماكجيل" في مونتريال، ورئيسة الأبحاث في علاجات الصحة العقلية، الدكتورة غابرييلا جوبي: "بينما وثّقت الأبحاث السابقة فوائد الجمع بين عقارات الهلوسة والعلاج النفسي لتخفيف القلق المرتبط بالحالات المهددة للحياة، إلا أنّ هذه الدراسة الرائدة هي الأولى التي تُظهر أنّ جرعة واحدة من عقار الهلوسة.. يمكن أن تعالج وبشكلٍ فعال القلق العام من دون الحاجة إلى العلاج النفسي المساعد".

ولم تشارك جوبي في التجربة السريرية.

وأشار كارلين إلى تصنيف غالبية المشاركين للآثار الضارة في الدراسة على أنّها خفيفة إلى متوسطة، مع حدوثها غالبًا خلال يوم الدراسة. 

وشملت تلك الآثار مشاعر النشوة، والأوهام، والهلوسة، والقلق، والتفكير غير الطبيعي، والصداع، والدوخة، والغثيان، والتعرق الزائد، والتقيؤ، والخدر، أو وخز في الجلد، وتوسع حدقة العين.