روبوتات تشبه الأسماك "تسبح" في الممرات المائية بالشرق الأوسط..ما دورها؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتعرّض المحيطات، والبحيرات، والأنهار حول العالم لضغوط متزايدة بسبب تغير المناخ، والطلب المتزايد، والتوسع الحضري، والتلوث، ما يهدد قدرتها في الاستمرار على الحياة.

ورأى المؤسس المشارك لشركة "Aquaai" التكنولوجية، سيمون بيتركوسكي،  أنّه من دون توفّر بيانات أفضل لفهم صحة الممرات المائية التي تعاني من ضغوط متزايدة، سيكون الكفاح من أجل إنقاذ هذه الموارد الثمينة غير فعال.

 وأوضح بيتركوسكي قائلاً: "يعاني كل مجرى مائي تقريبًا من التلوث إلى درجة أنّ النظام البيئي لم يعد قادرًا على إعادة التوازن مرة أخرى".

وتهدف شركة "Aquaai" إلى سد هذه الفجوة المعلوماتية باستخدام روبوتات تشبه الأسماك تقوم بجمع البيانات من البيئات تحت الماء.

وتعمل هذه الأجهزة بالبطاريات، وهي مصممة لتبدو وتسبح مثل الأسماك، بجسم وذيل يتحركان من جانب إلى آخر أثناء التجول في الماء. 

قد تجتاح روبوتات تشبه الأسماك الممرات المائية في الشرق الأوسط
صُمم الروبوت الخاص بشركة "Aquaai" على شكل سمكة. Credit: Aquaai

وبفضل جلدها المصنوع من مادة "نيوبرين" البرتقالية، والبيضاء، والسوداء، فإنّها تشبه نجمة سمكة المهرج بفيلم "Finding Nemo" الشهير منذ عام 2003.

ويبلغ طول الجهاز المعياري 1.3 متر تقريبًا، ويزن 30 كيلوجرامًا، ويمكن تجهيزه بكاميرات وأجهزة استشعار لقياس مستويات الأكسجين، والملوحة، ودرجة الحموضة.

وكان بيتركوسكي، الذي يتمتع بخلفية في مجال تقنيات التحريك (animatronics) لأفلام الرعب، متحمسًا لبناء الروبوتات بعد أن تعلّمت ابنته البالغة من العمر 8 أعوام عن أزمة المحيطات، وطلبت منه المساعدة في حماية البحار.

وقال إنّه من المهم أن تتمكن الأجهزة من الاندماج في الموائل الطبيعية، والسباحة بين الكائنات الأخرى من دون إزعاجها، والمناورة حول العوائق بسلاسة.

واستخدمت الشركة تقنيتها في كاليفورنيا، حيث تأسست، والنرويج، حيث لديها شركة فرعية.

قد تجتاح روبوتات تشبه الأسماك الممرات المائية في الشرق الأوسط
صورة للروبوت أثناء السباحة في الماء. Credit: Aquaai

وتم تشغيلها في المياه العذبة والمالحة، وبالقرب من السدود، والموانئ، ومزارع الأسماك للتحقق من أشياء مثل جودة المياه، وصحة الأسماك.

وتستخدم العديد من مزارع الأسماك أجهزة استشعار ثابتة لمراقبة جودة المياه، لكن ترى الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة في الشركة، ليان طومسون، أنّ ذلك قد يكون غير فعال في الحظائر العملاقة، إذ قد تتجمع الأسماك بعيدًا عن أجهزة الاستشعار.

وبدلاً من ذلك، تسبح روبوتات "Aquaai" بجانب الأسماك، وتجمع البيانات أينما ذهبت.

وقد يكون لهذه التكنولوجيا دورًا فعالاً في الشرق الأوسط أيضًا، وهي منطقة تعاني من شح المياه.

وتحتضن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 1% فقط من موارد المياه العذبة في العالم، وتستنزف العديد من البلدان المياه من الخزانات الجوفية إلى حدٍ كبير لري الأراضي الزراعية.

وانتقل كلا من طومسون وبيتيركوسكي، وهما متزوجان، إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم قبول "Aquaai" في برنامج "لبناء الشركات" بمنظومة تكنولوجية تُدعى "Hub71" في أبوظبي.

قد تجتاح روبوتات تشبه الأسماك الممرات المائية في الشرق الأوسط
الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لـ "Aquaai"، ليان طومسون. Credit: Aquaai

وأشارت طومسون إلى إمكانية استخدام تقنية الشركة في المنطقة لإدارة المياه، ومن أجل عمليات تربية الأحياء المائية المستدامة، والكشف عن معدات الصيد المهجورة، ومراقبة صحة الشعاب المرجانية. 

وتعمل "Aquaai" حاليًا على تحديث الروبوتات، كما أنّها تجري مناقشات مع مختلف الوكالات الحكومية بشأن تجارب لتشغيل الإصدار الأحدث.

وأفادت طومسون أنّه في جميع أنحاء العالم، تتم مراقبة موارد المياه بصورة يدوية عادةً، وهي عملية بطيئة، وتتطلب عمالة مكثّفة، وقد لا توفر سوى بيانات متفرقة.

وتعتقد أنّ هناك حاجة ماسة إلى تحسين التشغيل الآلي.

قد تجتاح روبوتات تشبه الأسماك الممرات المائية في الشرق الأوسط
المؤسس المشارك لـ "Aquaai"، سيمون بيتركوسكي. Credit: Aquaai

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أكّد مؤسس منصة الأمن المائي "Our Future Water"، روبرت بريرز، ضرورة لعب التشغيل الآلي "دورًا حاسمًا في مستقبل إدارة المياه من خلال تعزيز الكفاءة، وتقليل النفايات، وتحسين جمع البيانات من أجل اتخاذ قرارات أفضل".

وقال بريرز، وهو ليس جزءًا من شركة "Aquaai"، إنّ روبوتات الشركة طريقة غير اجتياحية، وفعالة من حيث التكلفة لجمع البيانات في الوقت الفعلي.

ومع ذلك، لا يزال على "Aquaai" اجتياز بعض العقبات قبل أن تجوب الروبوتات التي اخترعتها الممرات المائية حول العالم.

وجمعت الشركة حوالي 1.6 مليون دولار من التمويل، ولكنها كانت تعتمد في الغالب على عدد قليل من شركات رأس المال الاستثمارية، ومستثمر ملاك، ومكاتب عائلية، ومستثمر مؤسسي استراتيجي، والتجارب مدفوعة الأجر. 

وأكّدت طومسون: "نحن بحاجة إلى رأس المال للتسويق. ولكن هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص المستعدين لتقديم الدعم الفعلي لأولئك الذين يبتكرون تقنيات رائدة في الممرات المائية".

وفي عام 2023، حصلت تكنولوجيا المياه على أقل من 3% من التمويلات المخصصة لتكنولوجيا المناخ البالغة 48 مليار دولار، وفقًا لقاعدة بيانات "Dealroom" للأعمال.

وتأمل "Aquaai" أن يتبع ذلك المزيد من التمويل.

وقال بيتركوسكي: "يجب على المستثمرين أن يستيقظوا تمامًا"، مضيفًا: "الأمر يتعلق حقًا بمحاولة أخيرة لإنقاذ الشيء الذي يُبقي البشرية على قيد الحياة".