دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف بحث جديد نُشر في مجلة Science عن أن إنجاب طفل أكثر تكلفة بكثير ممّا كان يُعتقد عادة.
وقال الدكتور داستن مارشال، أستاذ علم الأحياء التطوري بجامعة موناش في ملبورن، بأستراليا، وأحد مؤلفي الدراسة، أنه خلال فترة الحمل، يتطلّب إنجاب وحمل طفل صغير 49.753 سعرة حرارية، أي ما يعادل 199 قطعة حلوى سنيكرز.
قال مؤلف الدراسة الرئيسي د. صامويل جينثر، باحث ما بعد الدكتوراه بالعلوم البيولوجية في جامعة موناش إنه "رغم أن غالبية النساء يستشعرن ربما، أو يختبرن بالفعل متطلبات الطاقة العالية المتأتية من حمل طفل، فإن عملنا يخصص قيمًا صريحة لهذه التكاليف عبر مجموعة واسعة من الأنواع، بدءًا بالحشرات، والسحالي، وصولًا إلى البشر".
وأشار إلى أنّ "إجمالي الطاقة اللازمة للتكاثر أكبر بكثير ممّا كنّا نعتقده سابقًا"، مضيفًا أن الجزء الأكبر من الطاقة الإضافية التي تحتاجها المرأة الحامل يذهب نحو تطوير وحمل الجنين.
في حديثه مع CNN، أوضح مارشال أنّ "غالبية الطاقة التي تضعها الثدييات في التكاثر تنفد كحرارة استقلابية، وينتهي الأمر بنسبة 10٪ فقط لدى الطفل الفعلي. عندما يتم أخذ كلّ من الرضاعة والتمثيل الغذائي في الاعتبار، فإن الطفل نفسه يمثل أقل من 1/20 من إجمالي الاستثمار الإنجابي".
لفتت الدكتورة إيف فاينبرغ، الأستاذة المساعدة في أمراض النساء والتوليد بكلية فاينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، غير المشاركة في الدراسة، إن البحث يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تصوّرات احتياجات الحمل.
وقالت: "أعتقد أن هذه الدراسة رائدة. يمكن لأي امرأة حامل عاملة أن تخبرك عن المستوى الهائل من الإرهاق خلال الحمل.. وكيف يستهلك ذلك حياتك".
أوضح مارشال أن الاحتياجات من السعرات الحرارية الإضافية لم تكن متساوية طوال فترة الحمل، إذ تحتاج المرأة إلى كميات أقل في وقت مبكر من الحمل، وأكثر بكثير مع مرور الوقت.
أكدّت اختصاصية التغذية ناتالي موكاري من شارلوت بولاية نورث كارولينا الأمريكية، أنه بمجرد وصولك إلى الثلث الثاني من الحمل، تحتاج المرأة إلى حوالي 350 سعرة حرارية إضافية يوميا، بينما تحتاج إلى 450 سعرة حرارية إضافية يوميا في الثلث الثالث من الحمل.
وأضافت موكاري أنه إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية بعد الولادة، فستحتاجين إلى إضافة ما بين 450 و500 سعرة حرارية لنظامك الغذائي قبل الحمل.
ما هو الطعام الذي يجب على المرأة الحامل تناوله؟
أوصت موكاري بمحاولة تناول الطعام كل ثلاث إلى أربع ساعات، أو إضافة وجبات خفيفة صغيرة كل ساعتين طوال اليوم إذا كان ذلك يعمل بشكل أفضل مع أعراض الحمل.
وأضافت موكاري: "ليس من الضروري تحديد ثلاث وجبات عادية مع بعض الوجبات الخفيفة بينها، لأنه في بعض الأحيان لا تستطيعين التعامل مع ذلك أثناء الحمل إذا كنتِ تعانين من الغثيان أو أي أمر مماثل".
وشدّدت موكاري على أهمية الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، والبروتين، والدهون الصحية، لأن "تلك الدهون عالية الجودة ستعمل على تعزيز صحة الدماغ الجيدة للطفل".
ما الذي يشكل الدهون الصحية؟ قالت موكاري إن "الأسماك الدهنية مثل السلمون، وزيت الزيتون، والأفوكادو، وزيت الأفوكادو، وزبدة الفول السوداني، وزبدة اللوز كلها أمثلة رائعة".
وأضافت أن الحليب ومنتجات الألبان يمكن أن توفر هذه الدهون إلى جانب الفيتامينات الأخرى، ويمكن أن يكون البيض مصدرًا جيدًا لكل من البروتين والدهون.
خذ قسطًا من النوم
قالت فاينبرغ إن هذه الدراسة تشير أيضًا إلى أن النوم ربما يكون مهمًا لا سيما أثناء الحمل.
ولفتت إلى أنه "في حال شعرت بالتعب، اذهبي إلى النوم، وافهمي حقًا أنك لست ضعيفة، وأنك مرهقة أثناء الحمل".
وأوضحت نه لسوء الحظ، يمكن أن تكون هناك وصمة عار حول النساء الحوامل اللواتي لديهن احتياجات نوم أعلى، لكن نتائج الدراسة يجب أن تتعارض مع ذلك.
وأشارت فاينبرغ: "تعطي هذه البيانات بالفعل بعض الأرقام القوية التي تشير إلى أن الإرهاق الذي تشعر به النساء حقيقي للغاية، وربما تحتاج هؤلاء إلى مزيد من الاهتمام".