دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمكن إجراء اختبار دم جديد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (صفر إلى 13 أسبوعًا)، للمساعدة على تقييم خطر الإصابة بتسمم الحمل، أحد مضاعفات الحمل المهددة للحياة.
أعلنت شركة "Labcorp"، الأربعاء، أن هذا الاختبار هو الأول والوحيد من نوعه المتوفر في الولايات المتحدة، الذي يمكن استخدامه بين الأسبوعين 11 و14 من الحمل لتحديد خطر الإصابة بتسمّم الحمل قبل الأسبوع 34 من الحمل.
وبحسب ما ذكرته الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG)، لن يغيّر هذا الاختبار الجديد التوجيهات السريرية بشأن تسمم الحمل. ويسأل بعض الأطباء حول الطريقة التي سيساعد فيها هذا الأمر.
رأى الدكتور كريستوفر زان، الرئيس التنفيذي المؤقت لـACOG ورئيس قسم الممارسة السريرية والمساواة والجودة الصحية في بيان، أنه "من غير الواضح حاليًا مدى فائدة اختبار LabCorp في التنبؤ بدقة بمخاطر الإصابة بتسمم الحمل، وما إذا كان مناسبًا لجميع المرضى الحوامل".
وأضاف: "قبل أن يتم استخدام اختبار الفحص بنجاح، يجب أن يكون هناك تدخل قائم على الأدلة إما لمنع المرض أو التقليل من أثره. ليس لدينا حاليًا أي بيانات حول كيفية تقليل خطر إصابة المريضة الحامل بتسمم الحمل من خلال فحص الدم في وقت مبكر من الحمل مقارنة بالعوامل السريرية".
ما هو تسمّم الحمل (Preeclampsia).. وهل من علاج له.. وما العوامل المساهمة؟
تسمم الحمل هو أحد مضاعفات الحمل، أعراضه:
- ارتفاع ضغط الدم،
- ارتفاع مستويات البروتين في البول،
- علامات أخرى لتلف الأعضاء.
تتطور الحالة عادةً بعد 20 أسبوعًا من الحمل، أي في الثلث الثاني من الحمل، وإذا تُركت من دون علاج، فقد تُصبح خطيرة أو مميتة لكل من الأم والطفل.
ما من علاج لتسمّم الحمل خارج نطاق ولادة الأم للطفل، لكن يمكن علاج بعض الحالات الشديدة بأدوية مثل الأدوية الخافضة للضغط.
أمّا العوامل التي قد تُعرّض المرأة الحامل لخطر الإصابة بتسمم الحمل، فتشمل:
- أكبر من 35 عامًا؛
- الحمل لأول مرة؛
- المعاناة من السمنة المفرطة،
- وجود تاريخ عائلي من تسمم الحمل،
- الإصابة بمرض السكري،
- ارتفاع ضغط الدم،
- أمراض الكلى،
- أمراض المناعة الذاتية،
- الحمل بتوأمين أو ثلاثة توائم،
- الخضوع للتخصيب في المختبر.
ما أهمية الفحص الجديد؟
وفقًا لما ذكرته شركة "Labcorp"، يكشف اختبار الفحص الجديد، عن ما يلي:
- تقييم خطر إصابة أي مريضة بتسمم الحمل بحلول الأسبوع 34 من الحمل (الفصل الثالث من الحمل)،
- تقييم شامل للمخاطر بحساسية تصل إلى 90% وخصوصية 90%. تشير الحساسية إلى قدرة الاختبار على التحديد الدقيق لحالات الحمل المعرضة لخطر كبير، وتشير الخصوصية إلى القدرة على التحديد الدقيق لحالات الحمل غير المعرضة لخطر كبير.
يمكن للأطباء إطلاع المرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض على هذا الخيار، وطلب الاختبار، والحصول على النتائج في غضون أيام قليلة.
وقال الدكتور بريان كافيني، كبير المسؤولين الطبيين والعلميين في شركة "لابكورب" إن "هذه أداة أخرى تُضاف إلى أدوات الأطباء في الولايات المتحدة وخارجها للمساعدة في تحقيق نتائج أفضل للأمهات"، ذلك أن معدّل الإصابة بتسمم الحمل في أمريكا يوازي 1 من كل 25 حالة حمل تقريبًا، وهو أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأمهات.
أمل.. وسط خيارات محدودة
قبل إطلاق الاختبار الجديد، لم يكن بإمكان المرضى من النساء المعرضات للخطر فحص مخاطر الإصابة بتسمم الحمل إلا في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، إذا ظهرت عليهن الأعراض ودخلن المستشفى.
وقال كافيني إن اختبار الأشهر الثلاثة الأولى الجديد ليس اختبارًا تشخيصيًا، إنما أداة لتقييم المخاطر لتحديد ما إذا كانت المراة أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل أثناء الحمل الحالي، مضيفًا أن نتائج الفحص يمكن أن تؤدي إلى "مجموعة كاملة من التغييرات الطفيفة في رعاية ما قبل الولادة، بناء على نتائج أداة التنبؤ بالمخاطر هذه في وقت مبكر".
قد تتضمن هذه التغييرات إجراء المزيد من زيارات الطبيب لمراقبة حملك، وفحص ضغط الدم في المنزل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، والحرص على عدم إرهاق نفسك أثناء ممارسة الرياضة أو في العمل، أو تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، إذا أوصى طبيبك بذلك وقائيا.
وأوضح كافيني أن "ما لا يقل عن نصف حالات تسمم الحمل أو أكثر يمكن الوقاية منها في حال تمّ تحديدها بوقت مبكر من الحمل، فمن المرجح أن تكون المرأة قادرة على القيام بأمور تؤدي إلى حمل أكثر صحة، وولادة أفضل".
واختبار الفحص الجديد هو اختبار تم تطويره مختبريا (LDT)، لذلك لا يتطلب استخدامه، موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقال كافيني إن شركة "Labcorp" تجري محادثات مع خطط التأمين الصحي لضمان إمكانية تغطية الاختبار، مضيفًا أن سعر الفحص يبلغ حوالي 240 دولارًا.
كيف يعمل الاختبار على تقييم المخاطر؟
يعمل اختبار الفحص الجديد عبر تحديد وقياس أربعة مؤشرات حيوية مرتبطة بمخاطر تسمم الحمل.
وفقًا لشركة "Labcorp"، فإن تلك المؤشرات الحيوية هي:
- عامل نمو المشيمة أو هرمون PIGF في الدم،
- بروتين البلازما المرتبط بالحمل-A أو PAPP-A في الدم،
- قياس ضغط الدم لمتوسط الضغط الشرياني في الشرايين،
- مؤشر نبض الشريان الرحمي للمريضة أو UtAPI، الذي يتم قياسه أثناء الموجات فوق الصوتية.
جدل بين الأطباء
لا يقول جميع الأطباء أنهم سيوصون بإجراء اختبار الفحص الجديد لمرضاهم.
قال الدكتور كريستيان بيتكر، رئيس قسم التوليد في مستشفى ييل-نيو هافن، والأستاذ بكلية الطب في جامعة ييل لـCNN، إنه "لم يتم إثبات فائدة الاختبار في إدارة المرضى بعد، وليس من الواضح أنه يساعد أكثر مما يمكن أن يضر"، وأضاف: "ليس واضحًا بالنسبة لي إذا كان استخدام هذا الاختبار أفضل من المعايير الحالية لرعاية ما قبل الولادة أو أنه مناسب لجميع النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى".
وتابع: "ربما تكون المجموعة الأكثر قابلية للتطبيق هي المرضى من النساء اللواتي عانين من تسمم الحمل في حمل سابق، رغم أن هؤلاء النساء لديهن بالفعل مخاطر عالية، وغالباً ما تتم متابعتهن بشكل مختلف أثناء حملهن".
وأضاف: "في حين أن الاختبار جيد إلى حد ما في التنبؤ بالنساء اللواتي قد يُصبن بتسمم الحمل، فليس واضحًا عدد المرضى الذين قيل لهن إنهن سيُصبن بتسمم الحمل، ولم يُصبن به. لن أقلل من قيمة عدد المرضى من النساء اللواتي تأثرن بنتيجة إيجابية كاذبة"
وافق زان من "ACOG" على أن التقييمات الخاطئة تترافق مع مخاطر، إذ أكدّ: "مع أي أداة فحص جديدة، من المهم دومًا التأكد من أن الفوائد تفوق المخاطر".