فوائد الحمية المتوسطية تعزز صحة القلب لدى الأطفال

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ترتبط حمية البحر الأبيض المتوسط ​​بالعديد من الفوائد الصحية لدى البالغين. وتناولت دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Network فوائدها التي تطال صحة قلب الأطفال أيضَا.

خلص تحليل شمل 9 دراسات سابقة ضمت 577 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا، إلى أن اعتماد نظام حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائي لمدة ثمانية أسابيع بالحد الأدنى، ارتبط بشكل كبير بانخفاض ضغط الدم والكوليسترول الكلي. 

رأى الباحثون أنّ البحث يدعم أيضًا دمج العادات الغذائية الصحية في وقت مبكر من الحياة، لأنه قد يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والاضطرابات الأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، التي غالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة. 

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور خوسيه فرانسيسكو لوبيز جيل، أحد كبار الباحثين في "One Health Research Group" بجامعة الأمريكتين في كيتو، بالإكوادور، لـCNN إن "العادات الغذائية المبكرة تؤثر بشكل كبير على النتائج الصحية على المدى الطويل". 

ولفت إلى أنّ "الخلاصة الرئيسية للآباء والأمهات تتمثّل بأهمية تعزيز نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة، والدهون الصحية، لتحسين صحة أطفالهم، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة". 

ووجد ستيوارت بيرغر، رئيس قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفى "آن وروبرت إتش. لوري للأطفال" بمدينة شيكاغو الأمريكية، غير المشارك في الدراسة، أنّ هذه النتائج لم تكن مفاجئة، ذلك أن فوائد الحمية المتوسطية على صحة القلب والأوعية الدموية لدى البالغين معروفة، بأنها توفر مزيدًا من التركيز على أهمية اتباع نظام غذائي، يتكون من الأطعمة غير المصنعة، مثل الفاكهة، والخضار، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك في جميع مراحل الحياة. 

إليكم كيف يمكن للأهل والأوصياء مساعدة أطفالهم على الاستفادة من خطة الغذاء المتوسطي، بحسب الخبراء: 

هل على الأطفال اتّباع الحمية المتوسطية؟

يتضمن قِوام النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​تناوُلْ طعام يتضمّن الطبخ النباتي، مع التركيز على الدهون الصحية. وتساهم الفاكهة والخضار، والفاصولياء، والبذور، والمكسّرات، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك في الخطة الغذائية.

وأشارت الدكتورة ناتالي موث، المتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، غير المشاركة في البحث، إلى أنه لا يحتاج كل طفل لاتباع نظام غذائي متوسطي، ولكن من المهم زيادة "الأطعمة الطبيعية" في نظام الأطفال الغذائي، وتقليل الأطعمة عالية المعالجة التي تحتوي على السكريات والصوديوم المضاف.

وأضافت موث، وهي طبيبة أطفال وأخصائية تغذية مسجلة في عيادة ويل لدى المجموعة الطبية لرعاية الأطفال الأولية في مدينة سان دييغو الأمريكية:"نحن نعلم أنّ السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة تشكّل حوالي 70٪ من الاستهلاك النموذجي للمراهق".  

وتابعت أن "أي تغيير يمكن أن يقلّل من تناول رقائق البطاطس على سبيل المثال، والكعك، والمشروبات الغازية، عبر زيادة تناول الفاكهة والخضار يُعد فوزًا كبيرًا".

وأضافت موث أنه من المهم الأخذ بالاعتبار دومًا تفضيلات الطفل، ودمج التقاليد الثقافية في أي توجيهات حول الخيارات الغذائية. 

وقال بيرغر، وهو أيضَا أستاذ طب الأطفال بكلية فاينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، إنه بالنسبة لمن يتطلعون إلى اعتماد خطة نظام حمية البحر الأبيض المتوسطي، فإن اتّباع الخطط الغذائية المناسبة للعمر والتمارين الرياضية التي أوصى بها طبيب الأطفال، تُعتبر أمرًا أساسيًا أيضًا.

من جهة أخرى، رأت الدكتورة تمارا هانون، مديرة برنامج مرض السكري السريري لدى الأطفال بمستشفى رايلي للأطفال في جامعة إنديانا للصحة بمدينة إنديانابوليس الأمريكية، أن تناول الوجبة معًا كعائلة تُعتبر مكونًا أساسيًا للتواصل في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أيضًا. 

وأضافت أستاذة طب الأطفال بكلية الطب في جامعة إنديانا، غير المشاركة في الدراسة في حديث لها مع CNN: "يحتاج الأهل إلى أن يكونوا قدوة عبر اتباع نمط تناول الطعام هذا، وتقديم وجبات منظّمة، وأخرى خفيفة (مجدولة)، وممارسة الرياضة يوميًا". 

كما نصحت هانون الأهل والأوصياء بالحد من تناول أطفالهم للوجبات الخفيفة بين وجبات الطعام، والتخلص من المشروبات السكرية، والعصائر لتحسين مستوى السكر في الدم، وإدارة الوزن.

الأبحاث المستقبلية حول تحسين صحة قلب الأطفال

وجد مؤلفو التقرير الجديد الذي نظر في نتائج الأطفال الذين اعتمدوا الخطة الغذائية من ثمانية إلى 40 أسبوعًا، تباينًا بنتائج الدراسات السابقة التي تم تحليلها. وردّوا الأمر إلى عوامل النظام الغذائي المختلفة، والنشاط البدني في كل دراسة. 

لكن رغم الاختلافات، يعمل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​باستمرار على تحسين مستويات ضغط الدم ومستويات الدهون، ما قد يُقلّل من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة، مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والسكري.

وخلص لوبيز جيل إلى أن الباحثين تفاجأوا بعدم عثورهم على دليل لأي تأثيرات على مستويات الغلوكوز والإنسولين. 

وأوضح أنّ تأثير النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ​​على هذه العوامل الصحية قد يكون أقل بروزًا، أو قد يتطلب إطارًا زمنيًا أطول، وأبحاثًا إضافية تشمل الأطفال تحديدًا.