دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتزايد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة، و"كوفيد-19"، والإنفلونزا الموسمية، في عز موسم الفيروسات الشتوي، بغالبية أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
وقد سجلت الزيارات إلى قسم الطوارئ لحالات الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، ارتفاعًا كبيرًا. في حين أن حالات "كوفيد-19" ما زالت منخفضة، إلا أنها آخذة في التزايد، حيث كشف اختبار مياه الصرف الصحي عن مستويات عالية من فيروس كورونا.
كيف يمكنك معرفة أي مرض معدي تعاني منه؟ وهل يعتمد ذلك على المرض، أو الأعراض، أو خصائص الشخص المريض؟ وكيف يمكن للأشخاص معرفة ما يجب عليهم فعله: الذهاب إلى مقدم الرعاية الأولية، أو الرعاية العاجلة، أو قسم الطوارئ في المستشفى؟
ترتفع حالات الإصابة بنوروفيروس الذي يسبّب اضطرابًا في الجهاز الهضمي. وهناك العديد من الأمراض المعدية الأخرى التي تنتشر أيضًا، من بينها الفيروسات التي تسبّب نزلات البرد، والبكتيريا التي تسبب التهاب الحلق.
للإجابة على هذه الأسئلة، تحدثت CNN مع خبيرة الصحة لديها، الدكتورة ليانا وين، طبيبة الطوارئ والأستاذة المساعدة السريرية في جامعة جورج واشنطن. وكانت قد عملت سابقًا كمفوضة الصحة في بالتيمور.
CNN: متى يقرّر المرضى حاجتهم إلى إجراء اختبار لمعرفة المرض الذي يعانون منه؟
الدكتورة لينا وين: ستعتمد أفعالك على العامل الممرض المعني، وعمر الشخص، والحالات الطبية الأساسية، ونوع الأعراض.
لنبدأ بأمراض الجهاز التنفسي. لا يحتاج غالبية الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من أعراض خفيفة مثل سيلان الأنف، والاحتقان، والتعب إلى طلب الرعاية الطبية. هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، وتُعتبر سببُا لهذه الأعراض.
حتى لو كان هؤلاء الأفراد الأصحاء الذين يعانون من أعراض خفيفة لديهم إصابة بـ"كوفيد-19" أو الإنفلونزا، فيحتمل ألا يكون لديهم الأهلية للحصول على العلاج المضاد للفيروسات. يمكنهم اختيار إجراء اختبارات منزلية لكورونا أو الإنفلونزا، أو كليهما إذا كانوا يرغبون بمعرفة ما إذا كان لديهم إصابة بهذين الفيروسين.
لكن هذه المعرفة لن تغير إدارتهم السريرية حقًا. ستتمثل التوصية بعلاج الأعراض، أي الراحة، وتناول الكثير من السوائل والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين لتخفيف أعراض الحرارة وآلام الجسم.
لكن الاختبار يبقى مهمًا بالنسبة لبعض الأشخاص من كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية مزمنة، وهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل "كوفيد-19" والإنفلونزا. ويجب على هؤلاء الخضوع للاختبار ما أن تبدأ الأعراض حتى يتمكّنوا من بدء العلاج الفوري المضاد للفيروسات. كما تُعتبر النساء الحوامل معرضات بشكل خاص لمضاعفات الإنفلونزا.
تلعب شدة المرض أيضًا دورًا لسببين. في حالة الإنفلونزا، يوصى بالعلاج المضاد للفيروسات للأشخاص الذين يعانون من مرض شديد، حتى لو لم يكن لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض شديد. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان شخص ما مريضًا جدًا، فمن الممكن أن يكون مصابًا بمرض آخر. ولعل ما يعاني منه ليس نزلة برد بسيطة، بل التهاب رئوي بكتيري يتطلب مضادات حيوية.
يحتاج الشخص الذي يعاني من سعال متفاقم وحرارة شديدة ومستمرة، وأعراض أخرى مثيرة للقلق مثل ألم في الصدر والبطن، وصعوبة في التقاط أنفاسه إلى طلب الرعاية الطبية لعلاج هذه الأعراض والبحث عن السبب الكامن خلفها. إذا لم تتحسن الأعراض بعد خمسة إلى سبعة أيام، فيستحسن الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
CNN: ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من أعراض أخرى، مثل اضطراب المعدة؟ هل يحتاجون إلى اختبار؟
الدكتورة لينا وين: يعاني غالبية الأشخاص الذين لديهم حالات مثل الإسهال، والقيء، وتشنجات المعدة من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي الناجم عن فيروس النوروفيروس شديد العدوى. يأتي هذا المرض فجأة وهو غير مريح بشكل كبير، لكن تتعافى الغالبية العظمى من هؤلاء تمامًا في غضون أيام قليلة. لا يوجد علاج محدد للمرض، ولا يوصى عمومًا بإجراء اختبار لتأكيد التشخيص.
هناك استثناءات. إذا كان لدى شخص ما أعراض مستمرة للإسهال والقيء، أو إذا أصيب بالحرارة، أو إذا كان يعاني من آلام شديدة في البطن، فإن القلق هو أن ما يعاني منه ليس نوروفيروس العادي. ربما يعاني هؤلاء من عدوى بكتيرية، ويحتاجون إلى المضادات الحيوية. ويجب عليهم استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى تقييم واختبار إضافي.
تعتبر شدة المرض، خصوصًا لدى الأفراد الضعفاء، بمثابة علامة حمراء أخرى. يحتاج الأطفال الرضع وغيرهم من الأطفال الصغار، وكذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة في الكلى والقلب، إلى زيارة الطبيب عاجلاً وليس آجلاً للتأكد من محافظتهم على رطوبة الجسم.
CNN: ما هي الأعراض الأخرى التي يجب على الأشخاص الانتباه إليها عندما يتعلق الأمر بما إذا كانوا بحاجة إلى الاختبار؟
الدكتورة لينا وين: إذا كان طفلك يعاني من التهاب الحلق والحرارة، فاطلب الرعاية الطبية لمعرفة ما إذا كان مصابًا بالتهاب الحلق العقدي. سيحتاج الأشخاص إلى المضادات الحيوية لمنع المضاعفات التي تأتي مع المجموعة أ من البكتيريا العقدية التي تسبب التهاب الحلق. والعديد من حالات التهاب الحلق سببها فيروسات، ولا تحتاج إلى علاج محدد، لذلك من المهم التمييز بين الأسباب الفيروسية والبكتيرية لالتهاب الحلق. يمكن للأطباء أيضًا في بعض الأحيان التمييز بينهما بناءً على الأعراض، رغم إجراء اختبار البكتيريا في بعض الأحيان.
CNN: كيف يجب أن يفكر الناس عندما يذهبون إلى أي مكان – مقدم الرعاية الأولية، والرعاية العاجلة، وقسم الطوارئ؟
الدكتورة لينا وين: أود أن أفكر في ثلاثة عوامل هنا.
أولاً، إذا كان لديك مقدم رعاية أولية، فما هي إمكانية الوصول إليه؟ يمكن لبعض الأشخاص الوصول إلى طبيبهم أو طبيب آخر في الممارسة ذاتها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وهذا أمر رائع، وفي غالبية الظروف، من المفيد الاتصال بهذا الشخص لطلب مشورته بشأن الخطوات التالية. ربما يمكنهم حتى تحديد موعد في اليوم ذاته شخصيًا أو افتراضيًا. عندما يكون ذلك ممكنًا، فمن الأفضل دائمًا رؤية مقدم الخدمة الذي يعرفك، ويعرف تاريخك الطبي.
ثانيا، ما مدى خطورة المرض؟ إذا كان شخص ما يعاني من أعراض مقلقة للغاية، مثل ألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو تنميل أو ضعف في الذراع أو الساق، فيجب عليه الذهاب إلى قسم الطوارئ على الفور. من ناحية أخرى، يمكن لأي شخص لا يشعر بصحة جيدة، ولكن أعراضه مستمرة لبعض الوقت أن يتصل بمكتب الرعاية الأولية الخاص به لمعرفة الخطوات التالية. إذا لم يتمكنوا من الوصول بسهولة إلى مقدم الخدمة ولا يريدون الانتظار، فيمكنهم الذهاب إلى منشأة رعاية عاجلة.
ثالثًا، هل أنت ضمن مجموعة من الأفراد الذين يعتبرون عرضة للخطر بشكل خاص؟ يواجه الأطفال، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة مخاطر إضافية للإصابة بأمراض خطيرة. يجب أن يكون لدى المرضى وعائلاتهم خطة. على سبيل المثال، يجب أن تعرف النساء الحوامل ما إذا كان عليهن إجراء مكالمة مع طبيب التوليد، والمكان الذي يمكنهن فيه الحصول على الرعاية.
يجب على آباء الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار أيضًا معرفة كيفية الوصول إلى طبيب الأطفال الخاص بهم. في حالة الطوارئ،
CNN: ما هي بعض التدابير الوقائية التي يمكن للناس اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المعدية ونقلها؟
الدكتورة لينا وين: ليس من السهل تجنب العدوى خلال موسم الفيروسات في فصل الشتاء، لكن يمكن للناس اتخاذ التدابير التالية، مثل غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون، وإذا لم يتوفر الماء والصابون، يجب على هؤلاء استخدام معقم اليدين.
أما الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة، فيجب أن يفكروا في الحد من تفاعلاتهم مع الآخرين،وارتداء قناع عالي الجودة في الأماكن المغلقة المزدحمة، والابتعاد عن الأشخاص المرضى.