دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- المملكة العربية السعودية، والمسيح، و"بوكيمون." قد لا يكون هناك أي رابطٌ يجمع بين هذه الأمور الثلاثة. لكن في الفلبين، ليس من الغريب أبداً وجود هذه الأمور مجتمعة لتزيين مركبة الـ"جيبني،" التي تعتبر إحدى وسائل المواصلات العامة في الفلبين.
وتعتبر هذه المركبات الشهيرة بزينتها المميزة إحدى الرموز الشعبية التي اقترنت بالفلبين، حتى ولو على صعيد غير رسمي.
والـ"جيبني" هي مركبة رباعية الدفع معدّلة بشكل خاص وتستخدم في المواصلات العامة. ومع مرور السنوات أصبحت جزءاً أساسياً من نسيج الثقافة الفلبينية. لكن، وسط تعالي الأصوات المنادية بتحديث نظام المواصلات في البلاد، فإن الـ"جيبني" على وشك الخضوع لتحوّل كبير.
قد يهمك أيضاً: ما سبب وجود هذه المحطة في هذا المكان المهجور تماماً؟
وتطالب إدارة الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بسحب مركبات الـ"جيبني" المخالفة للقوانين في بداية العام 2018، والتي تشمل المركبات التي دخلت في الخدمة منذ أكثر من 15 عاماً.
وتشمل القوانين الجديدة معايير تتعلق بحجم المركبة وجودة محركها، ما قد يهدد بسحب آلاف المركبات من الشوارع، وجعل آلاف السائقين بدون مصدر رزق.
وإلى جانب كل هذا، قد يعني سحب تلك المركبات نهاية عصر إحدى أيقونات التصميم الفلبينية.
لكن، رحّب كثيرون بهذا الخبر، إذ رغم قدرة الـ"جيبني" على الوصول لأماكن يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل مواصلات أخرى، وأشكالها المزينة التي تجذب الرؤية، إلا أن تلك المركبات تساهم بشكل كبير في زيادة نسب التلوّث والازدحام في شوارع المدن الفلبينية.
قد يهمك أيضاً: في هذه المدينة لن تسير إلى المحطة..فهذا القطار يصل إلى باب شقتك
"ملك الطريق"
وظهرت مركبات الـ"جيبني" للمرة الأولى في العاصمة الفلبينية مانيلا في أعقاب معركة مانيلا في العام 1945، وانتشرت كوسيلة جديدة للتجول حول المدينة بعد أن دُمّرت وسائل المواصلات العامة الأخرى.
وحوّل الميكانيكيون في المدينة السيارات العسكرية رباعية الدفع التي خلّفها الأمريكيون لتصبح قادرة على استيعاب ركاب أكثر، والتحول لوسيلة مواصلات عامة.
لكن، ما بدأ كحل مؤقت لأزمة المواصلات تحوّل إلى وسيلة يعتمدها 40 في المائة من المتنقلين في مانيلا والمحافظات المجاورة.
قد يهمك أيضاً: شاهدوا أصغر السيارات في العالم
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد مركبات الـ "جيبني" المسجّلة يصل إلى 18 ألف مركبة تقريباً.
وتكلف رحلة الـ "جيبني" 16 سنتاً للرحلة الواحدة، وهو ثمن زهيد جداً مقارنة بتكلفة التنقل بالحافلة أو القطار. وفي مدينة مانيلا، حيث يبلغ تعداد السكان 12 مليون نسمة يعيشون على امتداد مساحة 250 ميلاً مربعاً، يتيح حجم وشكل المركبة التنقّل بين الشوارع التي لا يصل إليها أي نظام مواصلات آخر.
وتعرف الـ "جيبني" بلقب "ملك الطريق" في الفلبين، وتعرف بتصاميمها، التي قد تكون "صارخة" أكثر من صوت محركاتها أحياناً. ويفضل سائقو الـ "جيبني" تزيين مركباتهم بالديكورات والألوان.
وتسرد زينة كل مركبة قصة خاصة بالسائق أو المجتمع الفلبيني. مثلاً، قد تشير رسوم الباخرات على مركبة الـ "جيبني" إلى العمالة الفلبينية على متن البواخر والسفن، فيما الرسومات التي تظهر في المزارع، فقد ترمز إلى تراث أسرة السائق في الزراعة. كما تتكرر رسومات لاعبي كرة السلة والشخصيات الكرتونية.
قد يهمك أيضاً: سيارة بأجنحة وأخرى بالمسامير..أجمل صيحات السيارات
التحديث في طريقه
والـ"جيبني" هي غالباً مركبة مستعملة تُعدّل خصيصاً من أجل السائق. وتعمل المركبات على وقود الديزل، الذي يسبب الكثير من التلوّث، ويجعل الـ"جيبني" منافية تماماً لهدف الرئيس الفلبيني في تحديث نظام المواصلات في البلاد والبنية التحتية ككل.
ومع وعود بتحديث أنظمة قطارات الأنفاق وخطوط الحافلات والسكك، يمكن للـ "جيبني" تأدية دور في مستقبل المواصلات في البلاد، لكن بشكل مختلف تماماً.
وتم التقدّم بنماذج أولية جديدة في معرض للسيارات الشهر الماضي، حيث تمكن المشاركون من إلقاء نظرة على تصاميم "جيبني" المستقبل، والتي ستكون أكثر أماناً في الأداء، لكن أقل إبداعاً وجنوناً في المظهر.