دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في جورجيا، غالباً ما يطغى الماضي على الحاضر.. إذ تنتشر تماثيل وأنصاب تذكارية في كل من الساحات القروية على الطرق الوعرة إلى قمم الجبال الشاهقة، كإرث لماض قد يفضل العديد من الأشخاص نسيانه كلياً.
قد يعجبك أيضا.. رجل يحرر نيكول كيدمان وغيرها من "هاجس الشباب والكمال"
وقد كانت جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفياتية جزءاً من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من بين العامين 1936 و1991، التي بني خلالهما عدداً هائلاً من المعالم الأيديولوجية. وفي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، اتخذت هذه التماثيل، إلى حد كبير، شكل التماثيل الاشتراكية الواقعية التي ترمز إلى مواضيع تاريخية سوفيتية – من جنود الجيش الأحمر إلى قبضات اليد والنجوم – لتتغير هذه المفاهيم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وتصبح هذه الشكليات وسيلة لإدراج أنواع فنون جديدة تجريدية وأكثر عصرية.
ويتناقض موقف جورجيا المعاصر تجاه هذا التراث المعماري السوفيتي بين شبه مبجلاً أو مديناً له، إذ يستطيع زوار العاصمة تبليسي، زيارة متحف الاحتلال السوفييتي، والذي كُرس لضحايا القمع السياسي السوفييتي الذي استمر 70 عاماً، بينما على بعد أقل من 90 كيلومتر في غوري، يقع متحف جوزيف ستالين، الذي لم يتغير كثيراً منذ افتتاحه في العام 1950، ويبدو اليوم أشبه بضريح تكريم للديكتاتور الجورجي.
وتختلف طريقة التعامل مع هذه الآثار السوفيتية المتبقية في جورجيا من مدينة إلى أخرى، حيث يجري حالياً إصلاح نصب تذكاري لمعاهدة جورجييفسك في غوداوري – الذي يعرف رسمياً باسم "نصب الصداقة بين روسيا وجورجيا" – بينما في بلدة التعدين تشياتورا، لا يزال يقف نصباً تذكارياً سوفيتياً في مجمع سكني، يبدو أن سكّانه لا يكترثون كثيراً بالتذكارات المحلية لتلك الحقبة من التاريخ.
قد يهمك أيضا.. كيف يظهر العالم من داخل قمرة قيادة الطيّار؟
ولكن، الأمر في تبليسي يختلف كلياً.. فتعمل المدينة في الآونة لأخيرة على إعادة اختراع نفسها، من خلال زيادة نسب السياحة فيها، وبدء مشاريع تطوير وبناء جديدة، وإعادة ترميم الكثير من مباني الفن الحديث التي بنيت في القرن الـ20 وكانت تسمى بحسب الاتحاد السوفيتي "المباني البرجوازية."
أما التماثيل والآثار والأنصاب من العصر السوفيتي، فقد بدأت جورجيا بالتخلص منها وحظرها ابتداء من العام 2011، إذ قامت منذ ذلك الحين بإزالة عدد كبير منها، بما فيها الأقواس الأثرية التي تمركزت فيما كان يعرف بالساحة الجمهورية، والتي أشرف على إزالتها الرئيس جورجي مارغفلاشفيلي.
ولكن، تبقى اليوم عدة تماثيل نصبت في جورجيا السوفيتية، لا تعتبر سياسية كثيراً، واستطاعت أن تحافظ على موقعها في يومنا الحالي، مثل نصب سانت نينو التذكاري، أو مجمع "سجلات جورجيا" التذكاري، أو تمثال كارتليس ديدا، أمّ جورجيا، والذي يعتبر رمزاً دائماً للقوة الوطنية بصرف النظر عن المفاهيم الاشتراكية.
وأيضا.. مدينة تتحول إلى موقع للخيال العلمي..اكتشف ما هي؟