دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعتبر طائرة بارتيني باريف VVA-14 من بين أغرب الطائرات التي صنعت عبر التاريخ، إذ يمكن أن تحلق عمودياً، وتهبط في الماء، فضلاً عن أنها صُممت للبحث عن الغواصات الأمريكية وتدميرها خلال الحرب الباردة.
قد يعجبك أيضاً.. لماذا يصعب نسيان العهد السوفيتي في جورجيا؟
بعد رحلتها الأولى من مدرج عادي في العام 1972، أضيفت إليها أيضاً أجزاء لتحولها إلى طائرة برمائية، يمكنها التحليق فوق سطح الماء أثناء البحث عن أهدافها.. بين شكل قارب محلق ومركبة فضائية، لا شك بأنها لم تكن المثال الأفضل للأناقة في عالم الطيران، إلّا أنها حتماً تميزت بإنجازاتها وقدراتها الفنية والتقنية.
ولكن، في العام 1974 وبعد وفاة مخترعها، المهندس الإيطالي روبرت بارتيني، تخلي عن المشروع الذي كان حينها ما زال في أيامه الأولى، وبُني فقط نموذجين من الطائرة.
اليوم، تجلس الطائرة الوحيدة المتبقية بين النموذجين، في مهبط بمتحف القوات الجوية المركزية خارج موسكو، لتعرض ما تبقى منها اليوم بعد مرور السنين.
وتعتبر هذه الطائرة "الشخصية" المثالية لمشروع المصوّر الفوتوغرافي الروسي دانيلا تكاشينكو، باسم "مناطق محظورة،" والذي عمل عليه لمدة ثلاثة فصول شتاء لتخليد التحف والآثار السوفيتية المتبقية وسط الثلوج الهائلة.
قد يهمك أيضاً.. صور لمواقع وصواريخ عسكرية تُذكر بالحرب الباردة وتحذر من حرب نووية
وقد كانت العديد من المناطق التي التقط تكاشينكو صوراً فيها، هي مناطق لا يمكن الوصول إليها خلال الحقبة السوفيتية، نظراً لما حوته من تقنيات سرية، كمصانع وقواعد عسكرية بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السيارات وأصبحت اليوم بغالبيتها في حالة متقدمة من الدمار.
ويقول تكاشينكو إن المشروع يدور حول مسيرة الإنسان للوصول إلى العالم المثالي في التقدم التكنولوجي، ولكن هذه المسيرة غالباً ما تأتي بثمن باهظ، لأن الحكومات قد تضحي بكل ما تملكه من أجلها.
كما يذكر تكاشينكو على موقع الإلكتروني أنه يسافر بحثاً عن أماكن كانت تتمتع بأهمية كبيرة على النطاق التقني الفني والتي أصبحت اليوم مهجورة، مضيفاً: "فقدت هذه الأماكن أهميتها مع الأيديولوجية الفاضلة التي أصبحت شبه بالية اليوم. مدن سرية لا يمكن العثور عليها على الخرائط.. وانتصارات علمية منسية.. ومباني مهجورة.. هذا هو المستقبل التكنوقراطي المثالي الذي لم يحصل أبداً."