دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتميز سارسينا في كونها بلدة ريفية إيطالية هادئة، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 3 آلاف نسمة.
ورغم أنها تتمتع بماضٍ مجيد، باعتبارها موقعًا دفاعيًا استراتيجيًا للإمبراطورية الرومانية ومسقط رأس الكاتب المسرحي الشهير بلوتوس، إلّا أنه ليس هناك الكثير من الأشياء التي تستطيع القيام بها، سوى المشي لمسافات طويلة ومراقبة الطيور.
ويتفق السكان المحليون والمصطافون على أن أسلوب الحياة الريفي هو جزء من سحر سارسينا.
ومع ذلك، يأمل كثيرون بتطوير مشروع تجاري، يشمل مركز للياقة البدنية، وسوبر ماركت، وملعب.
ولكن، ليس من المفترض أن يحدث ذلك، أو على الأقل ليس كما كان مخططًا له.
ففي ديسمبر/ كانون الأول، كشف عمال البناء عن وجود أنقاض معبد روماني قديم يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد.
وتم الكشف عن الكنز الموجود تحت الأرض في أوائل شهر يوليو/ تموز.
ووجد الباحثون هيكلًا مهيبًا يبلغ عرضه 577 مترًا مربعًا. ويتألف من كتل الحجر الرملي الأفقي وألواح رخامية.
وتم تحديده على أنه المنصة التي كانت تعلوها أعمدة وجدران معبد قديم.
وما خرج من الأرض حتى الآن قد يكون مجرد قمة جبل جليدي.
وقالت رومينا بيرراجليا، عالمة الآثار الرئيسية في موقع التنقيب، لـCNN: "لقد اكتشفنا ثلاث غرف منفصلة، من المحتمل أنها مخصصة لثالوث الآلهة جوبيتر وجونو ومينيرفا".
وتابعت: "لا تزال الحفريات جارّية.. وقد حددنا بالفعل طبقة أقدم وأعمق من الآثار التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما عاش شعب أمبريا في المنطقة.. يمكن أن يكون المعبد بأكمله أكبر مما نراه حاليًا".
ودفع اكتشاف المعبد السلطات المحلية إلى مراجعة خطط البناء الخاصة بها.
وتصرّ فيديريكا جونزاتو، المشرفة على علم الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية في مقاطعات رافينا وريميني وفورلي تشيزينا، التي تضم سارسينا، على رغبتها في الحفاظ على الآثار ومواصلة البحث في ماضيها العظيم.
وقالت: "لن نهدمه لإفساح المجال أمام الهياكل الحديثة، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحًا للغاية".
وأوضحت جونزاتو: "سيتم تغيير الخطط الحضرية السابقة، وسنجد مواقع جديدة لبناء المراكز الترفيهية والرياضية.. يعد المعبد اكتشافًا مذهلاً يسلط الضوء على كيفية صعود وسقوط المدن الرومانية القديمة عبر الزمن".
وتعتقد جونزاتو أن هذا الاكتشاف سيعزز من عمليات البحث حول الديموغرافيا والتحولات الحضرية في العصور القديمة.
وهناك أكثر من مجرد منصة المعبد.
وقالت بيرراجليا إن هناك دلائل تشير إلى إعادة استخدام المبنى في العصور الوسطى.
وتم العثور على نظام قديم لتصريف المياه إلى جانب مقابر ومدافئ العصور الوسطى، ما يشير إلى أن السكان المحليين كانوا يسكنونه على الأرجح، أو استخدموا الموقع لأغراض اجتماعية أخرى.
وقالت جونزاتو: "هذا هو جمال إيطاليا: أينما تحفر، يخرج كنز مخفي من الأرض.. العجائب لا تتوقف عن إدهاشنا أبدًا".