دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- داخل مباني، وقصور، وبيوت لبنان المهجورة، يقف المصور الفوتوغرافي البريطاني، جيمس كيروين، وراء عدسة كاميرته لرصد زوايا متهالكة تعكس قصصًا من الماضي البعيد.
رغم مرور سنوات طويلة، إلّا أن هذه المباني لا تزال صامدة لتروي ما شهدته من أحداث خلال قرون من الزمن.
"لبنان المهجور"
في عام 2016، صادف كيروين مقالًا على موقع "Time" الإلكتروني بمناسبة مرور 10 سنوات على انتهاء الحرب في لبنان بعام 2006، حيث طُلب من 18 مصورًا الحديث عن أعمالهم الفوتوغرافية على مدار تلك السنوات.
وقال المصور الفوتوغرافي البريطاني، وهو يُقيم حاليًا بمدينة إسطنبول التركية، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان المقال رائعًا ومؤثرًا، وشجّعني على زيارة لبنان بنفسي".
وبدأ كيروين بالبحث في عام 2017، عن المواقع المثيرة للاهتمام والمهجورة في لبنان.
وازدادت هذه العلاقة قوة عندما وطأت قدماه البلد لأول مرّة في عام 2019، حيث استكشف روائع الهندسة المعمارية على أرض الواقع.
ومن خلال زياراته المتكرّرة إلى لبنان، نجح كيروين في إصدار كتاب "Abandoned Lebanon"، أي "لبنان المهجور"، في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2021.
ويحتوي الكتاب على مزيج من الصور لتصاميم المباني الداخلية، والأماكن التراثية، والمواقع المهجورة.
وتمثلت أبرز المواقع التي صوّرها كيروين بقصر مهجور لرئيس وزراء سابق، وأحد أبرز المباني الموجودة في حي "زقاق البلاط" ببيروت، وقصر آخر يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر في منطقة دير القمر.
ونظرًا إلى أن لبنان بلد صغير، استطاع كيروين تغطية الكثير من المواقع خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
وقال المصور الفوتوغرافي البريطاني: "لبنان لا يزال يحمل الكثير من أسرار ما كانت عليه الحياة قبل الحرب الأهلية، وبالطبع قبل انفجار مرفأ بيروت".
وخلال عامي 2021 و2023، حازت أعمال كيروين على إعجاب العديد من اللبنانيين، إلى درجة أنهم أصبحوا يتعرّفون إلى المصور البريطاني في الأماكن العامة.
وأضاف: "لم تحظ الهندسة المعمارية في لبنان بالتقدير الكافي حتى انفجار مرفأ بيروت.. ومنذ ذلك الحين، أصبح الناس أكثر اهتمامًا بالتراث المفقود".
ويُذكر أن كيروين قد بدأ في التقاط الصور المعمارية في أواخر عام 2013، حيث أخذته كاميرته إلى زوايا خفيّة ومناطق مهجورة بمدن مختلفة من حول العالم.
وكرّس السنوات العشرة الأخيرة من حياته لتوثيق العجائب المعمارية المهجورة، أو المتهالكة، أو المنسيّة، بالإضافة إلى استكشاف الآثار والمساحات التراثية المختلفة.
في الوقت الحالي، يُرّكز المصور الفوتوغرافي البريطاني على رصد لوحات نابضة بالحياة، ثم تحسين الصور باستخدام أساليب ما بعد المعالجة الحديثة.