دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "مثال على التصميم الحضري الذكي"، هكذا وصفت المصورة الأسترالية، نايري كوكس جمالية محافظة الوجه في السعودية.
اكتسبت محافظة الوجه، التي تقع في الجزء الشمالي الغربي للبلاد، قيمة تاريخية وإرثًا عمرانيًا بسبب معالمها الأثرية، وتصاميم مبانيها التي تستخدم الخشب والمرجان كمواد أساسية.
وقالت كوكس في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "من وجهة نظري، يُشكّل المرجان دليلًا على ازدهار مجتمع الصيد واستخدام المواد التي كانت متاحة بسهولة وتكلفة منخفضة".
وتفاجأت المصورة الأسترالية بنوافذها ذات الطراز الخشبي الحجازي، التي لم يكن تصميمها مجرد استجابة مناسبة للظروف المناخية، وإنما للسماح للسكان بمراقبة حياة الشارع أيضَا.
ويساعد التصميم الداخلي للمباني على سرد قصص السكان الأوائل، حيث زُينت الجدران الداخلية بأعمال فنيّة تُصوّر الحجّاج في طريقهم إلى مكة. كما ساعدت مساحات المعيشة المشتركة، والأرفف، وتخطيطات المطبخ في سرد أسلوب حياة هؤلاء الأشخاص.
محافظة الوجه
أوضح الموقع الإلكتروني لـ"Welcome Saudi" أن الوجه تحتضن العديد من المساجد، التي تمتاز بهندستها المعمارية المميزة.
وتتواجد فيها أيضًا "قلعة الوجه"، حيث بُنيت في سبعينيات القرن التاسع عشر، واستُخدمت كحصن لحماية تبوك، ولاحقًا كمقر حكومي. واليوم، رُممت القلعة بالكامل وتحولّت إلى متحف يعرض تاريخ المدينة.
وعبر ساحلها البكر، تُعدّ الحدائق المنتشرة على جانبي شاطئ الوجه بمثابة نقطة جذب للعديد من العائلات، بالإضافة إلى كورنيش الوجه، الذي يضم أماكن مختلفة للتنزه.
رغم مواجهتها لبعض التحديات في رصد محافظة الوجه السعودية، وأبرزها ظروف الإضاءة الطبيعية المنخفضة داخل المباني، إلا أن كوكس أكدّت أنها تمكنت من التقاط مثالًا رائعًا على الهندسة المعمارية المبكرة في السعودية.
وتنصح المصورة الأسترالية بزيارة محافظة الوجه في الأشهر الباردة، أي بين أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/ آذار، حيث تكون الأجواء أقلّ رطوبة. ويمكن الاستمتاع بالمشي على طول ساحل البحر الأحمر.
وتميل كوكس عادة إلى رصد الحياة اليومية، والأماكن، والأشخاص، والوجوه.
ولاحظت بدورها تناقضات واضحة بين الشرق الأوسط وأستراليا من الناحية البصرية والثقافية، إذ قالت: "الألوان والإضاءة في هذا الجزء من العالم بمثابة أمر لا يُصدّق".