بفضل جهاز تعقب..هكذا تتبعت أمريكية حقيبتها "الثمينة" من مكان لآخر

سياحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح البعض منا، وأكثر من أي وقتٍ مضى، يعرف شعور الخوف النّاتج عن عدم العثور على أمتعتنا في المطار، وذلك بسبب فوضى قطاع الطيران هذا العام.

ولكن، أصبح عدد متزايد من المسافرين على دراية بشعور فقدان أمتعتهم، ثم استعادتها مرّة أخرى.

وليس ذلك بسبب اجتهاد شركات الطيران، بل هو نتيجة معرفة المسافرين لموقع حقائبهم بفضل جهاز تعقّب موضوع في الدّاخل.

ولدى فاليري سزيبالا أحدث قصة بشأن هذا الموقف.

واستلمت سزيبالا، وهي باحثة في مجال المعلومات المُضللّة من العاصمة الأمريكيّة واشنطن، حقيبتها المفقودة بعد نحو 6 أيّام تتبّعت خلالها الحقيبة أثناء تنقّلها لمراكز التّسوق المحليّة ومطعم "ماكدونالدز"، ورُغم أن شركة الطّيران أخبرتها أن حقيبتها كانت بمأمن في مركز التّوزيع الخاص بها.

وفي الواقع، بدا أن الحقيبة كانت في منزل شخصٍ ما، وفي مجمّع سكني قالت سزيبالا إنها عثرت فيه على أمتعة أخرى مُفرّغة ومُهملة بجانب القمامة.

وسافرت سزيبالا في أوّل رحلة دوليّة لها منذ عدة أعوام، وقضت شهرًا بالخارج قبل العودة إلى مطار ريغان في العاصمة في 28 ديسمبر/كانون الأول، وكانت قد اشترت جهاز "إير تاغ" للتّعقب من شركة "آبل" خصوصًا للرّحلة.

وعند حديثها عن صيحة الّسفر لعام 2022 المتمثّلة في وضع أجهزة تعقّب داخل الأمتعة للعثور عليها في حالة ضياعها، قالت سزيبالا: "سمعت أنّ هذه الأجهزة كانت من الأمور التي يعتمد عليها الأشخاص".

وشرحت: "كان لديّ محطّة توقّف (ترانزيت) مُقرّرة، لذلك علمت أن احتماليّة فقدان الحقيبة كانت عالية".

ولذلك، عند علمت من خلال تطبيق "يونايتد إيرلاينز" بعدم وصول حقيبتها، لم يشكلّ الأمر مفاجأة لها.

ووثقت سزيبالا في التطبيق الذي أعلمها أن شركة الطيران تعرف مكان حقيبتها، وستعيدها إليها في اليوم التالي.

ووصلت الحقيبة إلى العاصمة في اليوم التالي، أي 29 ديسمبر/ كانون الأول، لكنها سزيبالا لم تستلمها حتّى 2 يناير/كانون الثاني.

وبدلاً من العودة إلى المطار لاستلام حقيبتها شخصيًا، قبلت سزيبالا عرض "يونايتد إيرلاينز" لتسليم الحقيبة إلى منزلها مباشرةً، ولكنّها قالت: "هذه هي المرحلة التي ارتكبت فيها خطأً فادحًا بسماحي لها بتسليمها لطرفٍ ثالث".

أيام من الانتظار والطمأنينة الكاذبة

ومرّت الأيام، ولم تصل حقيبتها في 1 يناير/كانون الثاني.

وذكرت سزيبالا: " حاولت الاتصال بهم يوميًا، لكن فترة الانتظار على الهاتف كانت لا تُصدّق.. وعند الدردشة عبر التطبيق، وصلت فترة الانتظار من ساعتين إلى أربع ساعات".

ولكنّها استمرّت في التواصل معهم بشكلٍ يومي، وشرحت: "كانوا يطمئنوني بأنّ الحقيبة قادمة، وهي مُدرجة في نظامنا، وهي آمنة في مركز الخدمة لدينا، وسيتم تسليمها الليلة. ولكن لم يكن ذلك صحيحًا أبدًا".

وفي الواقع ، كانت سزيبالا تعلم بوجود خطبٍ ما لأنها تمكّنت من رؤية مكان الحقيبة بالضبط بفضل جهاز "إير تاغ"، وشرحت: "اعتبارًا من الجمعة (30 ديسمبر/كانون الأول) ومن الساعة الثامنة مساءً، كانت قد توجّهت (الحقيبة) إلى مجمّع سكني على بعد ميلين من الموقع التي كنت متواجدة فيه".

وفي البداية، توقّعت سزيبالا تسليم الحقيبة إليها في اليوم التالي، ولكنها راقبت الحقيبة بدلاً من ذلك وهي تتّجه إلى مطعم "ماكدونالدز"، وبعد ذلك انتقلت الحقيبة إلى مركز تسوّق قريب في الضواحي مرّتين. وفي كل مرّة، كانت الحقيبة تعود للمجمّع السّكني.

واستمر ممثلو شركة "يونايتد إيرلاينز" بتأكيد وجود الحقيبة في مركز التوزيع الخاص بها رُغم إثباتها عكس ذلك، كما أمرها شخص ما بأن "تهدأ" بحسب ما وثقته سزيبالا عن محادثة دارت بينهما في صورة نشرتها عبر موقع "تويتر".

حقائب مُهمّلة عند القمامة

وقرّرت سزيبالا التوجّه وببساطة إلى المجمّع السكني حيث تواجد جهاز "إير تاغ" الخاص بها.

ولم تعثر سزيبالا على حقيبتها في رحلتها الأولى ليل الجمعة، ولكنّها أشارت لعثورها على حقيبتين أخريين بملصقات خاصّة بالأمتعة.

وتواجدت الحقيبتان بجانب حاويات القمامة، بعدما تم إفراغهما.

وقالت سزيبالا: "عندما وجدت الحقائب الفارغة عند حاويات القمامة، شعرت بالقلق"، وأضافت: "كانت يونايتد تكذب علي، فقمت بمشاركة الأمر عبر تويتر".

وشوهدت صورتها الملتقطة في الأول من يناير/كانون الثاني للحقائب في حاويات القمامة أكثر من 21 مليون مرّة.

كما أنها اتّصلت بالشرطة عند عثورها على الحقائب عند حاويات القمامة، لكنّها أوضحت: "لم تكن لديهم القدرة على المساعدة بشكلٍ كبير" لأنها لم تستطع تحديد الشقّة التي كانت فيها بالتحديد.

ورُغم اقتراح فريق "يونايتد إيرلاينز" على "تويتر" بتقديم طلب للتّعويض، إلا أنّها أرادت استعادة حقيبتها فحسب، فاستمرّت بالتغريد، وتعقّب حركة الحقيبة.

وأثناء زيارتها الرّابعة للمجمّع بعد تداول قصّتها، كان برفقتها طاقم تلفزيون محلي، وتغيّر كل شيء.

وقالت سزيبالا لـCNN: "تجولنا حول المرآب مرّة أخرى، وهذه المرّة برفقة إحدى السكان المحليين الذين رأى سلسلة التغريدات الخاصة بي".

ولاحظت سزيبالا اختفاء الحقيبتين الأخريتين اللتين كانتا موجودتين عند حاويات القمامة، وأشار السّاكن الذي أتى للمساعدة إلى أنّه رأى شخصًا ما أخذهما للدّاخل، وأكملت: "عندما خرجت، استلمت رسالة نصيّة من ساعي قال إن حقيبتي بحوزته، وأنّه على مقربة مني.

وقابلها الساعي أمام المبنى، وأحضر حقيبتها معه.

وذكرت سزيبالا أن الحقيبة، التي كانت لا تزال تحمل الملصق الخاص بالأمتعة، وبطاقة تعريف إضافيّة، كانت مغلقة، وبدت محتوياتها سليمة.

واستعادت سزيبالا حقيبتها قبل ساعة فقط من الحديث مع CNN، ومع أنّها لم تتفقد الحقيبة بأكملها، إلا أنها أكّدت: "يبدو كل شيء على ما يرام".

وفي بيان، قالت شركة "يونايتد إيرلاينز" لـCNN: "الخدمة المُقدّمة من عميل تسليم الأمتعة لدينا لا تفي بمعاييرنا، ونحن نحقق في ما حدث وتسبب بفشل هذه الخدمة".

ولم تتحدّث الشركة عن سلوك الموظفين الذين أخبروا سزيبالا مِرارًا وتكرارًا أن الحقيبة موجودة في مركز توزيع "يونايتد إيرلاينز" مع أنّها كانت في الحقيقة تتنقّل حول ضواحي العاصمة.

وتنصح سزيبالا المسافرين باستخدام جهاز تعقّب لمواجهة شركات الطيران التي تتسبب بفقدان حقائب ركّابها.