من فرانكفورت إلى دبي بـ90 دقيقة؟ أوروبا تعيد حقبة الطيران الأسرع من الصوت

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقد مرّ عقدان من الزمن على انتهاء حقبة الطيران التجاري الأسرع من الصوت، مع هبوط طائرة "كونكورد" أخيرًا في مطار بجنوب غرب إنجلترا.

لكن، تَعِدُ شركة أوروبية ناشئة، اليوم، برحلات سرعتها تفوق سرعة الصوت.

على سبيل المثال، ستستغرق رحلة من فراكفورت إلى سيدني 4 ساعات و15 دقيقة، بينما ستبلغ رحلة ممفيس إلى دبي حوالي 3 ساعات و30 دقيقة.

طائرة ديستينوس
هذه طائرة إيغر، النموذج الثاني لطائرة "ديستينوس" الأسرع من الصوت، التي أتمت بنجاح اختبارها السنة الفائتة. Credit: Courtesy Destinus

وتقدم شركة Destinus مفهوم رحلة تعمل بالطاقة الهيدروجينية، وسرعتها تفوق 5 أمثال سرعة الصوت!

ويقع مقر Destinus في سويسرا، ويتألف فريق عملها من حوالي 120 موظفًا، موزعين بين إسبانيا وفرنسا وألمانيا.

طائرة ديستينوس
تختبر Destinus الآن تقنية الاحتراق داخليًا باستخدام الهيدروجين وهي على وشك البدء في اختبار رحلة تعمل بالطاقة الهيدروجينية. Credit: Courtesy Destinus

ورغم تأسسها في العام 2021، إلّا أنها حققت إنجازات سريعة.

وخضع النموذجان الأوليان لرحلات تجريبية ناجحة.

طائرة ديستينوس
الهدف من هذه الطائرة اختصار الوقت حتى الحد الأقصى.Credit: Courtesy Destinus

ومن المقرر أن يقوم النموذج الأولي الثالث، Destinus 3، برحلته الافتتاحية بحلول نهاية العام.

وفي حديث لمارتينا لوفكفيست، مديرة تطوير الأعمال في الشركة مع CNN، شرحت مفهوم النموذج، متأملة أن يُبشّر بعصر جديد من رحلات سفر تفوق سرعتها سرعة الصوت.

الوقود

تستخدم Destinus وقود الهيدروجين كونه مصدرًا نظيفًا، ومتجددًا للطاقة، وغير مكلّف.

ولا يزال الطيران الذي يعمل بالهيدروجين في مهده، مع محركات الهيدروجين النفاثة، التي لم تُستخدم تجاريًا حتى اليوم.

وتعمل شركة "إيرباص" على تطوير محرّك هيدروجين نفّاث، سيتم اختباره في العام 2026.

وقالت لوفكفيست: "نحاول أن نقطع مسافة طويلة جدًا بمركباتنا، وهذا يعني أن نطير من أوروبا إلى أستراليا بسرعة 5 ماخ".

طائرة ديستينوس
Credit: Courtesy Destinus

وتابعت: "ستصبح المركبة ثقيلة باستخدام الكيروسين.. فيما يعتبر الهيدروجين خفيفًا جدًا بالمقارنة معه".

ويحتوي الهيدروجين أيضًا على كثافة طاقة أعلى من وقود الطائرات التقليدي.

ويبقى الهدف على المدى الطويل، توليد الطاقة من الهيدروجين بشكل كامل، وتحقيق الانبعاثات الصفرية.

وفيما يزداد إنتاج الهيدروجين على نحو مستمر، فإن خطتها قصيرة المدى هي إقلاع الطاقة باستخدام Jet A، وهو وقود الطيران التقليدي، ثم استبداله عندما تصل السرعة إلى 3 ماخ.

والسبب أن "الهيدروجين لا يصبح مفيدًا حقًا أو أفضل من Jet A حتى يصل إلى سرعات تفوق سرعة الصوت".

التصميم

طائرة ديستينوس
تأخذ شكل طائرة "ويفرايدر"، تصميم تفوق سرعته سرعة الصوت وتم تصوره لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي.Credit: Courtesy Destinus

وتعد النماذج الأولية لـDestinus ذات هيكل مدمج، وتأخذ شكل طائرة "ويفرايدر"، تصميم تفوق سرعته سرعة الصوت وتم تصوره لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، لكن لم يصل إلى مرحلة الإنتاج، وعكست أصل الشركة السويسرية/ الفرنسية في ألوان الطلاء المستوحاة من جبال الألب.

وتقول لوفكفيست إن الشكل الكلاسيكي الراهن خضع "لدراسة امتدت لسنوات عديدة".

وتابعت: "الهدف أن تتمكن من الركوب فوق موجات الصدمات التي تتولّد من المركبة نفسها.. إنه هيكل فعّال للغاية حيث يمكنك استخدام وقود أقل للطيران، لأن لديك مقاومة أقل للهواء".

وبطبيعة الحال، مع كل نموذج أولي جديد، تعمل Destinus على تحسين تصميمه وتعديله.

وتأمل الشركة أن يحقق النموذج الأولي التالي "Destinus 3"، رحلة تفوق سرعة الصوت وتعمل بالطاقة الهيدروجينية، في العام 2024.

وأوضحت لوفكفيست: "هذه مركبة ضخمة جدًا.. إنها بنفس حجم النموذج الأولي السابق، حيث يصل طولها إلى 10 أمتار، لكنها أثقل بـ10 مرات، وربما أكثر تعقيدًا بـ20 مرة، من حيث الهيكل ونظام الدفع".

وتأمل الشركة أن تكون قادرة على إطلاق طائرة أصغر حجمًا بحلول 2030، وتتسع لحوالي 25 راكبًا، حيث ستركز بشكل كامل على عملاء درجة رجال الأعمال.

المالية

وتعتمد خطط الشركة تمامًا على تقلبات سوق الهيدروجين، التي تعترف لوفكفيست أنها ليست خاضعة للسيطرة، لكن الخبراء داخل الشركة وخارجها يتوقعون انخفاض سعرها.

وفي الشهر الماضي، استحوذت Destinus على شركة OPRA الهولندية، التي تسمى حاليًا Destinus Energy.

وتقول لوفكفيست: "هذا يعني أننا نستطيع تحقيق الإيرادات هذا العام، لأن لديهم بالفعل توربينات غازية يتم بناؤها وبيعها.. لن يكون لدينا الجانب الجوي لطائرات تفوق بسرعتها سرعة الصوت فحسب، لكن سيكون لدينا أيضًا بعض جوانب الطاقة داخل الشركة أيضًا".

وهناك مشاريع عديدة لم تنجح في مجال الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت.

لكن لوفكفيست تؤكد أنّ الشركة تهدف إلى اتباع نهج "واقعي"، بعدما أصبحت بيئة التمويل أصعب قليلاً.