دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية عن وجود دلالات على الاستيطان البشري في كهف "أم جرسان" بمنطقة المدينة المنورة، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" الأربعاء.
وتوصلت إلى هذا الاستنتاج مجموعة من علماء الآثار بالهيئة، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، ومعهد "ماكس بلانك" الألماني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وذلك ضمن أعمال "مشروع الجزيرة العربية الخضراء"، القائم على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات.
وتُعتَبَر هذه الدراسة العلمية التي نُشِرت في مجلة "PLOS One" الأولى بمجال البحث الأثري في كهوف المملكة.
وأشارت المسوحات الأثرية وأعمال التنقيب في أجزاء متعددة من الكهف إلى أنّ أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، ويتراوح عمر أقدمها ما بين 7 إلى 10 آلاف سنة، وتستمر حتى فترة العصر النحاسي والعصر البرونزي.
كما أثبتت الدراسة الأثرية للكهف عن استخدامه من قِبَل الجماعات الرعوية، وتجسّدت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية، وجماجم بشرية يعود أقدمها إلى 6 آلاف سنة قبل الميلاد.
وأضافت الهيئة أن الكهف كان غنيًا بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات، ومنها حيوان الضبع المخطط، والجمال، والخيل، والغزال، والوعل، والماعز، والبقر، إضافة إلى الحمير البرية المتوحشة، وجمعيها بحالة جيدة رغم مرور زمن طويل.
وأظهر تحليل البقايا العظمية البشرية باستخدام النظائر المُشعة اعتماد الجماعات البشرية على تناول اللحوم بشكلٍ أساسي، كما أنّه وجد دلالات على تناول النباتات، ما يعطي مؤشرات على ظهور الزراعة.
ويجدر بالذكر أن كهف "أم جرسان" من أهم عناصر الجذب السياحي في حرّة خيبر، كما أنّه من أكبر الكهوف الموجودة في الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله حوالي 1،496 مترًا، وفقًا لـ"واس".