دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان شاين باتريك بيرك يطارد طيور البوم في براري ولاية وايومنغ الأمريكية، لكنه وجد اثنين من الدببة الرمادية بدلاً من ذلك.
وبعد لحظات فقط من ملاحظته لشبل الدب على بعد نحو 60 ياردة من موقعه، رأى أمه، أنثى الدب الرمادي، تتجه نحوه.
وكتب بيرك في منشور على صفحته في منصة "فيسبوك" عن الحادثة التي وقعت 19 مايو/ أيار الماضي، في متنزه غراند تيتون الوطني بولاية وايومنغ: "لقد تسمّرت في مكاني، وصرخت، وحاولت رش رذاذ طارد الدببة، ولكن بينما كنت أحاول فعل ذلك كانت أنثى الدب قد أغلقت الفجوة بيننا".
وكان من الممكن أن تنتهي المواجهة بشكل مأساوي إما بموت بيرك أو أنثى الدب أو كليهما.
في ذلك اليوم، كان بيرك يأمل في تصوير طائر البوم الرمادي، وكان عائداً من البرية للقاء زوجته.
وخلال ثوانٍ فقط، أدار بيرك ظهره بينما انقضت أنثى الدب عليه، فاستلقى على بطنه ويداه متشابكتان خلف رقبته للحماية، بحسب ما ذُكر في منشور "فيسبوك".
جاء في المنشور: "كانت العضة والضربة الأولى على ظهري. صرخت. ثم استدارت وداست على ظهري. وعضت إحدى ساقي، ورفعتني ثم ألقتني على الأرض عدة مرات".
وأشار بيرك إلى أن أنثى الدب عضت كل ساق حوالي ثلاث مرات. وصرخ من جديد خلال العضة الأخيرة التي جعلت أنثى الدب تنتبه إلى رأسه.
وتابع في المنشور: "أعتقد أنها كانت تهدف لعضة قاتلة برقبتي. كنت لا أزال أحتفظ بيداي متشابكتين لحماية شراييني السباتية. ولم أترك علبة رذاذ طارد الدببة أبدًا".
وأضاف:"بينما كانت تعض يدي التي كنت أضعها على الجزء الخلفي من رقبتي، قامت في الوقت ذاته بعضّ علبة رذاذ الدب، وانفجرت في فمها"، مشيرا إلى أن هذا ما أنقذه من الهجوم الأولي.
وكتب في منشوره على منصات التواصل الاجتماعي: "لقد كانت التجربة الأكثر عنفًا التي شهدتها على الإطلاق، رغم أني محارب قديم".
"كان من الممكن أن أموت"
رغم أن إدارة المتنزهات الوطنية لم تذكر اسم بيرك، إلا أنها أكدت أن رجلاً يبلغ من العمر 35 عامًا من ولاية ماساتشوستس الأمريكية تعرّض للهجوم في 19 مايو/ أيار "أثناء قيامه بنزهة عبر منطقة غابات منخفضة الرؤية".
وأشارت إدارة المتنزهات الوطنية إلى أن "الزائر كان يحمل رذاذ طارد الدببة ويُحدث ضوضاء عمدًا بناءً على إرشادات السلامة المنشورة من قبل إدارة المتنزهات الوطنية".
ذكرت إدارة المتنزهات الوطنية عبر البريد الإلكتروني أنه عندما اقترب الدب الأكبر من بيرك، سقط على بطنه أرضا عمدا ليحاول التظاهر بالموت. وقد شبك أصابع يده خلف رقبته حاملاً علبة رذاذ طارد الدب.
وأوضحت إدارة المتنزهات الوطنية أن انفجار علبة طارد الدببة تسبب في مغادرة الدببة للمكان.
وبحسب ما ذكره منشور بيرك وإدارة المتنزهات الوطنية، انتقل سريعًا إلى منطقة يتواجد فيها بعض التغطية الخلوية.
وعندما فشل بالاتصال بزوجته، أرسل لها رسالة نصية تقول "تعرضت لهجوم".
وعندما اتصلت به زوجته، أخبرها عن الحادثة بينما كان يقدّم لنفسه الإسعافات الأولية.
وتظهر الصور في منشور بيرك جروحًا عميقة في يده وظهره.
وأشار في روايته إلى أنه تلقى تدريباً متقدماً بالإسعافات الأولية في الجيش، كما أن زوجته كانت ترشده حول كيفية علاج جروحه بما كان يحمله معه من أدوات في رحلته.
واضطر بيرك لقطع أحزمة حقيبة ظهره لصنع عصبة للسيطرة على النزيف.
في منشور لاحق على "فيسبوك"، أكد بيرك على الدور الذي لعبته زوجته، كلوي، في طلب المساعدة وتهدئته عبر الهاتف، وإبقائه مركزًا على علاج جروحه، وإطلاق صافرة الإنقاذ.
عند الساعة 4:02 مساءً، تلقى مركز تيتون المشترك بين الوكالات إخطارًا بالحادث.
ومع وجود جروح متعددة في ساقيه، عرف بيرك أن وضعه خطير.
وكتب: "في هذه اللحظة، على قمة التل الصغيرة قبلت حقيقة أنني يمكن أن أموت. لذا سجلت مقطع فيديو قصير أخبر فيه أصدقائي أنني أحبهم".
ولحسن الحظ، وصلت المساعدة في الوقت المناسب.
وتمكن حراس المنتزه من تحديد موقع بيرك وتقديم الرعاية الطبية الطارئة.
وأوضحت الإدارة أن بيرك نقل جواً إلى سيارة إسعاف كانت تنتظره، ثم نقل إلى مستشفى سانت جون.
وبحسب إدارة المتنزهات الوطنية، فقد خرج الرجل المصاب من المستشفى في 20 مايو/ أيار.
قام حراس المنتزه وعلماء الأحياء البرية بالتحقيق في مكان الحادث باليوم التالي.
وقالت إدارة المتنزهات الوطنية: "بناء على مقابلات مع الشخص المصاب والأدلة التي عُثر عليها في المنطقة، فمن المحتمل أن يكون الهجوم قد شمل أنثى دب رمادي بالغة مع شبل واحد على الأقل".
وأشارت إدارة المتنزهات الوطنية إلى أن "سلوك الدب بدا أنه إجراء دفاعي، وليس هناك ما يبرر اتخاذ أي إجراء إداري آخر في هذا الوقت".
وكان ذلك بمثابة ارتياح لبيرك، الذي قال في منشوره: "لقد قلت لحراس المنتزه: من فضلكم لا تقتلوا أنثى الدب، لقد كانت تدافع عن شبلها".
وشاركت إدارة المتنزهات الوطنية هذه النصائح لمستكشفي المناطق النائية:
- كن يقظًا ومدركًا لمحيطك.
- أصدر ضوضاء، خاصة في المناطق ذات الرؤية المحدودة أو عندما يكون الصوت مكتومًا (على سبيل المثال، بالقرب من الجداول أو عندما يكون الجو عاصفًا).
- احمل معك رذاذ طارد الدببة، وتعرف على كيفية استخدامه، واجعله في متناول يدك بسهولة.
- تنزّه في مجموعات تتكوّن من ثلاثة أشخاص أو أكثر.
- لا تركض. تراجع ببطء إذا واجهت دبًا.