دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في مدينة بومبي الإيطالية، توفر الشوارع المحفوظة تمامًا والمنازل التي لا تزال قائمة فرصة فريدة لمعرفة كيف عاش الناس منذ ألفي عام تقريبًا.
ومن شأن زيارة المدينة القديمة، التي تجمد الزمن فيها عندما غمرها ثوران بركان "فيزوف" في عام 79 ميلاديًا، توفير ذكريات العمر.
ولكن يبدو أن الذكريات لم تكن كافية بالنسبة لسائح بريطاني أُلقي القبض عليه هذا الأسبوع وهو ينقش الأحرف الأولى من اسمه واسم عائلته على أحد منازل المدينة التي يبلغ عمرها ألفي عام.
وقيل إن الرجل البالغ من العمر 37 عامًا، الذي لم يُكشف عن اسمه بعد، قام بعمل خمسة نقوش، منها الأحرف الأولى من اسم عائلته، وتاريخ 7 أغسطس/آب، باستخدام أداة غير حادة على جدار بيت يُدعى " House of the Vestal Virgins".
وتُظهر صور الضرر الناجم عن الحروف المخدوشة على الجص بجانب باب المدخل، الذي طُلي باللون الأحمر منذ ألفي عام تقريبًا.
ويمكن رؤية حروف "JW LMW MW" أعلى الحائط، بالإضافة إلى "MYLAW 07/08/24" في الأسفل بوضوح.
ولاحظ الموظفون في الموقع الأمر واتصلوا بالشرطة.
وحسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، اعتذر الرجل قائلا إنّه كتب الأحرف الأولى من اسمه واسم ابنتيه لترك علامة تشير إلى زيارتهم للموقع.
ورفضت الحديقة الأثرية التعليق لشبكة CNN.
ومع ذلك، عندما أُلقي القبض على سائح من كازاخستان وهو ينحت الأحرف الأولى من اسمه على منزل يُدعى " House of the Ceii" بالمدينة القديمة في يونيو/حزيران، قال مدير بومبي، غابرييل زوتشتريجل، إنّ على السائح دفع تكاليف ترميم الجدار.
وتمت إحالة القضية إلى المحكمة المحلية في توري أنوزياتا باعتبارها "ضررًا أُلحق بالتراث الفني"، وهي تهمة تنطوي على غرامة تتراوح بين 20 ألف إلى 60 ألف يورو، وعقوبة محتملة بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات بفضل القوانين التي أصبحت أكثر صرامة في يناير/كانون الثاني.
ويشمل القانون أعمال تدمير أو إتلاف التراث الثقافي أو الطبيعي.
ويمكن أن تؤدي الرسوم الأقل كلفة لتشويه المواقع التراثية إلى فرض غرامات تتراوح بين 10 آلاف إلى 40 ألف يورو.
وكان الموقع الشاسع ضحيةً للسياح المشاغبين في الكثير من الأحيان، والذين قاموا بنحت الأحرف الأولى من أسمائهم وسرقة القطع منذ بدء أعمال التنقيب في القرن الثامن عشر.
وفي عام 2022، تجول سائح أسترالي حول الموقع القديم على متن دراجة نارية صغيرة.
ويبدو أن سلوك السياح سيئ بشكل خاص في إيطاليا، وهي دولة تميل مواقعها الرئيسية إلى التركيز على الفنون أو الآثار.