دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عام 2019، أصبحت الشركة السويدية الناشئة "Einride" أول شركة في العالم تشغّل شاحنة كهربائية ذاتية القيادة على طريق عام.
وعلى عكس العديد من منافسيها، لم يكن هناك سائق أمان على متن الشاحنة، ولكنها كانت خاضعة للمراقبة البشرية عن بُعد بشكلٍ يمكِّن الفرد من تولي السيطرة في أي وقت.
وبعد مرور خمس سنوات، تجاوزت قيمة سوق الشاحنات ذاتية القيادة 35 مليار دولار، وفقًا لشركة "Fortune Business Insights"، ومن المتوقع أن تتزايد لأكثر من الضعف بحلول عام 2032.
وكان الطريق صعبًا بالنسبة لبعض الرواد الأوائل في هذا القطاع، مثل شركة "TuSimple" التي تتخذ من مدينة سان دييغو الأمريكية مقراً لها، والتي ألغت إدراجها في بورصة "ناسداك" وخرجت من السوق الأمريكية للتركيز على الصين، وشركة "Embark" التي تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو مقراً لها، والتي سرّحت 70% من موظفيها، واستحوذت عليها شركة "Applied Intuition".
ومع ذلك، يبدو أن الأمور لا تزال تسير بسلاسة بالنسبة لشركة "Einride"، التي حصدت 3.6 مليار دولار من العقود في العام الماضي. وفي نهاية عام 2022، عندما كان تمويل الشركات الناشئة منخفضًا بقوة، حصلت "Einride" على 500 مليون دولار من التمويل.
وتشغّل الشركة آلاف الشاحنات في سبع دول، بما في ذلك السويد، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وهي الآن تضيف الإمارات العربية المتحدة إلى قائمتها، بعد توقيع اتفاقية مع ميناء الحاويات الحادي عشر الأكثر ازدحامًا في العالم، أي جبل علي في دبي، لبناء ما وصفه مؤسس شركة "Einride"، روبرت فالك، بإنه سيكون أكبر شبكة نقل بالشاحنات ذاتية القيادة في العالم.
في الطليعة
ستؤدي الاتفاقية، بين شركة "Einride" وموانئ دبي العالمية، وهي من أكبر مشغلي الموانئ في العالم، إلى إنشاء أسطول كهربائي بالكامل من الشاحنات في الميناء، وسيكون بعضها ذاتي القيادة أيضًا.
وتجري شركة "Einride" حاليًا اختبارات على شاحناتها، ومن المقرر أن تبدأ العمليات في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وبحلول نهاية العام، تأمل الشركة في تحقيق نحو 1،600 من "حركات الحاويات" يوميا، وهو ما سيؤدي إلى توفير 14،600 طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بحسب الشركة، وهو ما يعادل إزالة نحو 3 آلاف سيارة ركاب تعمل بالبنزين من الطريق.
وقال فالك: "إنه عقد رائد"، وأضاف: "المنطقة لديها القدرة على أن تكون في طليعة هذا المجال".
وسيحتوي الميناء على أسطول يتكون من 100 شاحنة كهربائية متصلة من خلال نظام التشغيل الرقمي لشركة "Einride"، الذي يُدعى "Saga"، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة من خلال اختيار أفضل مسار لكل وظيفة، وتوفير الطاقة.
ومن الناحية العملية، قال فالك إنّ هذا يعني الانتقال من "منطق سائق شاحنة واحد" واستبداله بنظام آلي.
تزايد في تقنيات النقل ذاتية القيادة
تأتي هذه الصفقة في أعقاب تعاون آخر جرى توقيعه العام الماضي مع وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لنشر "شبكة نقل البضائع" تُدعى "Falcon Rise" على طول مسافة تبلغ 390 كيلومترًا تقريبًا عبر أبوظبي، ودبي، والشارقة.
ويشمل المشروع نشر ألفي شاحنة كهربائية ومئتي شاحنة كهربائية ذاتية القيادة ستستخدم 8 محطات شحن على طول الطريق، وهو ما يهدف أيضًا إلى ربط مناطق البنية التحتية الرئيسية مثل الموانئ، والمطارات، والمناطق الصناعية. وهو حاليًا في المراحل الأولى من التطوير.
وستمتلك شبكة "Falcon Rise" شاحنة ذاتية القيادة تقريبًا لكل 10 شاحنات في الأسطول، ولكن في الوقت الحالي، تتبنى شركة "Einride" نهجًا أكثر تحفظًا.
وأوضح فالك: "من إجمالي سعتنا (عالميًا)، أود أن أقول إن 2% إلى 3% منها تعد ذاتية القيادة. ولكن في غضون خمس سنوات، أود أن أقول إن هذه النسبة سترتفع ما بين 20% إلى 25%. وبعد 15 عامًا، من 40% إلى 50%".
وقد تبدو النسبة الحالية للشاحنات ذاتية القيادة محدودة، ولكن وفقًا لفالك، فإن التقدم ببطء كان سر نجاح شركة "Einride".
وقال: "ما فعلناه بشكل مختلف منذ البداية هو أننا قلنا إننا لن نسعى للوصول إلى القيادة الذاتية الكاملة ليلاً، وعلى الطرق السريعة التي تبلغ سرعتها 90 كيلومترًا في الساعة، وفي المدن الكبرى في كل مكان".
وتابع: "بدلاً من ذلك، قلنا إننا سنتنقل بين مستودعين، بسرعات منخفضة، وسنبدأ من هناك. ولهذا الأمر جدوى حقيقية في مجال نقل البضائع. وبهذه الطريقة، يمكنك التعلم والتطور بأمان خطوة بخطوة".